كيسنجر: العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار التدخل العسكري في سورية
2012/07/11م
المقالات
2,003 زيارة
كيسنجر: العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار التدخل العسكري في سورية
-
كتب مستشار الأمن القومي وزير خارجية أميركا الأسبق مقالاً في الواشنطن بوست تناول فيه موضوع التدخل الدولي لحل الأزمة السورية عرض فيه مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في قرار التدخل، سيما ما يتعلق بعواقبه وتداعياته، نعرض ملخصاً لأهمها:
-
إن منطقة الشرق الأوسط باستثناء تركيا ومصر وإيران خارج إطار تطبيقات مؤتمر وستفاليا 1648م، والذي يمنع التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة، ذلك أن هذه الدول بما فيها لبنان وسوريا والأردن والعراق برزت نتيجة لتقاسم غنائم انهيار الإمبراطورية العثمانية بين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى دون أدنى اعتبار للانقسامات الطائفية والعرقية؛ لذا واجهت أزمات وصراعات على السلطة يصعب حلها من غير تدخل خارجي.
-
في حال تبنت الولايات المتحدة التدخل في الشأن السوري بسبب “العوامل الإنسانية” فستبرز أسئلة كبرى حول إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الدول الأخرى من مثل: هل ينبغي على أميركا أن تعتبر نفسها ملتزمة بتأييد كل انتفاضة شعبية ضد أي حكومة غير ديموقراطية بما فيها الدول التي تُعتبر مهمة لها في استمرار النظام الدولي؟ وهل تبقى المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، حليفاً فقط إلى اللحظة التي تبدأ فيها المظاهرات الشعبية ضد آل سعود؟ وهل نحن على استعداد للتسليم بحق الدول الأخرى بالتدخل في أي مكان لأسباب دينية أو عرقية؟
-
إن الأزمة في سوريا تتداخل فيها الأمور بين دعوات التدخل الإنساني والاستراتيجي، ولا شك أن هذا البلد، الواقع في قلب العالم الإسلامي، يلعب دوراً أساسياً في سياسة المنطقة، وعند دراسة احتمال استخدام القوة العسكرية يتعين التطرق لمسائل مهمة على نحو هل يمكن لأميركا أن تحل معضلة سوريا من غير أن تنزلق إلى ما جرى معها في العراق وأفغانستان؟ ومن ثم فمن سيخلف القيادة المبعدة؟ وماذا نعرف نحن عن القيادة الجديدة؟ وهل سيتحسن وضع حقوق الإنسان وحالة الأمن بعد سقوط النظام؟
-
إن الحقائق الإستراتيجية التقليدية في السياسة لم تتغير، فتغيير أي نظام لا بد أن تتبعه عملية بناء الدولة، وإذا ما فشلت هذه العملية يبدأ عندئذ النظام الدولي نفسه بالتفكك، لإذ ربما تهيمن المناطق الفارغة من السلطة والمتسيبة قانونياً على الخريطة أيضاً كما حدث من قبل في اليمن والصومال وشمال مالي وليبيا وشمال غرب باكستان، وربما يحدث هنا بعد في سورية.
ثمة شرطان مسبقان للقيام بالتدخل كذلك، سواء أكانا لأسباب إنسانية أو إستراتيجية. الأول: أن يكون هنا كإجماع حول الحكم أو السلطة بعد الإطاحة بالنظام القائم. فإذا اقتصر هدف التدخل فقط على عزل حاكم بعينه، يمكن أن تندلع بعدئذ حرباً أهلية جديدة نتيجة للفراغ الناشئ، وذلك بسبب تنافس المجموعات المسلحة على السلطة، وقيام الدول الخارجية بتأييد مجموعات مختلفة منها. الثاني: يتعين أن يكون الهدف السياسي للتدخل واضحاً وممكن التحقيق في فترة زمنية معقولة داخلياً. وأنا أشك في انطباق هذه الشروط على المسألة.
2012-07-11