العدد 193 -

السنة السابعة عشرة – صفر 1424هـ – نيسان 2003م

أنا بغداد

أنا بغداد

إِمْضِ عَنِّي أَيُّهَا اليَأْسُ العَنِيدْ
أَنَاْ دَمَّرْتُ بِنِيرَانِي العِدَى
كُنْتُ دَهْراً لِلدُّنَى عَاصِمَةً
أَناْ
بَغْدَادُ، فَعَنِّي لاَ تسَلْ

 

في الرُّبَى «مُعْتَصِمٌ» رَايَاتُهُ
وَمَدَى الآفَاقِ مِنْ مَاضِي السَّنَى
هَتَفَاتُ الْمَجْدِ مَا زَالَتْ هُنَا
مِنْبَرُ الإِسْلاَمِ
وَالعَقْلِ .. أَجَلْ

 

أَيْنَ مَنْ يُحْيِي إِبَائِي كُلَّهُ
أَيْنَ مَنْ يَمْنَعُ عَنِّي جُرَعاً
كَلْبُ أَمْرِيكَا عَوَى مُسْتَذ
ْئباً
جَمَعَ القُطْعَان
َ يَرْجُو مَصْرَعِي
رَاعِيَ الأَبْقَارِ كَمْ تَرْقيَةً
جئْتَ
بالأَحْلاَفِ في مَهْزَلَةٍ

 

فَارِسُ الغَرْبِ وَحَامِي عِزِّهِمْ
يَدَّعِي خَوْفَ «دَمَارٍ شَامِلٍ»
عَمِيَتْ عَيْنَاهُ عَنْ إِرْهَابِهِ
مَنْ أَذ
َلَّ الزَّنجَ في دَوْلَتهِ
وَالْهُنُودُ الْحُمْرُ مَنْ ذ
َبحَهُمْ
في هِرُوشِيمَا بَقَايَا قِصَّةٍ
وَيَهُودُ الْمَكْرِ .. هَلْ في ذِهْنِكُمْ
هَلْ خَلَتْ جُعْبَتُهُمْ في مَرَّةٍ
هَا
هُوَ الإِرْهَابُ يا بوشُ اسْتَفقْ

 

طَمَعُ الظَّالِمِ فِيهِ حَتْفُهُ
إِن
ْ تشَأْ نفْطاً فَخُذْهُ عَلْقَماً
إِقْتَرِبْ مِنْ أَرْض ِبَغْدَادَ اقْتَرِبْ
أَوْ كَفَأْرٍ نَحْوَ فَخٍّ قَاتِلٍ
أَوْ ذ
ُبابٍ أَزْعَجَ الدُّنيَا مَدىً
إِن
ْ يُحَطَّمْ جَبَرُوتُ الْمُعْتَدِي
أَيهَا
العيدُ تقَدَّمْ بخُطىً

 

قِمَمَ العُهْرِ ارْحَلِي عَنْ خَاطِرِي
أَيُّ خَيْرٍ جَلَبَتْهُ قِمَّةٌُ
خَدَمُ البَيْتِ الْمُسَمَّى أَبْيَضاً
زُمْرَةٌ حَاكِمَةٌ مَحْكُومَةٌ
قَرَؤُوا قُرْآن
َ بُوشٍ وَحْدَهُ
غَضبَ
اللّهُ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ

 

لَوْ تَسَنَّى لِيَ حَقّاً فَارِسٌ
رَايَةُ النُّورِ الذِي أَعْشَقُهُ
غَيْرَ أَنِّي تَحْتَ حُكْمٍ غَافِلٍ
فَانْهَضِي يَا دَوْلَةً دُرِّيةً
وَأَشِيعِي الْمَجْدَ في كُلِّ الدُّنَى
وَاضْرِبِي طَاغُوتَ أَمْرِيكَا اضْرِبِي
دَوْلَةَ الإِسْلاَمِ قَدْ عَمَّ الدُّجَى
أَنَاْ بَغْدَادُ وَجَفْنِي حَالِمٌ

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

 

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

 

 

@ @ @

 

 

 

 

 

 

 

 

أَنَاْ لِلْبَأْسِ وَمِنْ عَزْمَِي الْحَدِيدْ
عَبْرَ أَزْمَانٍ مِنَ الْمَاضِي البَعِيدْ
وَوَهَبْتُ النَّجْمَ مِنْ مَجْدِي التَّلِيدْ
لَيْسَ في
الأُفْقِ سِوَى رَدٍّ وَحِيدْ

 

تَسْأَلُ الأُمَّةَ: هَلْ شِبْلٌ جَدِيدْ؟
زَمْجَرَاتٌ بِاسْمِ «هَارُونَ الرَّشِيدْ»
في
ثنَايا أُمَّتِي .. لَيْسَتْ تبيدْ
هَكَذ
َا كُنْتُ وَتارِيخي شَهِيدْ

 

وَيذِيبُ الثلْجَ عَنِّي وَالْجَليدْ؟
مِنْ
كُؤُوسِ الذُّلِّ تأْباهَا العَبيدْ؟
فَعَوَى خَمْسُونَ كَلْباً وَيَزِيدْ
وَبِعَيْنَيْهِ وَقُودٌ وَصَدِيدْ
نِلْتَ في سَوْقِ كِلاَبٍ لاَ تَصِيدْ؟!
تبْتَغي
تبْرِيرَ مَا أَنتَ ترِيدْ

 

يَتَهَادَى بِ «صَلِيبٍ» وَيَمِيدْ
في سِلاَحِي، صَاحِبُ الْخُلْقِ البَلِيدْ
وَتَنَاسَى دَوْلَةَ البَطْشِ الْمَدِيدْ
وَإِذ
َا هُمْ خَدَمُ الشَّعْبِ الْمَجيدْ؟
في أَرَاضِيهِمْ بِإِجْرَامٍ فَرِيدْ؟
وَبِكَابُولَ – لِمَنْ شَاءَ – الْمَزِيدْ
أَنَّ أَمْرِيكَا رَمَتْهُمْ بِوَعِيدْ؟
مِنْ دَمَارٍ شَامِلٍ عَاتٍ مَرِيدْ؟
سَكْرَةُ
النَّفْطِ سَتُفْني مَا تشِيدْ

 

يَخْدَعُ الأَلْبَابَ عَنْ رَأْيٍ سَدِيدْ
وَسُمُوماً تَتَمَشَّى في الوَرِيدْ
كَفَرَاشٍ نَحْوَ مِصْبَاحٍ مُبِيدْ
بَعْدَ أَعْوَامٍ مِنَ الْمَكْرِ الشَّدِيدْ
كَفَّنَتْهُ عَنْكَبُوتٌ يَوْمَ عِيدْ
فَلْيَكُنْ عِيدُ انْتِصَارَاتٍ سَعِيدْ
وَاثقَاتٍ، مُرْفَقَاتٍ بالنَّشيدْ

 

أَعْلِنِي الإِفْلاَسَ في كُلِّ صَعِيدْ
لِشُعُوبٍ… لِعَجُوزٍ… لِوَلِيدْ؟
لَنْ يَقُولُوا: لاَ. فَمَا فِيهِمْ رَشِيدْ
فَنِعَالُ الغَرْبِ عَنْهُمْ لاَ تَحِيدْ
وَاسْتَعَادُوا الشَّرْكَ، بِئْسَ الْمُسْتَعِيدْ
مِنْ مَليكٍ
وَرَئيسٍ وَعَقيدْ

 

لاَسْتَقاَمَتْ رَايَةُ العَيْشِ الرَّغِيدْ
رَايَةُ «الفَاتِحِ» أَوْ «عَبْدِ الْحَمِيدْ»
بَاعَنِي لِلْغَرْبِ بِالسِّعْرِ الزَّهِيدْ
تَجْعَلُ القُرْآن
َ في الرُّكْنِ الوَطِيدْ
بِسُيُوفٍ تَنْتَمِي لاِبْنِ الوَلِيدْ
وَأَعِيدِي صَوْلَةَ العِزِّ الفَقِيدْ
فَأَطِلِّي دُونَ رَيْثٍ أَوْ وَئِيدْ
بِجُيُوشٍ تَصْنَعُ الفَجْرَ العَتِيدْ

أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *