مؤتمر المرأة المسلمة: «الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي»
2012/04/01م
المقالات
1,838 زيارة
مؤتمر المرأة المسلمة:
«الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي»
الدّكتورة نزرين نواز
في 10 مارس 2012م، استضافت نساء حزب التحرير مؤتمراً دولياً وتاريخياً في تونس عن المرأة، لعرض نظام الخلافة المنشود باعتباره النموذج الشرعي للحكم في الإسلام، والذي يتميز بكونه وحده المؤهل فعلاً لضمان كرامة وحقوق المرأة في العالم الإسلامي؛ فيما يسطع كمنارة لتحرير المرأة من القهر والظلم على الصعيد العالمي.
جمع هذا الحدث الرائد الذي لم يسبق له مثيل مئات النساء من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك صحفيات بارزات وناشطات سياسيات وكاتبات وزعيمات لجاليات وممثلات لمنظمات؛ لبيان كيفية تقديم الخلافة الحلول العملية والصحيحة لمختلف المشاكل السياسية والاقتصادية والتربوية والقانونية والاجتماعية التي تواجه المرأة في كافة أنحاء المنطقة. وقد اكتظت قاعة المؤتمر بمندوبات عن الحزب من مصر والسودان واليمن وليبيا وعُمان وتركيا وإندونيسيا ولبنان والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا وبلجيكا والولايات المتّحدة، كنّ ضمن الحضور. إضافة لما قدمته نساء من حزب التحرير من فلسطين والأردن وسوريا من رسائل بالفيديو إلى الحضور لأنهن منعن من دخول البلاد من قبل السفارات التونسية في بلادهنّ.
أبرز المؤتمر أنه خلال القرن المنصرم، منذ القضاء على الخلافة، فشلت كلّ نماذج الحكم الأخرى، سواء أكانت ملكية أم دينية أم قبلية، وسواء أكانت ديمقراطية علمانية أم دكتاتورية ، بشكل مزرٍ في ضمان الكرامة والحقوق التي تستحقها المرأة. وقد أجمعت كافة المناقشات والمحاورات بشكل صريح على رفض الدعوى القائلة بأنه يمكن ضمان مستقبل أفضل للمرأة من خلال النظام الرأسمالي العلماني الليبرالي الديموقراطي الذي جرى تجربته وفشله، وأدى إلى تسليع المرأة بدل حمايتها. وقد أوضحت المتكلمات كيف تم تسويق هذا النظام كمنقذ للمرأة في العالم الإسلامي، مع أنه أخفق في حماية المرأة أصلاً في الغرب، بل وأدى إلى إنتاج مزيد من حالات العنف والاستغلال الجنسي والاغتصاب التي تواجه ملايين النساء في الدول الديمقراطية العلمانية الليبرالية في الغرب والشرق.
كما أوضح المؤتمر بشكل لا لبس فيه بأن السياسات الإسلامية الفريدة هي التي تضمن الحفاظ الدائم على كرامة المرأة، بالإضافة إلى حماية تآلف العائلة وإيجاد علاقة صحّيّة وسليمة بين الرجال والنساء في المجتمع. كذلك أبرزت الكلمات المقدمة في المؤتمر أيضاً الطبيعة الصحيحة للنظم السياسية والاقتصادية الإسلامية التي تضمن بأن يكون لحقوق المرأة السياسية والتربوية والاقتصادية المنصوص عليها في القانون معنى حقيقي في حياة النساء العاديات بدلاً من أن تكون مجرد شعارات فارغة تحشر في الدساتير.
وعندما وصفت المتكلمات كيف تقدم الخلافة رؤية سياسية جديدة لنساء المنطقة، وكيف أنه من خلال تطبيق منهج الله سبحانه وتعالى وأحكامه فحسب يمكن أن يتحقق التحرير الحقيقي من الظلم والعبودية التي يمارسها البشر، وقد انفجرت حناجر الحضور «بالتكبير»، تلا ذلك الهتافات المتتالية والمتعالية بتأييد الخلافة مما سبب اهتزاز القاعة، ومنها «الأمة تريد الخلافة الإسلامية».
لقد كان شغف النساء الحاضرات ورغبتهن الكاسحة في العيش في ظل الحكم الإسلامي ملموساً، ويقدم نموذجاً عما تريده المرأة المسلمة حقاً، مما يهدم الأكاذيب القديمة التي تروج من قبل الحكومات والساسة الغربيين ومنظريهم من أن المرأة المسلمة تنظر للإسلام كمضطهد لها، وبأنها ترفض الحكم الإسلامي، وأنها تريد التحرر من خلال النظام العلماني الليبرالي الديمقراطي. وكل ذلك إفك وافتراء.
لقد قدّمت الكلمة النهائية في ذلك اليوم باسم حزب التحرير لأبين كيف أنه كحزب يجسّد المواصفات اللازمة لتقديم تغيير حقيقي للعالم الإسلامي. ناقشت الكلمة كيف يحمل الحزب القواعد المفصّلة، والسياسات والقوانين لكيفية المعالجة الفعلية للمشاكل التي تؤثر على المنطقة، كما تعرض رؤية واضحة لكيفية أداء الخلافة فيما يتعلق بالأنظمة الحكومية والاقتصادية والاجتماعية والتربية والقضاء، بالإضافة إلى سياستها الخارجية. وكل ذلك مفصل بشكل شامل في ثقافة الحزب الواسعة، وتتضمنه مسودّة دستور الدولة الذي تم نشره بشكل واسع وهو جاهز للتطبيق في الحال. كان النشاط السياسي العالمي الشامل لنساء حزب التحرير أحد الموضوعات التي عرضتها تلك الكلمة أيضاً. وانتهى المؤتمر بدعوة النساء المسلمات للانضمام إلى الحزب ودعم عمله في إقامة الخلافة وإنجاز هذه الفريضة الإسلامية الهامّة.
تكلم الكثيرون، ولمدة طويلة، نيابة عن قطاع كبير من نساء العالم الإسلامي، موضحات كيف يتم تهميش وجهات نظر الغالبية الساحقة من المسلمات، وكيف يتم إهمال النداءات المتصاعدة باستمرار بين نساء المنطقة والداعية للحكم الإسلامي في إطار الصحوة العارمة التي تعيشها أمتنا في رحلة عودتها للإسلام. والآن، وبهذا المؤتمر التاريخي، أصبحت أصوات وآراء قطاع واسع وعريض من نساء العالم الإسلامي واضحة. فقد صدعن وبصوت واحد -أنهن يرين في الإسلام وحده خلاصهن من الظلم، وأنهنّ يرين في الخلافة التي يؤمنّ بها، الحارس لهنّ- لأنه النظام الوحيد الذي سيجلب التغيير الحقيقي في تحسين حياة الأمة وفي المقدمة النساء.
2012-04-01