العدد 215 -

السنة التاسعة عشرة ذو الحجة 1425هـ – كانون الثاني 2005م

أميركا في المستنقع العراقي

أميركا في المستنقع العراقي

“الفلوجة مستنقع”. هذا ما صرح به الشيخ عبد السلام الكبيسي مؤخراً، معتبراً أن الفلوجة أصبحت مستنقعاً أكبر من مستنقع العراق بالنسبة للأميركيين. وأضاف بأنهم دخلوها ولا يستطيعون الخروج منها بدليل أنهم يخافون التجول داخل المدينة، وأن السماح لبعض المدنيين الذين خرجوا من الفلوجة بالعودة إليها هي محاولة أميركية لإيجاد دروع بشرية تقيهم من عمليات المقاومة المتنامية داخل المدينة، وأن مجموعات من المقاومة عادت وانتقلت إلى مناطق يسيطر عليها الأميركيون مثل حي الجعيفي شمال الفلوجة، وهو حي تم اجتياحه في بداية العملية العسكرية، وأن أكثر من 22 ألف جندي أميركي موجودون في الفلوجة حالياً، وقد فشلوا في سيطرة عسكرية آمنة على المدينة.

قال مدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق التابع للأمم المتحدة (يعقوب الحلو) إن المفوضية لا تشجع اللاجئين العراقيين على العودة إلى بلادهم في الوضع الراهن، وأقر بأن الأوضاع الأمنية تعرقل عمل المفوضية وغيرها من المنظمات، على الرغم من كل الضمانات التي قدمتها الحكومة وقوات التحالف.

أفاد تقرير حديث صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن الولايات المتحدة تواجه هجمات أكثر خطورة وأشدّ فتكاً في العراق مثلما حدث في فيتنام؛ وذلك لأنها فشلت في تقويم الحقائق على أرض الواقع. وأفاد معدّ التقرير، وهو مسؤول سابق في البنتاغون أن المتحدثين باسم الإدارة الأميركية بدا أنهم يعيشون في الوهم وهم يدلون بآرائهم عن أحداث العراق.

ونقلت رويترز في 17/12 قول الجنرال (لانس سميث) وهو نائب القيادة المركزية: «إن المقاتلين العراقيين أصبحوا أكثر فاعلية في استخدام العبوات الناسفة المحلية الصنع، وإن المتفجرات على جوانب الطرق تعرقل العمليات العسكرية والإعمار بعد مضي عامين على الغزو.

وقال اللفتنانت كولونيل (سكوت بالارد) قائد العمليات العسكرية والمدنية في الفلوجة، إن المعارك في الفلوجة تعيق العمليات التي تنفذها فرقنا، وأن مسألة الأمن هي العامل الأساسي في هذا المجال، وإن المقاولين يخشون التعرض لاعتداءات ويفضلون عدم مواكبة أمنية من المارينز حتى لا تحولوا إلى أهداف للمقاتلين، ونحتاج إلى سنوات للعودة إلى وضع ما قبل الحرب.

هذا غيض من فيض والمخفي أعظم لأن العدو يتبع سياسة التعتيم الشديد على خسائره وأوضاعه العسكرية المتردية فدخول العراق ليس كالخروج منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *