العدد 201 -

السنة الثامنة عشرة شوال 1424هـ – كانون الأول 2003م

المنظمات الأجنبية غير الحكومية NGO

المنظمات الأجنبية غير الحكومية NGO

بدأت فكرة الجمعيات، والتي سميت لاحقا بمنظمات غير حكومية، (NGO) Non governmental Organizations ، في الغرب، وتقوم هذه المنظمات بتقديم مساعدات للناس، وذلك – كما أريد لها – لتغطي العجز في المبدأ الرأسمالي، ولتخفي الوجه البشع للحضارة الغربية، وما تقوم به هذه الحضارة من أعمال وحشية وبربرية، تجاه الإنسانية، فضلاً عن أن هذه المساعدات والأعمال هي أعمال ترقيع، ولا علاقة لها بحلول المشاكل.

ــــــــــــــــــــ

وإليكم بعض الحقائق حول هذه المنظمات الخطرة:

          1- الحكومات الغربية هي التي أوجدت الفكرة، وبدأت تدعمها وتغذيها، وذلك بتقديم مساعدات مباشرة لها، أو حث الأثرياء في المجتمعات الغربية بالتبرع لهذه المنظمات.

          2- تطلب الحكومات الغربية من هذه المنظمات أفكاراً، حول مشاريع ذات طابع إنساني لمساعدة الناس، وليصبح التنافس قوياً بين هذه المنظمات، لتفوز بعقود تمولها الحكومات الغربية.

          3-تدعم الحكومات الغربية هذه المنظمات لتنظيم مؤتمرات وندوات، حول مواضيع تدّعيها وتنتهكها أساساً هذه الحكومات، مثل حقوق الإنسان والحريات والمحافظة على البيئة وغيرها، وتقوم بتوجيه دعوات رسمية لمنظمات وجمعيات في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي.

          4- تتسابق هذه المنظمات في اختيار أسماء لها تحمل طابعاً إنسانياً، مثل أطباء بلا حدود، منظمة إنقاذ الطفل، بعثة الرحمة، الرعاية، بقاء الطفل، الإغاثة، السلام الأخضر وغيرها الكثير.

          5- يختار الأشخاص المسؤولون خصوصاً، والعاملون عموماً، بحيث يكونون من الأشخاص الودودين، والذين لديهم قدرة على الانصهار في الثقافات الأخرى، أو المتعاطفين مع قضايا أو شعوب مضطهدة معينة، حتى يكون قبولهم وانصهارهم في المجتمعات ميسور.

          6- المسؤولون الحكوميون الغربيون الذين يدعمون هذه المنظمات، ويتابعون أعمالهم، يكونون من الخبراء المدربين لتنفيذ سياسات هذه الدول.

          7- إن معظم أعمال هذه المنظمات يكون في المناطق التي تحل بها نكبات توجدها أصلا هذه الدول الغربية، وهي في غالبها تقع في أقطار العالم الإسلامي، مثل أندونيسيا، وكشمير، وفلسطين، وأفغانستان، والسودان، والعراق، وأذربيجان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، واليمن، والأردن، ولبنان، وكوسوفو، والبوسنة، وغيرها.

          8- المشاريع التي تقوم بها هذه المنظمات، هي مشاريع ترقيع، ولا علاقة لها بالحلول الجذرية، ولا ترتقي إلى مستوى الجودة عند بلدان هذه المنظمات أصلا. وأمثلة على هذه المشاريع (تعبيد ملعب مدرسة في أفغانستان، أو إصلاح شبكة مياه الموصل، والتي يتشدق بها بوش، ويقول عنها بأنها إعادة إعمار العراق ليخدع العالم).

          9- غالبا ما تحمل هذه المشاريع في طياتها ثقافة غربية لنشرها، وذلك كما تشترط وتملي عليها هذه الدول، مثل بناء مدارس مختلطة، أو تنظيم مخيمات كشفية مختلطة، أو تبادل الثقافات عند الشباب، أو دورات تدريبية حول منع الحمل، أو المساواة بين الجنسين، أو الديمقراطية والدعوة لها وغيرها.

10- تبنت أوروبا عموما وبريطانيا خصوصا الكثير من مثل هذه المنظمات، وهي مستمرة في ذلك، إلا أن الولايات المتحدة سبقتها في نفوذ هذه المنظمات، وعددها، وتعمل أميركا على منافسة أوروبا في هذا المجال، وكذلك تهميش منظمات الأمم المتحدة.

لذلك علينا الحذر مما تقوم به هذه المنظمات وأمثالها، وخصوصا أن كثيراً من اتصالاتهم تكون مع شرائح المجتمع المختلفة، من أجل كسبهم، ولن يفلحوا إن شاء الله.

قال تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) [الأنفال] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *