العدد 168 -

السنة الخامسة عشرة محرم 1422هـ – نيسان 2001م

زراعـة الجـواسـيس والعـملاء

          نجح اليهود في زرع العميل مصطفى كمال الملقب بأتاتورك، وزرع الجاسوس كوهين في سوريا في منتصف الستينات فوصل إلى أعلى المراتب ثم كشف أمره فأعدم، لكن اليهود استفادوا من هذا الدرس فأصبحوا يتقنون الزراعة ويبالغون في تمويه العميل حتى إن المرء يكاد يشك في وجود عملاء في قمة القرار في بلدان العالم الثالث. مناسبة الحديث عن هذا الشأن ما نشرته مجلة الشراع في عددها الأخير 17/03 تحت عنوان: «حاول  أن  تفهم  هذه  القضية».

          «كشف تحقيق كثيف مع أحد المعتقلين في سجن الأمن الوقائي الفلسطيني ويدعى (ديفيد مرسيليا) اعتقل بتهمة أنه واحد من المستعربين الذين يتسللون إلى المناطق الفلسطينية للقيام بعملية اغتيال لصالح الشاباك، إنه جاء يعيش مع والدته فوزية السمان في نابلس.

          فوزية أنجبت ديفيد من زوجها الأول اليهودي من سوريا… كان ديفيد يعيش في طرابلس لبنان، وكان والده يدعى عزّت مالك (يهودي سوري) وبعد وفاته تزوجت فوزية من الفلسطيني محمد صبحي الحفناوي في لبنان وتحولت إلى الدين الإسلامي وعاشت هي ومحمد في طرابلس. سافر ديفيد إلى فرنسا للدراسة وتمكن زوج فوزية من العودة إلى مخيم بلاطة في فلسطين، وجمع شمل عائلته فلحقته فوزية إلى بلاطة.

          كان ديفيد يحمل اسم نزار، أي ديفيد نزار، ولما عاش في فرنسا حول اسمه إلى ديفيد مرسيليا، حين درس الطب بمساعدة اليهود، وواصل حياته في فرنسا كطبيب، وكان أشقاؤه من أمه فوزية يعيشون في بلاطة. وأصيب ديفيد بمرض خبيث نادر فتكفله أخوه منذر الحفناوي وعالجه ووصل إلى فلسطين المحتلة عام 1948 ثم انتقل إلى مخيم بلاطة ليعيش مدة عام وبعد أن تعافى انتقل للعيش في فلسطين المحتلة في مهنة الطب، فأقام في مستعمرة ألون موريه، وبقي ديفيد عازباً، واشتد المرض عليه، ثم عاد مجدداً ليلة 24 شباط 2001 إلى منـزل أمة في بلاطة، حيث تم إلقاء القبض عليه وعلى شقيقه من أمه منذر، وتبين في التحقيق أن منذر شقيق ديفيد زوَّج ابنته من إسرائيلي من أصل مصري، مقيم في يافا، وقد جعلت القصة تتطور عند المحققين الفلسطينيين لغرابة القصة، وبروز إسرائيلي مصري، الذي اعتقل ويدعى محمد ديب، ويجري التحقيق مع الأشقاء والصهر للاشتباه بعلاقتهم باغتيال أحد كوادر حماس (الجناح العسكري) ويدعى محمد المدني حيث اغتيل في 19 شباط لدى خروجه من المسجد، وتجري مساعٍ يهودية كثيفة مع السلطة الفلسطينية للإفراج عن ديفيد المتوقع قريباً، وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن ديفيد يفضـل البقاء مع عائلته المحاصـرة وإنه مسـتعد للقيام بخـدمات طبية لجـرحى عمليات القصـف الإسرائيلي !!».

          هذه هي جهود يهود في التجسس على بلاد المسلمين فما هي جهود الحكام في بلاد المسلمين في التجسس على يهود ؟ إنهم تركوا ذلك وراء ظهورهم منذ زمن، وركزوا كل هيمنتهم وجهودهم في التجسس على الناس أهل البلاد بدلاً من التجسس على أعداء البلاد، فهل يعقلون أو هم يرعوون ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *