العدد 185 -

السنة السادسة عشرة – جمادى الثانية 1423هـ – آب 2002م

وقاحة بعض السفراء الغربيين

وقاحة بعض السفراء الغربيين

          يتحرك بعض سفراء الدول الكبرى في بلدان عربية وكأنهم في ولاية من ولايات أميركا ويقابلون من يشاؤون من الوزراء والنواب والزعماء والمشايخ والأحزاب، ولا أحد يعترض عليهم، أو يحتج على هذا التدخل الوقح في الشؤون الداخلية للبلد. ويقوم بعض السفراء بالتجوال على المدن والقرى وأطراف البلد وكأنهم مسؤولون محليون يتفقدون شؤون الرعية، فلا يُبقون قرية أو تجمعاً سكانياً إلا ويتفقدونه، ثم يتفقدون المنطقة الحدودية المحاذية لدولة اليهود ويعلقون على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والطائفية وكأنهم من أهل البيت.

          ينطبق هذا الكلام على السفير الأميركي في لبنان (فينسنت باتل) والذي تنشر الصحف يومياً أنباء تحركاته السياسية لا كدبلوماسي أجنبي، بل كسياسي صديق يحق له ما لا يحق لغيره، ومن تحركاته الأخيرة قيامه بزيارة وزير الاتصالات (قرداحي) والإدلاء بدلوه في قضية خصخصة الهاتف الخليوي، حيث علق على ذلك قائلاً: يوجد شركات أميركية قادرة على إدارة وتشغيل هذا المرفق، أي كأنه يقول للوزير لماذا لا تطلبون من الشركات الأميركية أن تأتي للدخول في المناقصة والاستيلاء على هذا المرفق الحيوي الذي يدر ذهباً، ويسيل لعاب الشركات الكبرى عليه.

          ومن جولاته أيضاً قيامه بحضور قداس الأحد في منطقة الديمان أقامه البطريرك صفير وهو يعرف اللغة العربية ويفهم ما يُقال. فهو يريد أن يظهر حقيقة بأنه من أهل البيت وليس غريباً عن المنطقة، وأهلها فهو يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويدلي بنصائحه السياسية لمصلحة المساكين (أصدقاء أميركا).

          ومن مآثره مؤخراً قيامه بزيارة بعض المسؤولين اللبنانيين وإشادته بجهود الدولة اللبنانية «في محاكمة اللبنانيين المتهمين بالقيام بنشاطات جرائمية وإرهابية وخصوصاً المرتبطين منهم بأحداث الضنية» فهو يعتبر هذه المسألة من ضمن مكافحة ما يسمى (الإرهاب) الذي بدأت أميركا تحت ذريعته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في العالم الإسلامي سياسياً وإعلامياً ومالياً وأمنياً...الخ. فمن يجرؤ على الاعتراض يتهم بالإرهاب فالتهمة جاهزة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *