العدد 280 -

العدد 280 – السنة الرابعة والعشرون، جمادى الأولى 1431هـ، الموافق أيار 2010 م

«جي ستريت» منظمة يهودية أميركية لمنافسة منظمة «أيباك»

«جي ستريت» منظمة يهودية أميركية لمنافسة منظمة «أيباك»

 

في أيار من سنة 2008م تم الإعلان عن إنشاء منظمة يهودية جديدة في الولايات المتحدة سميت «جي ستريت» لتكون “لوبي” جديداً منافساً لـ”أيباك” المؤيد بشدة لـ(إسرائيل) وتحديداً اليمين (الإسرائيلي) المتطرف والذي يعود تأسيسه إلى أكثر من نصف قرن.

وهذه المنظمة تعرف نفسها على أنها «الذراع السياسية للحركة المؤيدة لإسرائيل وللسلام». وتعلن أنها تأسست «للدعوة إلى قيادة أميركية متفهمة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بسلام وديبلوماسية… وتدعم اتجاهاً جديداً للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط» وفيما تقول عن نفسها إنها «أسرة المنظمات» التابعة لها وإنها ستضم ذراعاً ضاغطاً مؤيداً للسلام في كابيتول هيل (مركز الخارجية الأميركية) وستشكل لجنة عمل سياسية “منفصلة” ستدعم المرشحين المؤيدين للسلام في المناصب العامة.

وهذه المنظمة تنطلق من أن الرأي العام اليهودي في الولايات المتحدة ليس ذا لون واحد، وأنه كان هناك دائماً معارض داخل الجالية اليهودية من أولئك الذين يطالبون بتعامل آخر مع الصراع العربي (الإسرائيلي) غير الذي تنتهجه دولة (إسرائيل).

ومن المنظمات التي انضمت إلى هذه المنظمة مجموعة “بريرا” بمعنى “البديل” تأسست في السبعينات للدلالة على أن هناك خياراً آخر. وجماعة أخرى باسم “أميركيون من أجل السلام الآن” تأسست في الولايات المتحدة بعد الغزو (الإسرائيلي) للبنان عام 1982م وانضمت إليها مجموعات مثل «مشروع نيتسما» و«منتدى السياسة الإسرائيلية».

واتجهت إدارة بيل كلينتون لتقوية مثل هذا الاتجاه، إذ عملت بجد لتقوية دور العرب الأميركيين واليهود الأميركيين الذين كانوا يؤيدون عملية السلام، وعلى سبيل المثال فقد كان يدعوهم إلى اجتماعات البيض الأبيض بدلاً من دعوة “أيباك” فقط، وهذه الدعوة لها مغزى في دفع هذا الاتجاه إلى البروز فيما بعد للسير في أي عملية سلام قد تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة والتخلص من الضغوط التي تقف وراءها “أيباك”.

والآن مع انطلاق «جي ستريت» يأخذ هذ المنحى أو الاتجاه شكلاً مؤسساتياً. وقد جمعت قائمة من المستشارين والسياسيين وكان بعض أعضاء الكونغرس متحمسين لانطلاقتها.

يقول المدير التنفيذي للمنظمة جيريمي بن عامي (كان مستشاراً لبيل كلينتون) إن منظمته تريد أن تمنح فرصة التعبير لغالبية اليهود الأميركيين الليبراليين الذين يعارضون الحرب في العراق، والحرب المحتملة على إيران، وأن منظمته تأسست للدعوة إلى قيادة أميركية متفهمة لإنهاء الصراع العربي (الإسرائيلي) والصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) بسلام وديبلوماسية، وتدعم اتجاهاً جديداً للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

ومن أبرز أعضاء هذه المنظمة هم: ليا ابنة إسحق رابين، ونائب رئيس الموساد السابق ووزير الخارجية السابق شلومو بن عامي، وألان سولومون أهم ممولي أوباما، وفيكتور كوفنـز أهم ممولي هيلاري كلينتون…

وقد استطاعت هذه المنظمة استيعاب منظمة يهودية يسارية هي «تحالف من أجل العدل والسلام» التي ينتسب إليها حوالى 50 ألف عضو، وتأمل «جي ستريت» باستخدامها لتوسيع شبكتها في أوساط الجالية اليهودية الأميركية، والتأثير على أعضاء الكونغرس. وتعتمد كذلك على ألف حاخام من أعضاء التيار الليبرالي أو الإصلاحي الذين سيكونون صلة الوصل بينها وبين المجتمعات اليهودية المحلية.

وفي هذا الإطار صرح أراد ستيف ماسترز رئيس «تحالف من أجل العدل والسلام» بأنه يريد إعانة «جي ستريت» لتقديم المساعدة إلى أوباما لفرض رؤيته بشأن السلام في الشرق الأوسط ولإنهاء الصراع بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين، ومما قاله: «إنه مقتنع تماماً أن منظمة «جي ستريت» لديها الآن وسائل كثيرة لتنظيم حملات توعية فعالة وسط اليهود الأميركيين، بل أيضاً في أوساط صنّاع القرار في الكونغرس والبيت الأبيض لتكون نقطة تحول حقيقية في السياسة الخارجية الأميركية تجاه (إسرائيل) ودعا إلى:

– الدعم الكامل لخطة فك الارتباط مع قطاع غزة.

– الدعوة إلى تفكيك كامل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

– الحاجة إلى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ورفضت هذه المنظمة إدانة تقرير غولدستون (يهودي الأصل) مكتفية بالقول إن «الأحداث المأساوية التي تم التعرض لها في التقرير والتي تدين إسرائيل تثبت مرة أخرى وبشكل صريح الحاجة الملحة لإيجاد حل عادل عن طريق التفاوض مع إسرائيل والفلسطينيين بعيداً عن العنف أو لغة السلاح». ويذكر أن هذه المنظمة استطاعت جمع 30 ألف توقيع على عريضة وزعتها على الإنترنت أدانت فيها عملية غزة.

واللافت أن صعود نجم هذه المنظمة في الشارع اليهودي الأميركي جاء في وقت كان أوباما مستعداً للدخول في مواجهة مع الحكومة (الإسرائيلية) برئاسة نتنياهو اليميني الذي يعتبر على الساحة الدولية يمينياً متطرفاً. والتأييد الواضح الذي لقيه نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى واشنطن من “أيباك” كان من ضمن هذه الأجواء. إذ إن “إيباك” تعتبر أن «جي ستريت» من صناعة حكومة الولايات المتحدة وأنها أوجدت لتكون نداً لها ولتكسر احتكارها للتمثيل اليهودي ولتسير وفق سياسة الولايات المتحدة، لا وفق سياسة (إسرائيل) وخاصة في هذه الفترة التي تريد فيها الولايات المتحدة أن تتبنى سياسة استراتيجية مختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وتريد أن تتبنى فيها وسائل وأساليب وأدواراً مختلفة. وتطلب بناء على هذا التغيير في الاستراتيجية من (إسرائيل) أن تسير في العملية السلمية التي تنتهجها وأن تكون منسجمة مع هذه الاستراتيجية الجديدة.

هذا وتقف دولة (إسرائيل) موقف المعارض لهذه المنظمة، فقد امتنع سفير (إسرائيل) في واشنطن مايكل أورين عن المشاركة في المؤتمر السنوى للمنظمة الذي انعقد في 25/10/2009م وصرح لصحيفة الواشنطن تايمز بأن السفارة على تواصل مع منظمة «جي ستريت» وأنها عبرت عن قلقها من بعض سياساتها التي ألحقت الضرر بالمصالح (الإسرائيلية) ودعا رئيس الكونغرس اليهودي العالمي سابقاً والمقرب من نتنياهو إيزي ليبلر في مقال نشرته جيروزاليم بوست لمواجهة اليهود الخونة. العدو الداخلي، لمقاطعة «جي ستريت» كونها تشارك بـ«فرية ضد الشعب اليهودي» وشبه مؤيديها بالشيوعيين الذين هتفوا لستالين حينما أعدم يهوداً آخرين، وقال إنهم يشاركون في شيطنة ونزع شرعية دولة اليهود.

ويشار إلى أن عدداً من الأحزاب السياسية في (إسرائيل) مثل كاديما والعمل وميرتس، ومن مؤيدي السلام نشروا في صحيفة هآرتس اليهودية يهنئون «جي ستريت» ويشدون على يديها من أجل السلام.

إن فهم واقع اليهود يفيد في فهم إدارة الصراع. ونحن كمسلمين ملتزمين بأبجديات الإسلام كلها نعلن للأمة أنها يجب أن تبقى على نظرتها لحل قضية فلسطين وهو الحل الشرعي، وهو تطهير الأرض الأرض المقدسة (الطاهرة) والمباركة من رجس اليهود كلياً ولابد من إزالة دولة (إسرائيل) من الوجود. ونعلن للأمة كذلك مذكرين لها أن مجموعة الضغط الجديدة «جي ستريت» هي من صنع أميركي وإمداد وتغذية أميركية من أجل السلام الأميركي القائم على استعمار المنطقة وليس غير، وعليها أن لا تنخدع بتعدد الألوان فالخلاف بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) إنما هو خلاف بين ذئبين والضحية نحن. ولا خلاص لنا إلا في ديننا في إقامة شرع ربنا، في إعادة الإسلام إلى واقع الحياة عن طريق الخلافة الراشدة الثانية الموعودين بها قريباً إن شاء الله. وإن غداً لناظره قريب.

تعليق واحد

  1. محمد المتوكل

    أشكركم على هذه المعلومات القيمة والتعقيب الأهم .

اترك رداً على محمد المتوكل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *