العدد 206 -

السنة الثامنة عشرة ربيع الأول 1425هـ – أيار 2004م

القَسَـمُ … الجـديـد

القَسَـمُ … الجـديـد

جاءنَا التبليـغُ أَمراً ليسَ يُرْفَـضْ
صاحبُ العِزَّةِ ما أملاهُ يُـفْـرضْ

 

فَهْوَ مِنْ بَيْتٍ بَديعِ اللَّوْنِ أَبْيَضٍْ
إنَّهُ بوشُ فأبْـقِ الرأسَ يُخْـفَـضْ

عاشَ فِرْعَوْنُ فتى «العهدِ الجديـدْ»

جاءَنا التَّـبْليغُ يا جُنْدِيُّ طَـبِّـقْ
لا تُفاجَأْ ليس ما أتلوهُ يُـقْـلِقْ

 

وإذا لم يُرْضِكَ الأَمْرُ فأَطْـبِـقْ
في زمانِ الذُّلِّ طأطئْ ثمّ صَدِّقْ

قالَ فرعونُ، فقلْ: «هل من مزيد ؟»

دعْ قديمَ القسمِ، الآنَ، تطوَّرْ
لا تقلْ أُقْسِمُ باللهِ، وتَـفْـخَرْ

 

فالنظامُ العالَمِيُّ اليومَ أَسْفَرْ
فالأصوليَّةُ في الأرضِ ستُـقْـبَـرْ

هكذا فرعونُ أَمْلى بالوعيدْ

«قسماً بالبوش»، قُلْ بَعْدِي، وردِّدْ
«سوفَ أُعْلي رأيَ أَمْريكا وأُلْحِدْ

 

«قسماً بالآبِ والإبنِ ودَيْفِدْ»
كلَّ مَنْ داسَ عليها وهو يُوقِدْ
»

إنَّ هامانَ على فِعْلي شهيدْ

«السَّفاراتُ سأحميها وأَقْـتُـلْ
«وسيلْقى السَّجْنَ مِنْ دونِ تَمَهُّلْ

 

كُلَّ مَنْ ألقى ولو حَبَّةَ فُلْفُلْ»
مَنْ إذا تَمْـتَمْتُ
«واشُنْطُنَ» يَسْعُلْ»

إنَّ فِرعونَ له كَفٌّ حديدْ !

«وسأحْمي مطعماً في إثرِ مطعَمْ
«لا غنى للناس عن (بِـتْـزا) تُـقَـدَّمْ

 

مثلما أحمي السَّلاطينَ وأَعظَمْ»
وكذا (هَمْبِرْغَر) يُقْلى … ويُقْضَمْ
»

عن طعامِ (العَمِّ سام) .. لا نحيدْ

«قسماً عيني ستجتاحُ المساجدْ
«هكذا أحْمِي بِلادي، فلْـنُـعاهِدْ

 

باحثاً عَمَّنْ تَـمَنـَّى أنْ يُجاهِدْ»
أَن يُرى الإسْلامُ مَبْتورَ السَّواعِدْ
»

وَلْيَدُمْ فرعونُ في عيشٍ سعيدْ !

 

«قسماً يا بوشُ إنِّي لَنْ أُهادِنْ
«سَوْفَ أُفْـنِـيهِ وإنْ دُكَّتْ مَدائِنْ

 

 

 

مَنْ تَبقَّى عِنْدَهُ وَهْمُ (ابنِ لادِنْ)»
لِيعودَ الذُّلُّ في كُلِّ الأَماكِنْ
»

وليَـبْـقى صوْتُ فِرْعَونَ الوحيدْ

«قسماً أَسحقُ أنصارَ الخِلافَهْ
«دَوْلَةُ الإسْلامِ مِنْ نَسْجِ الخرافَهْ

 

بِصُـنُوفِ الفَتْكِ في (دارِ الضِّيافَهْ)»
وهي لا تَـنْـفَعُ في عَصْرِ الثَّـقـافَهْ
»

إنَّهُ الفِقْهُ الأَمِرْكِيُّ الفريدْ

«قسماً لَسْتُ أُبالِي بالشَّتَائِمْ
«هَدَفي أَنْـبَـلُ مِن هذِي الحمائِمْ

 

من صفوف الشعب إن ظل يقاوم»
هَدَفِي إِشْباعُ بوشٍ بالجماجِمْ
»

فَاعْلُ يَا فِرعونُ فَالكُلُّ عَبيدْ

هكذا أَقْـسِمْ ونَـفِّذْ … أَوْ تَحَمَّلْ
وَدِّعِ الأَهْلَ وللسِّجْنِ تَفَضَّلْ

 

لَطْمَةَ الخَدِّ وكُنْ فِي الحالِ أَرْمَلْ
إنَّهُ العَدْلُ الأَمِرْكِيُّ الـمُـفَـضَّـلْ

 

هكذا أَقْسِمْ وإِلاَّ … سَـتَـبيدْ  الرد العنيد

لا وإِنْ قُـطِّعَ جِسْمي بالمشارطْ
لسْتُ أَرْضى أنّني في الجيشِ ضَابِطْ

 

ووهبْتُمْ دَمَ قَلْبي كُلَّ حائطْ
وولائي يُشْتَرى .. والسِّـعْـرُ هابِطْ

فَـلْـيَكُنْ سَيـْـفي كَسَـيْفِ «ابْنِ الوليدْ»

قِبْلَتي الكَعْبةُ، لَيْسَ الأَمْرُ لُعبَهْ
مُسْلِماً ما زِلْتُ، في قَـلْبِـيَ رَهْـبَـهْ

 

ذَلَّ مَنْ حَوَّلَ عنْها اليومَ قَـلْـبَـهْ
وأَنا
«الإِرْهابُ» يا نِعْمَ المَسَبّهْ

فَانْـفُضِ الأَكْفانَ عنْ «عبدِ الحميـدْ»

لَسْتُ كلباً تَحْتَ رِجْـلَـيْ أيّ عاهلْ
وسأُهْدي لكِ يا أَدْنى المزابلْ

 

و«إذا» ما كنْتُ، فالإذلالُ آفِلْ
حفْنَةَ الأَصنامِ في أَسْفلِ سافِلْ

أنا مِنْ أُمَّـةِ «هارونَ الرَّشِيـدْ»

 

لَسْتُ مِنْكمْ يا خَنازيرَ المزارِعْ
لَسْتُ أَرْضى حُكْمَ أَوْلادِ الشوارِعْ

 

 

 

لَسْتُ مِنْ بُوشَ وإنْ قُدَّتْ أَصابِعْ
جَيْشِ داءِ الإِدْزِ أَرْبابِ الفَظائِعْ

فاتْـرُكـوا أوْطانَـنـا دونَ وئِيـدْ

لَسْتَ في جِيفَةِ فِرعونَ بِشعْرَهْ
بِعَصا مُوسى رَأَى فرعونُ قَـبْـرَهْ

 

فاتَّـعِـظْ يا بوشُ إنَّ الدَّهْـرَ  عِـبْـرَهْ
وبِأَيْدِينَا عِصِيٌّ ذاتُ وَفْرَهْ

فانتظرْ زَحْفاً بِهِ الأَرْضُ تَميـدْ

إِنَّ دِينَ اللهِ عاتٍ ليسَ يُـغْـلَـبْ
قَسَماً بِاللهِ يا بوشُ سَـتُـضْـرَبْ

 

موعدُ النصْرِ غَداً بَلْ هُوَ أَقْرَبْ
وبفضْلٍ مِنْكَ أَمْرِيكا سـتُـنْـكَـبْ

فَانْـجُ مِنْ حَـتْـفِكَ إنْ كُـنْتَ تُجِـيـدْ

عَـنْـتَـرِيَّـاتُـكَ يا بوشُ تَـفـاهَـهْ
فامْضِ في دَرْبِكْ واهْنأْ بالمتاهَهْ

 

والأُلى غُرُّوا بِها أَهْلُ بَلاهَهْ
أَيّها الرّاعي الذي غَشَّ شِـياهَـهْ

باتَتِ الأُمَّـةُ تَدْرِي ما تُـريـدْ

دولةَ الإِسْلامِ، في ظِلِّكِ يُقْطَعْ
تَحْتَ راياتِكِ ثَوْبُ العِزِّ يُصْنَعْ

 

دابِرُ الكُفْرِ، وخَدُّ الظُّـلْمِ يُصْفَعْ
وكِتابُ اللهِ في العَلْياءِ يُرْفَعْ

ها أنا أُعْـلـِنُ عِـصْـيانِي المريـدْ

يا فتى النُّصْرَةِ كنتُ، الأمسَ، أضْحَكْ
ها دَمُ الأمّةِ مِن ذُلِّيَ يُسْفَكْ

 

وأَرى دربَك – عُذْراً – شَرَّ مَهْلَكْ
وَأَرى دَرْبَكَ نوراً حِينَ تُسْلَكْ

خُـذْ يَدي وامْضِ إلى الفجْرِ السَّـديـدْ

أنا مِنْ جُـنْدِ المـثـنّى، جُـنْدِ طارِقْ
عَزَماتي حُرّةٌ والقلبُ صادِقْ

 

جُـنْدِ سَعْدٍ وعلِيٍّ في الخنادِقْ
وانْـقِـلابِي سَوْفَ تَرْويهِ البَنادِقْ

وسَأَسْـقِي كُلَّ حُكَّامِي الصَّـديـدْ

يا رِفاقَ الجيْشِ مَسْعانا الضَّمانَهْ
واشْحَذُوا الهِمَّةَ وَامْضُوا في أَمانَهْ

 

فارْفَـعـوا الْهامَ ولا تَـرْضَـوْا إِهانَهْ
نقلُبِ العرْشَ ونَـجْـتَـثَّ الخِيانَهْ

أَعْـلِنـُوا دَوْلَـةَ قُرْآنٍ مَجِيــدْ 

أيـمن القـادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *