العدد 179 -

السنة السادسة عشرة ذو الحجة 1422هـ – آذار 2002م

معـلومـات اسـتراتيجـية(1)

(حلـف شمـال الأطلسي)

         تأسس حلف شمال الأطلنطي المعروف باسم الناتو “NATO” دلالة الحروف الأربعة التي ترمز لاسمه North Atlantic Treaty Organization في 24 نيسان 1949 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأثناء تصاعد الحرب الباردة ليواجه نفوذ الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية، ثم منظومته الدفاعية العسكرية (حلف وارسو). وقد وقع على تأسيس الحلف (11) دولة أوروبية وكندا والولايات المتحدة، وأصبحت العضوية الآن بعد التوسع تشمل (19) دولة هي دول حلف الناتو: (الولايات المتحدة، كندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، الدانمارك، فرنسا، أيسلندا، إيطاليا، هولندا، النرويج، البرتغال، إسبانيا، بريطانيا، تركيا، اليونان، ألمانيا، بولندا، المجر، التشيك) بينما هناك دول أخرى في طابور طلب الانضمام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

         وكان الهدف الأساسي للحلف هو الدفاع عن الأعضاء في الحدود الجغرافية لأراضيها ضد أي هجوم تتعرض له قواتها أو سفنها أو طائراتها، داخل هذه الأراضي، إضافة إلى المساعدة المتبادلة والتنسيق السياسي. وتضم أجهزة الحلف (مجلس الحلف وهو السلطة العليا، هيئة الناتو الدولية وتضم رؤساء أركان دول الحلف باستثناء دولة أيسلندا).

         ومع تفكك الاتحاد السوفييتي بنهاية 1991م فقد الحلف سبب وجوده ومنذ ذلك التاريخ ظل الحلف يعدل من طبيعة أهدافه الاستراتيجية، ومع تعدد وتنوع مصادر التهديد الجديدة أخذت تتفاوت ردود الفعل للتحديات الجديدة، وبدأ يظهر مفهوم جديد يحل محل فكرة الأمن الجماعي وبالتدريج أخذت تظهر فكرة الأمن المشترك الذي تهدده أخطار عديدة يمكن أن تكون نابعة من داخل أراضي الحلف أو من خارجها. وقد يكون هذا الخطر قادماً من مواقع جغرافية أبعد من ذلك مثل خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها. ومن الواضح أنه بدأ يظهر فكر جديد بعد تفكك الاتحاد السوفييتي يتجه نحو التحول من الدفاع عن الأراضي المشتركة، وقد لا تكون مهددة من خطر داخل أوروبا، ولكنها تنبع من خارجها. ومنها على سبيل المثال الشرق الأوسط والخليج العربي، حيث إمكان تهديد مصادر البترول، أو بروز تحديات جديدة قد تؤدي إلى حدوث خلل في ميزان القوى في بعض المناطق الإقليمية من العالم، بصورة تؤدي إلى تهديد المصالح الغربية.

         وفي احتفالات اليوبيل الذهبي للحلف في نيسان (أبريل) 1999 كان السؤال المحوري الذي يشغل الجميع ليس هو لماذا يستمر الحلف قائماً بعد سقوط خصمه وزوال العدو الرئيسي الذي قام لمواجهته وهو الاتحاد السوفييتي، بل كان السؤال المحوري الذي طرح نفسه هو ماذا سيفعل الحلف خلال القرن الحادي والعشرين؟ وما هي استراتيجيته الجديدة؟

         لقد صرح السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي آنذاك ان الاستراتيجية الجديدة التي اقرها الحلف خلال قمة واشنطن في الرابع والعشرين من أبريل (نيسان) 1999 تؤكد على تغيير دوره من حلف دفاعي إلى جهاز عسكري له صلاحيات التدخل العسكري في النزاعات الإقليمية داخل حدوده وخارجها. وأضاف أن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف يوسع مهامه ويكلفه للمرة الأولى بإدارة الأزمات على مجمل الأراضي الأوروبية وخارجها. وأشار أن الدور الجديد يعتبر خطوة مهمة لمساعدة الحلف في مواجهة تحديات القرن المقبل. وهذا يعني تحول الحلف من الدور السابق الذي كان يركز فقط على الدفاع الجماعي إلى جهاز يضمن الأمن الأوروبي والديمقراطية داخل الحلف وخارج حدوده مما يعني امتداد مهمة الحلف إلى ما وراء حدود أوروبا لتشمل الشرق الأوسط والخليج العربي وشمال وشرق ووسط آسيا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من مجلة السياسية الدولية، العدد 137.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *