العدد 219 -

السنة التاسعة عشرة ربيع الأول 1426هـ – أيار 2005م

أجهزة العبث بالأمن

أجهزة العبث بالأمن

 l  اختلفت التسميات التي تـُطلق على الأجهزة التي تسمى زوراً بالأجهزة الأمنية، فمنهم من يطلق عليها «الأشباح» ومنهم من يسميها «خفافيش الليل» ومنهم من يسميها «الأجهزة»، ومهما كانت التسميات، فإن لفظة «الأمنية» هي لفظة كاذبة وخادعة ومضللة؛ وذلك لأن هذه الأجهزة تمارس القمع، والسجن، والتعذيب، وترهيب الناس، وإثارة الرعب في قلوبهم، فهل هذا هو الأمن والأمنية؟!

 l  إذا كان المقصود بـ(الأمنية) أمن النظام وزبانيته فهي كلمة صحيحة، وتنطبق على واقعها تماماً، أما أن يُقال أنها أمن الناس، فهذه قمة الكذب والتضليل؛ لأن الناس يرون أنها أشدُّ عداءً من ألدِّ أعدائهم. أما أنظمة الجور التي تنتشر من المغرب إلى إندونيسيا، فإنها تنظر إلى تلك الأجهزة بأنها حامية للقصور، وللفساد، والمافيات، ولكل الموبقات المنظورة وغير المنظورة.

 l  حينما قال أحدهم لسيدنا عمر بن الخطاب t: «عَدَلْتَ فَأَمِنْتَ فنمت» حفظها الناس ورددوها مئات السنين؛ لأنه ربط الأمن بالعدل. فالحكم العادل لا يلزمه جيوش جرارة من الأجهزة الأمنية لكي يحمي نفسه من غضبة الناس التي لا ترحم إن ثارت ثائرتهم، ولكن القبضة الحديدية لا تدوم طويلاً مهما كان النظام قوياً.

 l  في هذا العالم المترامي الأطراف يوجد حكام تسللوا إلى قمة الرئاسة من صفوف الأجهزة التي تسمى «أجهزة الأمن»، ومنهم من جاء من صفوف الجيش، ولكن ذلك القدوم العسكري أو الأمني لا يمنعهم من التشدّق بالديمقراطية الكاذبة المزيفة، فالأسماء كثيرة ومنها ما يتبع بالعمالة لأميركا الديمقراطية جداً، المحافظة على حقوق الإنسان بشدة وحرص لا يقل عن حرصها على فتح سجون خمسة نجوم في غوانتانامو، وباغرام، وأبو غريب وغيرها، نعم هذه هي الأجهزة الأمنية الرعبية، لا الأجهزة الأمنية كما يدعي الكاذبون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *