العدد 164 -

السنة الخامسة عشرة رمضان 1421هـ – كانون الأول 2000م

شيخ الأزهر يصفع مواطناً سأله: لماذا لم تتحدث عن القدس ؟

          نشرت جريدة الأسبوع في عددها رقم 193، الصادرة في القاهرة بتاريخ 23/10/2000، تحت العنوان أعلاه، على صفحتها الثانية، الخبر التالي:

          “يوم الجمعة قبل الماضي كان الإمام الأكبر الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر يخطب على منبر الجامع الأزهر وبعد انتهاء الصلاة خرج مئات المصلين والشباب يطوفون الشوارع منددين بالمجازر الإسرائيلية ضد إخواننا الفلسطينيين وما يتعرضون له على أيدي أبناء صهيون. نحن في هذا التقرير ننقل لكم مشهداً من خلف الكواليس.

          فبعد الانتهاء من صلاة الجمعة جلس الإمام الأكبر يلقي درساً دينياً على بعض الحضور وبعد انتهاء الدرس الديني تجمع الحضور ومعظمهم من كبار السن ممن لا يقدرون على السير في المظاهرات التفوا حول الإمام الأكبر لمصافحته وكان من بين المصافحين مواطن يدعى مصطفى محمد في العقد الخامس من عمره وبعد أن نجح في مصافحة الشيخ قال له: “أريد أن أقول لحضرتك كلمة” فرد الشيخ: “عاوز تقول إيه؟”.

          وبكل تلقائية قال المواطن: لماذا لا تحث العباد على الجهاد لتحرير فلسطين؟

          فقال فضيلته: روحوا جاهدوا ثم دفع المواطن بعنف… وهنا أخرج عم مصطفى من حقيبته صحيفة قومية منشوراً بها صور الشهيد محمد الدرة وبعض الضحايا الفلسطينيين وقال للشيخ: القدس تحترق… الأقصى يتصدع… وهنا قام الإمام الأكبر بصفع المواطن على وجهه وسط ذهول الجميع… المشهد كان مفاجئاً بكل معنى الكلمة بعدما اصطحب بعض الحضور عم مصطفى خارج المسجد وظل يبكي بحرقة شديدة حتى أصيب بحالة انهيار عصبي.

          وبعد عدة دقائق شاهد عم مصطفى الإمام الأكبر خارجاً من ساحة المسجد فوقف صارخاً وظل يردد “حسبي الله ونعم الوكيل… يوم يقوم الحساب سوف أرد الصفعة ثلاثاً” ثم واصل الرجل بكاءه بينما غادر الإمام الأكبر المسجد فاقترب بعض رجال الأمن من عم مصطفى وحاولوا تهدئته وقال له أحدهم مطيباً خاطره: “شرف عظيم أن يضربك الإمام الأكبر” ثم اصطحبه إلى إحدى الغرف الملحقة بالمسجد وقدم الضابط كوباً من الشاي لعم مصطفى بعدها أبدى عم مصطفى رغبته في تحرير محضر بما حدث فجاء أحد الضباط وأخبر زميله أن فضيلة الشيخ اتصل بالتليفون وهنا شعر عم مصطفى بالقلق خاصة بعدما طلب منه الضابط التوجه معه للباشا الكبير ـ على حد تعبيره ـ الذي ينتظره بالخارج وبالفعل تقابل عم مصطفى مع أحد الضباط الكبار فقال له عم مصطفى: “خلاص مش هعمل محضر” لكن الضابط رد عليه: “سوف نحرر لك محضراً” بعدها قامت قوة من رجال الشرطة باصطحابه إلى قسم شرطة الدرب الأحمر وهناك ـ كما يقول ـ تغيرت المعاملة تماماً حيث وضعوه في غرفة النوبتجية لمدة ساعة بعدها اقتادوه إلى مباحث أمن الدولة بعد أن وضعوا عصابة على وجهه وهناك طرحوا عليه مجموعة من الأسئلة لمعرفة ميوله السياسية والدينية وبعد مرور بضع ساعات أقسم خلالها بأغلظ الأيمان بعدم انتمائه لأي فكر ديني أو سياسي وبالفعل اقتنع الجميع بقصته وتأكدوا أنه مجرد مواطن بسيط يحب بلده وعروبته غيور على إخوانه الفلسطينيين فتركوه حوالي العاشرة مساءً ليرحل إلى منزله.

          بقي القول: إن عم مصطفى تنتابه حالة بكاء شديد كلما تذكر الصفعة على وجهه فهو لا يصدق حتى الآن ما حدث له خاصة وأنه لم يرتكب إثماً… نحن نقول له: الشكوى يا عم مصطفى لغير الله مذلة!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *