العدد 155 -

السنة الرابعة عشرة _ ذو الحجة1420هــ_ آذار 2000م

لَسْتُ مِنكُمْ !

لَسْتُ مِنْكُمْ إِذْ أَبَحْتُمْ أَلَمِي
لستُ منكمْ حينَ خُنْتُمْ أمّتي
عذِّبُوني ! لستُ أعفُو عنكمُ
لستُ أُعطيكمْ فتاوَى بَخْسَةً
لستُ أُعطيكمْ حقوقَ الغِشِّ في
لستُ أُعفيكمْ مِنَ اللَعْنِ إذا
لستُ أَرضى شَطْبَكُمْ مِنْ مُصْحَفِي

لا تُساوِمْ، لا تُفاوِضْ، لا تَدَعْ
قَبِّلِ الرشّاشَ، لا تَغْدُرْ بِهِ !
فيهودُ الإِفْكِ لا حَقَّ لَهُمْ
طِفْلُ أمريكا الذي قَدْ دَلَّلَتْ
يا لها (تسويةً) في ظِلِّها
تُسْأَلُ الأسماكُ في أَشْراكِها
بَعْدَ أكلِ الديكِ يُمسِي رِيشُهُ
هذهِ سُنَّةُ أمريكا التي

سِلْمُ شجعانٍ ! وتلكُمْ بِدْعةٌ
أيَّ غُنْمٍ حَقَّقَتْ قادتُنا
أينَ ما أُبْدِعَ في تنميقِهِ
أينَ ألفاظُ الكفاحِ المدَّعَى
يَخْرُجُ المحتلُّ مِنْ جَوْلانِنا
لجنودٍ طَأْطَؤُوا مِنْ زُهْدِهِمْ
ذلكَ التدبِيرُ لا رَيْبَ بِهِ
تابَتِ المومِسُ عَنْ عِصْيانِها
أَعْلَنَ القاتِلُ عَنْ عِفَّتِهِ
إِنهُ الـهُـزْءُ بِأَلْبابِ الوَرى

مَذْبَحُ التسويَةِ اليومَ اقْتَضَى
بارَكَ اللّـهُ بِمَنْ لَمْ يَسْجُدُوا
وعلى (باراكَ) أَلْفا لَعْنَةٍ
إِنهُ الشرعُ الذي نَعْرِفُهُ
دَعْكَ مِنْ أَبطالِ تشرينَ فِرىً
(لستُ منكمْ) هكذا صاحَتْ بِكُمْ
أَناْ أَقْسَمْتُ: سَيَفْنى حُكْمُكُمْ

 

وزَجَجْتُمْ بِقُيُودٍ مِعْصَمِي
لستُ منكمْ حينَ أقفلْتُمْ فَمِي
لستُ أرضَى باتِّفاقِ المأْثَمِ
لتَبيعُوا القدسَ يومَ الموسِمِ
طَبْعَ تاريخِي بحرفٍ أَعْجَمِ
صُودِرَتْ (أُنْشُودَةُ) المعتصِمِ
لَفْظَ (مغضوبٍ عليهمْ) بِدَمِي !

لُغَةَ السيفِ، تقدَّمْ، لَغِّمِ
جاهِدِ المحتلَّ، لا لا تُحْجِمِ
غيرُ أنْ يَلْقَوْا قرارَ العَدَمِ
صارَ يُرجَى لِسَلامٍ مُبْرَمِ
يَرِثُ الذئبُ عِظامَ الغَنَمِ
ثَمَنَ الطُعْمِ بصوتٍ بَرِمِ
حِصَّةَ الثعلبِ، فاسْكُتْ و(ابْصُمِ)
تَرْسُمُ الأَمْنَ، لخيرِ الأُمَمِ

وخُرافاتُ عَجُوزٍ هَرِمِ
وثيابُ الجيشِ عنهمْ ترْتَمِي
مِنْ صُمُودٍ وتصدٍّ ؟  هل رُمِي ؟
شُطِبَتْ مِنْ مُعْجَمِ المسْتَسْلِمِ ؟
لِضُيوفٍ مِنْ أَمِرْكا صُوَّمِ
جَعَلُوا المطْمَعَ تحتَ القَدَمِ
ذلكَ التحريرُ فاهنَأْ واغْنَمِ !
وغَدَتْ راقصـةً
في الـحَـرَمِ !
في احْتفالٍ ضَمَّ أَلْفَيْ مُجْرِمِ !
وادِّعاءُ النَصْرِ مِنْ مُنْهَزِمِ

أَلْفَ قُربانٍ سَجِينٍ مُسْلِمِ
لعدوٍّ حـاكَ ثوبَ الـمُـغْـرَمِ
منذُ داودَ وعِيسَى مَرْيمِ
كلُّ (شرعٍ) غيرَهُ فَلْيُرْجَمِ
عُدْ إلى فُرْسَانِ بَدْرِ الأَنْجُمِ
صفحةُ الأرضِ، ومَثْوَى الأَعْظُمِ
أَناْ أَقْسَمْتُ، فَهَابُوا قَسَمِي !

                                                                                   الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *