العدد 213 -

السنة التاسعة عشرة شوال 1425هـ – تشرين الثاني 2004م

وَنَصْدُر عن رِيٍّ وراياتنا حُمْرٌ – قصيدة

وَنَصْدُر عن رِيٍّ وراياتنا حُمْرٌ – قصيدة

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

إذا جَنَّ داجي الليل واستُبطِئ  الفجرُ

وفي عَتمة الظلماء لم يظهر    البـدرُ

وإن سُدَّت الأبواب والتـاثَ نهجُهـا

وحارَ حليمُ القـوم والتبـسَ الأمـر

يَشـقُّ دياجيـرَ الظـلام عصـابـةٌ

نضالُ شباب الحزب شاهدُه    العصر

يتوقون أن يَلْقوا على الحـق   ربَّهـم

يفوزون بالجنات لو عظُـم    المهـر

وما فوقَ هذا فهو رضـوانُ   ربهـم

وفي غاية الغايات يُختـزل    العمـر

ورائعـةٌ أخـرى صـوابُ مقالهـم

إذا ماجت الآراءُ واضطرب   الفكـر

وجُرأتهم في الحـق أنّـى  تكلمـوا

أُبـاةٌ مُحَيَّـاهـمْ يُكلِّـلـه البِـشـر

إذا ما تولى النـاس خوفـاً   تقدمـوا

قليلـون لكـنْ فـي نوائبهـا   كُثـر

ولا تنس أن الحـق إن جـدَّ   أهلُـه

إذا اشتدت البلـوى وداهمهـم شـر

يعوجون للأعماق نحـو    اعتقادهـم

وآجالهـم محـدودةٌ ولهـا    قَــدْرُ

تنادي العذارى في العراق فمن    لها؟

أمعتصم حـيٌّ أم انقلـب    الدهـر؟

وقامت على أربـاض غـزة   غـادةٌ

تُصيِّح واغوثاه قـد سُلـب   الطُهـر

رويدكِ يـا أختـاه فالنصـر   قـادم

تباشيـره تبـدو وإن نفـد  الصبـر

سيأتـي إمـام المسلميـن    وخلفـه

– يشد على الأعداء – جحفلُه المَجْرُ

ويمـلأ مـا بيـن المشـارق هيبـةً

وفي الغرب إرغاماً سينخذل   الكفـر

تقولين قد طال انتظـاري،   ومأملـي

تَخطَّاه عادي الدهر والتهب   الجمـر

ففي زحمة الأحداث يأتـي  أميرنـا

على مُكنةٍ والنـاس أمرهـمُ    إِمـر

فيعلنهـا والنـاس مشغوفـةٌ   بـهـا

لها القلب مفتوحٌ وينشـرح الصـدر

وأما رموز الكفر بـوشٌ    ورهطُـه

فسوف على حاويهِ ينقلـب   السحـر

ونتركهـم حيـرى ويرتـد   كيدهـم

إلى نحرهم حتى تغشاهـم    الضُّـر

وآلتهـم ليـسـت بنافـعـةٍ   لـهـم

سياستهم حمقاء فـي طيهـا   الشـر

وترتفـع الرايـات تخفـق   عــزةً

تهادى كما لو دف من جِنحه   النسـر

وتَسطَع أنوار الهداية فـي   الـورى

وتحيىا نفوسٌ بات يُثقلهـا   الإصـر

ترانـا إذا مـادت فيالـق   جيشـنـا

تضيق بها البيداء والجـو    والبحـر

وتحمي ذِمـار المسلميـن    وتتقـي

وراء إمام عنـه يُستصـدر   الأمـر

وَردْنا المنايـا فـي بيـاض  أكفِّنـا

ونَصْدُر عـن رِيٍّ وراياتنـا   حمـر

مرارة طعم الموت في ساحة   الوغى

شهيٌ وأشهى منه أن يأتيَ    النصـر

فلا نختشـي فـي الله لومـة   لائـم

عسانا بهـذا أن يكـون لنـا   عـذر

وإن جـنـود الله إمــا   تنـزلـت

تثبتنـا فالخيـر ليـس لـه   حصـر

أقمنا علـى ركـن النجـوم   قبابَهـا

معاقـلَ أمجـادٍ يُخلِّدهـا   الـدهـر

وتعلو على هام الذرى راية   الهـدى

عُقاب رسـول الله أعطافهـا سمـر

عبرنا مياه البحر وانقـض    طـارق

كما انقض يهوي من شواهقه   الصقر

قضـى لُذريـقٌ والهزيمـة    دونـه

ودانت لنا الإسبـان وانفتـح   الثغـر

فيا ويلَ من سامـوا العبـاد    مذلـة

ويا خُسْرَ من غطَّى صحائفَهم    وزر

تقاسَمَنـا الأعـداءُ كـلٌ    نَصيـبُـه

فهذا له جـزء وهـذا لـه    شطـر

سَنَسقيهـمُ كـأس المنيـة    ناقـعـاً

يَخالونـه حُلْـواً وفـي ذاتـه   مـر

أتدرون مع من تُبرمـون    عهودكـمْ

تريدون سلماً طيُّـه الـذلُّ   والقهـر

فكم قَتلوا مـن قبـل مـن   أنبيائهـم

عدوٌ خَئُـونٌ مـن طبائعـه   الغـدر

شَرُفْنا بهـذا الديـن وازداد    عزُّنـا

بأنـا دعـاةٌ لا يُخالطـنـا الكِـبـر

سيبلغ هذا الدين شرقاً مـع  المـدى

نهايته في الأرض ما يطلع    الفجـر

ويبلغ حتى مغرب الشمـس   زاحفـاً

وكل بيوت الأرض يدخلهـا   الذكـر

يُعزُّ عزيز القوم مـا كـان   مسلمـاً

ويلبس ثوب الذل مـن لفـه   الكفـر

ويلقـي علـى أطرافهـا    بجرانـه

وذو المكر إنصافاً سيقتلـه    المكـر

ويأتـي إلـى دار الخلافـة   قَسمـةً

خراج بلاد الله مـا انهمـل   القطـر

ويزخر بيت المال بالـرزق   عندمـا

تَـواردُ أحمـالٌ حقائبهـا بُـجْـر1

وسـوف تولاّهـا أيــادٍ  أميـنـةٌ

فتنفقهـا عـدلا وينـعـدم   الفـقـر

لكـل رفيـعٍ أو وضيـعٍ عـطـاؤه

كما يتساوى الفهم والفدم2    والغمُر3

فلا نَكَدٌ في العيش فالـرزق   واسـع

ومهما تمادى العسر يغلبُـه  اليسـر

فــتــحــي   ســلــيـــم

1 – بجر: ممتلئة 2 – الفدم: الغبي 3 – الغمر: الجاهل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *