العدد 279 -

العدد 279 – السنة الرابعة والعشرون، ربيع الثاني 1431هـ، الموافق نيسان 2010م

صفحات (مشرقة) من الانتخابات التاريخية!!

صفحات (مشرقة) من الانتخابات التاريخية!!

 

لا ضير في أن يرسم المحلل السياسي صورة كاريكاتورية للأوضاع السياسية بين الفينة والأخرى، ومن الصور المخزية التي تعكسها الأوضاع في بلدان المنطقة، صورة بلدان لا ترى في سجلها العسكري أو سجلها السياسي شيئاً يُكتب، وإذا أردنا أن نكتب شيئاً عن تاريخ بعض هذه البلدان، نجد أنه يتلخص بخوض معارك انتخابية متتالية سُخرت لها كل الإمكانات المالية والإعلامية. وبعد أن تنتهي من خوض جولة للانتخابات، يبدأ التحضير لجولة من الانتخابات القادمة ويخوض الوسط السياسي صراعاً حاداً لتعديل قانون الانتخابات، وهذا يستهلك الكثير من الوقت والجهد والمهاترات، وبعد أن تنتهي الانتخابات النيابية يبدأ التحضير للانتخابات الرئاسية، وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية يبدأ التحضير للانتخابات البلدية، وبعد انتهاء كل أنواع الانتخابات السياسية تبدأ الانتخابات النقابية وهي مسيسة أيضاً، وهناك نقابات متنوعة ومنها:  النقابات العمالية، ونقابة الأطباء، والمهندسين والمحامين، والصيادلة، والمحاسبين، والفنانين …إلخ.

ثم يأتي دور الانتخابات الطلابية، وهي مسيسة أيضاً، وتدور أم المعارك الانتخابية داخل الجامعات، وتتدخل شرطة القمع ومكافحة الشغب، لكي يكتمل المشهد “الديمقراطي” جداً، تقف السلطة الحاكمة موقف المحايد جداً جداً لكي يُقال إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، ويُفاجأ الناس أن الفائزين يأتون بمحض الصدفة من مرشحي السلطة ومن لوائح السلطة.

وبعد الانتهاء من كل المعارك الانتخابية تبدأ استراحة المحارب فتنصرف الأحزاب والتكتلات السياسية للملمة جراحها وإعادة تنظيم صفوفها لحملات عسكرية (انتخابية) قادمة، فتقوم بإجراء بعض الانتخابات الصورية لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، ثم تجري بعض التعديلات في مواقع الزعامة فيها استعداداً للأيام الصعبة القادمة. ثم تجري بعض المصالحات وبعض الحوارات وبعض المؤتمرات، وتخاض بعض المعارك الكلامية، وتُلقى بعض الخطب النارية في المناسبات الكثيرة التي لا تنتهي. ويكتب التاريخ أن بلداننا كانت ناجحة جداً في تنظيم الانتخابات وأنها كانت عريقة في ممارسة الديمقراطية وأراضيها تحت الاحتلال المباشر أو غير المباشر، الاحتلال المتعدد الجنسيات. وهكذا لا تجد بلدان المنطقة في سجلها ما يكتب. فإلى متى يا خير أمة أخرجت للناس؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *