العدد 153 -

السنة الرابعة عشرة _ شوال 1420 هـ_ كانون الثاني 2000م

(توكلت على الله) قـُرنت بالإرهاب !!

بعد الكشف على تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية التي ربما أسقطت (والله أعلم)، ادّعى المحققون الأميركيون أن جملة «توكلت على الله» صدرت من مساعد قائد الطائرة، ما يدل على أن هناك عملاً إرهابياً قد حصل أدى إلى سقوط تلك الطائرة، وربما كانت هذه الجملة هي مقدمة لانتحار المساعد بإسقاط الطائرة حسب زعمهم!

          يسـتطيع المسـلم العاقل أن يحـلل هذا الادعاء السـخيف ويخـرج باسـتنتاجات منها على سبيل المثال:

1)      إن لفلفة القضية تمت بكافة الوسائل والسبل بدءاً من طول فترة البحث عن الصندوقين، مروراً بفحص التسجيلات وانتهاءً بالنتائج التي صدرت عن المحققين بالحكم على مساعد قائد الطائرة بالانتحار، فنسي الناس قتلاهم وضاع دم الركاب بمن فيهم 33 ضابطاً من جيش مصر.

2)      إن الغرب بعقليته العلمانية تلك يرى أن التمتمة بكلمات فيها ذكر للخالق سبحانه أو ذكر لكلمات دينية هي من الأعمال التي لا يقوم بها سوى الإرهابيين المسـلمين، أي أن كل متدين مسلم هو إرهابي، أو مشروع إرهابي، ريثما يثبت العكس، وكل مَن يُدخل الدين في حياته، ولو بالنطق ببعض الكلمات الدينية، هو إنسان معقد نفسـياً، يفتش عن الانتحار في كل وقت، وفي كل حين، حتى لو أزهـق معه مئـات الأرواح البريئة. فهذه هي عقلية المسـلم كما يصـورونها لشعوبهم زيفاً وبهتاناً.

3)      بما أن المحققين الأميركيين خرجوا للرأي العام الأميركي والعالمي بهذه الفرية فإنهم يعرفون أن جسم المسلم «لبّيس»، قابل لأن تلبسه كل تهمة، ويلبسها بسهولة، وأن الملايين من الناس سوف يصدقون هذه التهمة التي حيكت وأخرجت سينمائياً كما يخرجونها في هوليود.

4)      هل يفكر الإنسان الغربي حقاً بهذه الطريقة تجاه المسلمين؟ بحيث لا يكاد يصدق أن الدين لدى المسلم يدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياته وفي كل مكان بما في ذلك قَمَرة قيادة الطائرة، فالغربي لا يصدق صدور كلام ديني من قبل شاب متعلم ومتنور في تمرسه بقيادة الطائرات الحديثة، فكيف يوفّق بين القديم (الدين حسب زعمهم) والحديث (العلم والتكنولوجيا)!

5)      ماذا لو قام مساعد قائد الطائرة بقراءة سورة الفاتحة يا ترى؟ ربما أصبحت تهمته بأنه كان ينوي إسقاط الطائرة فوق البيت الأبيض!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *