العدد 208 -

السنة الثامنة عشرة جمادى الأولى 1425هـ – حزيران/ تموز 2004م

كلمة أخيرة : التركيبة الطائفية طبخة أميركية!

كلمة أخيرة : التركيبة الطائفية طبخة أميركية!

خرجت التركيبة السياسية التي تريدها أميركا للعراق، فإذا هي، لأول مرة في تاريخ هذا البلد المنكوب، تركيبة طائفية، تقترب كثيراً من تركيبة الحكم في لبنان. بل إن التركيبة الأميركية كرّست سابقة تحصل لأول مرة في العراق، وهي تشير إلى أن كل التشكيلات السياسية المستقبلية في العراق سوف تراعي التوازنات الطائفية، والأحجام الطائفية، ووافق عملاء أميركا على هذه التركيبة وصفقوا لها فرحاً.
رئيس الجمهورية يمثل السنة، ورئيس الوزراء يمثل الشيعة، ونائب للرئيس سني وآخر كردي، ووزراء موزعون توزيعاً طائفياً، وهكذا قد يتكرر هذا التوزيع في الوظائف الحكومية، وفي الجيش، وفي القوى الأمنية الأخرى مستقبلاً.
يجب أن لا يفرح أهل العراق بهذه الجريمة السياسية الفظيعة التي ارتُكبت بحقهم؛ لأنها فتحت باباً للفتنة، والفرقة، والتمزيق، لا ينغلق بسهولة، ومن المتوقع أن تعمل سلطات الاحتلال الأميركية الماكرة على تكريس التقسيمات ذات الألوان الطائفية، والمذهبية، والقومية، في العراق وفي الدول الأخرى، كلما سنحت لها الفرصة.
والمطلوب من أهل العراق، وكل مناطق العالم الإسلامي، أن يقفوا في وجه خطط أميركا، الشريرة الظالمة المجرمة دون تلكّؤ أو تراخٍ؛ لأن هذه الدولة حشدت كل طاقاتها، وإمكاناتها العسكرية، والمالية، والإعلامية، وشنّت حرباً على الإسلام والمسلمين، لا تزال رحاها تدور في أكثر من مكان في العالم الإسلامي، وتهمة مكافحة ما يسمى الإرهاب جاهزة، لتكون جواز مرور لكل منطقة تريد هذه الدولة المتغطرسة احتلالها، وإخضاعها لهيمنتها.
ومطلوب من الأمة أن تنهض بكامل طاقاتها لطرد هذه الدولة المغرورة من كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وهذا واجب شرعي وليس واجباً وطنياً أو قومياً أو عشائرياً، ومن حق الأمة طرد أعدائها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *