العدد 309 -

العدد 309 – السنة السابعة والعشرون، شوال 1433هـ، الموافق أيلول 2012م

مقترحات خليل زاد لإدارة أوباما لاحتواء الثورة في سوريا

مقترحات خليل زاد لإدارة أوباما لاحتواء الثورة في سوريا

 

قدم زلماي خليل زاد (الممثل الدائم السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد إدارة جورج بوش) مقترحات لإدارة أوباما لاحتواء الثورة السورية وتداعياتها، وذلك في مقال نشرته الواشنطن بوست. ويحمل المقال في طياته قلقاً متزايداً من عدم اتخاذ أميركا الخطوات الضرورية لتأمين مصالحها في سوريا والمنطقة، معتبراً أن ثمة فرصة كبيرة أمام الولايات المتحدة لتسهيل التوصل إلى عملية انتقالية منظمة في سوريا من دون اللجوء إلى القوة العسكرية، ولكن هذه الفرصة تتضاءل بمرور الوقت، لذلك تحتاج إدارة أوباما (بحسب زاد) تعديل استراتيجياتها السياسية لحسم الموضوع. ومن أبرز ما طرحه من خطوات في هذا الصدد:

– من الناحية الدبلوماسية: ركزت الإدارة الأميركية جهودها على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة «أصدقاء سوريا»، وهي مجموعة أنشأتها فرنسا وتتشكل من 88 دولة غير متجانسة لدرجة يصعب معها التوصل إلى أي اتفاق بشأن التدابير التنفيذية التي يمكنها تغيير الأوضاع على الأرض هناك، إضافة للموقف الروسي-الصيني المعارض في مجلس الأمن. لذلك فإن على إدارة أوباما التعامل -عوضاً عن ذلك- مع الدول ذات التأثير المباشر في الشأن السوري.

– من الناحية العسكرية: إن قرار الإدارة الأميركية تزويد المعارضة السورية بمساعدات «غير فتاكة» تزيد الحرب الأهلية وتجعل منها طويلة الأمد وتؤدي إلى تفتت مؤسسات الدولة واستخدام أسلحة الدمار الشامل أو حتى وقوعها في الأيدي الخطأ، فضلاً عن تمكين «المتطرفين» من الجماعات الإسلامية من تحقيق مزيد من المكاسب، وتفاقم أعمال العنف العرقية والطائفية عقب سقوط نظام الأسد. كما قد تواجه واشنطن بعض الخيارات الصعبة، مثل اندلاع حرب عرقية أو طائفية أو انقلاب يقوم به بعض ضباط الجيش الراغبين في التعامل مع المعارضة وخوض غمار عملية الإصلاح في البلاد.

– احتضان المعارضة: ينبغي على واشنطن السعي لحشد كافة قوى المعارضة المعتدلة حول مبادئ الديمقراطية والتعددية ولامركزية الحكم واحترام حقوق الجميع.  كما يجب العمل على طمأنة العلويين والمسيحيين والأكراد وغيرهم من الأقليات الموجودة في سوريا، وهو الأمر الذي من شأنه إحداث المزيد من التصدع في أوساط المؤيدين للنظام السوري.

– الانقلاب العسكري: يجب على الولايات المتحدة تشجيع انقلاب عسكري يكون بمثابة المحطة على الطريق نحو الوصول إلى الديمقراطية الكاملة مع الحفاظ على مؤسسات الدولة الرئيسية. وبمجرد وقوع هذا الانقلاب، يتعين على واشنطن الإصرار على التزام هؤلاء المنشقين بإصلاح الوزارات الرئيسية وتسهيل عملية التحول نحو الديمقراطية.

– إنهاء حالة الانقسام الدولي: يجب على واشنطن وضع نهاية لحالة الانقسام الواضحة في الجهود الرامية لحل الأزمة السورية، ما يمنح القوى الإقليمية زمام المبادرة في تسليح المعارضة السورية ويؤدي بالتالي إلى تشكيل القوة اللازمة في جبهة سياسية موحدة ممن يتبنون منهجاً معتدلاً شاملاً، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ترجيح ميزان القوة بعيداً عن الجماعات الإسلامية والطائفية.

– استعمال الأمم المتحدة: يتعين على واشنطن أن تظل منفتحة أمام دور نشط تقوم به الأمم المتحدة في وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الخاصة بالمرحلة الانتقالية بمجرد أن تتهيأ الظروف المواتية لإقامة نظام جديد في سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *