العدد 222 -

السنة التاسعة عشرة رجب 1426هـ – آب 2005م

ذكرى هدم الخلافة

ذكرى هدم الخلافة

ففي الثامن والعشرين من شهر رجب الخير لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من آذار لسنة 1924م, وقعت أكبر جريمة في حق المسلمين، حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا من إلغاء دولة الخلافة العثمانية الإسلامية، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة إلا بعد أن اطمأنت إلى نجاح عميلها مصطفى أتاتورك في تركيا من إلغاء دولة الخلافة، وإقامة الجُـمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من البلاد.

لقد قام أتاتورك بهذه المهمة تحت رعاية وإشراف القائد العسكري البريطاني هارنجتون، والسفير البريطاني كرزون. وبفضل هذا الإسناد، وفي جو إرهابي مفعم بالمكائد، والاغتيالات، والتهديدات، والتصفيات، تمكن أتاتورك من التقدم، في الأول من آذار من العام 1924م، بمرسوم إلى الجمعية الوطنية يقضي بإلغاء الخلافة، وطرد الخليفة، وفصل الدين عن الدولة، فخاطب النواب المنفعلين المشدوهين بسبب هذا المرسوم قائلاً: «بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة، وجعلها تقوم على أسس علمية متينة. فالخليفة ومخلفات آل عثمان يجب أن يذهبوا، والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تُستبدل بها محاكم وقوانين عصرية، ومدارس رجال الدين يجب أن تُخلي مكانها لمدارس حكومية غير دينية». وفي صبيحة الثالث من آذار من ذلك العام أعلن المجلس الوطني الكبير موافقته على إلغاء الخلافة وفصل الدين عن الدولة، وفي الليلة ذاتها أرسل مصطفى كمال أمراً إلى حاكم إستانبول الذي استولى على المدينة بفضل سماح القوات البريطانية وتمكينها له بالسيطرة عليها، يقضي بأن يغادر آخر خليفة عثماني عبد المجيد تركيا قبل فجر اليوم التالي، وأُجبر الخليفة بالفعل على الخروج من تركيا باتجاه سويسرا وتم تزويده بحقيبة فيها بعض الثياب وبضعة جنيهات، وبذلك نفذ أتاتورك شروط إنجلترا وأوروبا للاعتراف بالجمهورية الجديدة، واعترفت الدول الأوروبية باستقلال تركيا في الرابع والعشرين من تموز من نفس العام وفقاً لمعاهدة لوزان، وانسحبت بالتالي القوات المحتلة البريطانية من إستانبول العاصمة والمضائق، وغادر القائد العسكري البريطاني هارنجتون تركيا، وقال وزير الخارجية البريطاني كرزون أمام مجلس العموم البريطاني: «القضية أن تركيا قد قُضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام».

فهذا الحدث الجسيم، وهو هدم الخلافة، لا شك بأنه يعتبر منعطفاً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، فقبل هذا الحدث كان المسلمون يعيشون في ظل دار الإسلام، ومن لم يستظل بظل الدولة الإسلامية كانوا يستطيعون الانتقال إلى الدولة للعيش كرعايا فيها، وللتمتع بالحياة الإسلامية، وإبراء أعناقهم من وجوب وجود بيعة لخليفة امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».

ولكن بعد هدم الدولة لم يتمكن أي مسلم من أمة لا إله إلا الله من الالتزام والتقيد بفرض العيش في دار الإسلام والاندماج في جماعة المسلمين. لذلك كانت هذه المناسبة الحزينة جديرة بالتأمل لخطورتها على مستقبل الشعوب الإسلامية، ولاتخاذ العبر منها، وعليه كانت ذكرى سقوط الخلافة مختلفة متميزة وليست ككل الذكريات. فهي ليست ذكرى دينية بالمعنى الشرعي وإن كان لها علاقة تتصل بأعظم واجبات الدين ألا وهي وجوب إقامة الدولة الإسلامية لتطبيق شرع الله تعالى على الناس. وهي ليست ذكرى احتفالية كسائر الذكريات المعهودة البهيجة، وإن كان العمل لإحياء معانيها ينشر السعادة والفرحة في جميع شعوب المعمورة، وليس في جنس أو شعب واحد من شعوبها. وهذه الذكرى وإن كانت غير شائعة بين سواد المسلمين إلا أن إشاعتها تثير في الناس دوافع العمل السياسي الصحيح، ونوازع الوحدة السياسية الفورية للشعوب الإسلامية.

فهي إذاً فعلاً ذكرى، ولكنها ليست كسائر الذكريات، إنها ذكرى حزينة وأليمة لأنها تتعلق بسقوط أعظم دولة عرفتها البشرية. وبسقوطها سقطت المفاهيم الدولية المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة والأخلاقيات، وحلَّت محلها المفاهيم الدولية المبنية على المصالح والأهواء والماديات.
وبسقوط الدولة العثمانية بوصفها آخر دولة خلافة للمسلمين في العام 1924م، لم يتبق للأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ دولة حقيقية تمثلهم، ولم يعودوا يحيون في جماعة إسلامية يقودها خليفة مبايع شرعاً على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبفقدان دولة الخلافة فقدت الأمة الإسلامية ما وصفه القلقشندي: بـِ«حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، والتي بها يحفظ الدين ويُحمى، وبها تُصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتُحفظ الفروج فَتُصان الأنساب عن الاختلاط، وتُحصن الثغور فلا تطرق، ويُذاد عن الحُرَمِ فلا تُقرع».

لقد افتُقدت فعلاً هذه المعاني واختفت بسقوط دولة الخلافة، وغاب واقع هذا الوصف الذي ذكره القلقشندي عن الخلافة تماماً من حياة المسلمين. والدول التي أُقيمت على أنقاض الدولة العثمانية فإنها في الواقع ليست بأكثر من كيانات زائفة لا تمثل الأمة بحال من الأحوال؛ لأن الاستعمار هو الذي فرضها على شعوب الأمة الإسلامية، ولذلك كان الاستعمار أولى بأن تمثله هذه الكيانات بدلاً من أن تمثل شعوبها.
والمسلمون منذ سقوط الخلافة قبل أربع وثمانين سنة هجرية لم يذوقوا طعم الانتصار والعزة والكرامة ولو لمرة واحدة، فهم لم يكسبوا معركة قط، ولم يفوزوا بحرب أبداً، فحروبهم بعد عهد الخلافة لم تُنتج سوى الهزائم والنكسات والنكبات، وأما سلمهم الذي ينادون به ويروجون له فلم يكن سوى الاستسلام بعينه للأجنبي، ولم يتمخض عنه إلا الخيبة والسراب والأوهام.

فلو كانت الأمة الإسلامية في ذلك الوقت واعية لخطورة المرحلة، ومتسلحة بالثقافة الإسلامية، ومتمسكة بالفقه السياسي، ومتشبعة بالأفهام الشرعية؛ لما تمكنت بريطانيا والدول الأوروبية من إلغاء الخلافة بهذه السهولة، ولكن المشكلة أن الأمة كانت خاضعة للاستعمار المباشر، وكان الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام قد استشرى في العقول، وتمكن من الاستحواذ على الأفئدة؛ لذلك لم تُبدِ الأمة مقاومة تذكر إزاء هذا الحدث الجلل، فكانت ردود أفعال الأمة حقيقة لا تتناسب مع جسامة الحدث، وكان التعبير المشاعري والعاطفي هو الذي يميز ردات فعل المسلمين على إلغاء الخلافة، فقد جاءت الوفود الإسلامية إلى تركيا وطلبت من أتاتورك أن لا يلغي الخلافة، وطلبت منه أن ينصب نفسه خليفة، وكذلك طلب بعض النواب في الجمعية الوطنية أن يُبايَع أتاتورك خليفة، فرفض طلبهم هذا لأن له دور ومهمة أنيطت به يريد استكمالها حتى النهاية، فهو أجير لبريطانيا، ومطلوب منه القيام بالدور كما رُسم له.

ولقد عبَّرَ أمير الشعراء أحمد شوقي عن حس المسلمين ومشاعرهم الجياشة إزاء إلغاء الخلافة تعبيراً صادقاً وذلك من خلال قصيدة رائعة رثى فيها الخلافة فقال:

ضَـجَّـتْ عليكِ مـآذنٌ ومـنابرٌ
وبَـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ
الهـندُ والهــةٌ ومصـرُ حــزينـةٌ
تـَبْـكي عليـكِ بمَدمَـعٍ سَـحّاحِ
والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وفَارسٌ
أَمَحَا من الأرضِ الخلافةَ ماحِ؟

ووصف رابطة الخلافة بأوصاف حقيقية استشعرها آنذاك فقال:

هتـكوا بأيديـهم مُـلاءَةَ فخــرِهِــم
مَوْشِــــيَّـةً بمـــواهــــب الفَــــتَّاحِ
نَــزعوا عــن الأعنـاق خيرَ قِــلادة
ونَضَـوْا عن الأَعطاف خير وِشــاح
حَسَــبٌ أتى طُــولُ الليـــالي دُونَهُ
قـد طـــاحَ بينَ عشـــيَّـةٍ وصــباحِ
وعَـلاقـةٌ فُـصِـمَت عُـرَى أَســبابها
كــانــت أَبــــرَّ عـلائـــقِ الأرواحِ
جَــمَعَت على البـرِّ الحُضورَ، وربما
جمَـعتْ عـــليه ســـــرائرَ النُّـــزَّاحِ
نَظَمتْ صفوف المسلمين وخطوهم
في كـــلِّ غَــــدوةِ جمــعــةٍ ورواحِ

ثم هاجم أتاتورك هجوماً لاذعاً لكونه تسبب في هدم الخلافة فقال:

بكت الصلاةُ، وتلك فتنةُ عابثٍ
بالشرع، عِرْبـِيد القضاءِ، وقاح
أفتى خُـزَعْبـِلَـةً وقـال ضـــلالةً،
وأتـى بكــــفر في البــلادِ بواحِ
هو ركن مملكــةٍ، وحائط دولةٍ،
وقريـعُ شــهباءٍ، وكبشُ نِـطـاحِ
أأقولُ من أَحيا الجماعةَ مُلْحِـدٌ؟
وأقولُ من ردَّ الحـقوقَ إِباحِـي؟
نقلَ الشـرائعَ والعقـائدَ والقرَى
والنَّاسَ نَـقْلَ كتائـبٍ في السَّـاحِ

ثم يهاجم الشعب التركي لسكوته على فعلة أتاتورك الشنعاء، ويبرر سكوت الأتراك على أتاتورك بسبب عقليتهم العسكرية التي تربوا عليها فيقول:

إن الذين جــرى عـليهم فقهُهُ
خُـلقوا لِفقه كـتيبة وســـلاحِ
إن حدّثوا نطقوا بخُرْسِ كتائبٍ
أو خـوطبوا سمِعوا بصُمِّ رماحِ
تـركــتْه كالشــبح المؤلَّـةِ أُمَّـةٌ
لم تَسْـلُ بعدُ عـبادةَ الأشــباحِ
هُم أَطلقوا يده كقيصرَ فيهمو
حـتى تنـاول كـلَّ غيرِ مبـــاحِ

ثم يتنبأ أخيراً بأن الفتن والكذب والأحقاد سوف تعم البلاد الإسلامية بعد سقوط الخلافة فيقول:

فــلتَسْــمَعُنَّ بكــلِّ أرضٍ داعيــاً
يدعو إلى (الكـذَّابِ) أو لسَـجاحِ
ولتـشــهدُنَّ بكــــل أرض فـتـنـةً
فيها يبـــاعُ الدِّين بيــعَ ســـماحِ
يُفتـى على ذهـــبِ المعـزِّ وسـيفِهِ
وهوَى النُّفوس، وحِقْدِها المِلْحاحِ

وهو يشير في ذلك إلى المعز لدين الله الفاطمي الذي قدم الذهب والسيف للناس لدى دخوله القاهرة فقال: هذا حسبي وهذا نسبي.
وهكذا، فلم تكن الردود في مستوى الحدث، وكانت عاطفية لم تَرق إلى مستوى الفعل السياسي، وإلى اعتبارها قضية مصيرية تهون في سبيلها الأرواح، مع علم المسلمين بأن الخلافة هي قضيتهم الأولى، فالمسلمون منذ التحاق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى لم يهتموا بقضية قدر اهتمامهم بالخلافة. ولو استعرضنا بعض أقوال السلف فيها لأدركنا عظم هذه القضية بالنسبة إليهم.

tفأبو بكر الصديق   يقول: «لاtيقول: «ألا إن محمداً قد مات، ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به»، وعمر  إسلام إلا في جماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة»، والماوردي قال في الأحكام السلطانية: «مذهب أهل الحق من الإسلاميين أن إقامة الإمام وأتباعه فرض على المسلمين»، وقال: «فليس دين زال سلطانه إلا بُدِّلت أحكامه، وطُمست أعلامه، لما في السلطان من حراسة الدين، والذب عنه، ودفع الأهواء منه. ومن هذين الوجهين وجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت، زعيم الأمة، ليكون الدين محروساً سلطانه، والسلطان جارياً على سنن الدين وأحكامه»، والبغدادي يقول: «إن الإمامة فرض واجب على الأمة لأجل إقامة الإمام»، والشهرستاني يقول: «إنه ما دار في قلبه ولا في قلب أحد أنه يجوز خلو الأرض من إمام»، وابن خلدون في مقدمته يقول: «إن نصب الإمام واجب، كما عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين»، والشوكاني يقول: «يجب على المسلمين نصب الأئمة والولاة والحكام؛ لأنه إذا حرّم الشرع على ثلاثة من المسلمين أن يظلوا بلا أمير فكيف ببقاء الأمة الإسلامية كلها بدون أمير».

وهكذا فالعلماء -وهذه طائفة قليلة منهم فقط- تحدثوا عن هذا الفرض العظيم، والذي تزخر بالحديث عنه الآيات الكريمة  وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ]والأحاديث الشريفة، قال تعالى:  وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا  [المائدة 49] فالحكم في هذه الآية وفي غيرها جاء عاماً[أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ  شاملاً لكل ما أنزل الله، وبالتالي فلا يقام بتنفيذ جميع ما أنزل إلا من خلال دولة الخلافة الإسلامية.
وقد أخرج الطبراني عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة الله لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وروى مسلم حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما».

وهذا مجرد غيض من فيض تشير فيه هذه الأحاديث النبوية الشريفة عن الإمام والخليفة ولا داعي لذكر المزيد منها. فالمسألة إذاً مسألة شرعية، ومسألة واقعية، وليست كما يحلو للبعض وصفها بأنها مسألة خيالية، ولا أدّل على ذلك من ذكرها على ألسن أعداء الإسلام من المسؤولين في الإدارة الأميركية، فهذا رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي يقول: «إننا لن نسمح لقبضة من الإرهابيين من دعاة الخلافة أن يفرضوا علينا أسلوب حياتهم»، وهذا ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان يقول: «إن المتطرفين يسعون لإعادة دولة الخلافة كما كانت في القرن السابع الميلادي»، وكذلك بوتين الرئيس الروسي حذَّر من إقامة دولة الخلافة في آسيا الوسطى.

ولعل الوقع الأبلغ من ذلك كله ما جاء في تقريرٍ حديث أعدَّه خبراء في المجلس القومي للبحوث والدراسات الاستراتيجية التابع للاستخبارات الأميركية، وشارك في إعداده ألف خبير، وشاركوا في 30 مؤتمر في خمس قارات، جاء في إحدى سيناريوهاته الأربعة التي قدَّموها، أن خلافة جديدة سوف تجتاح العالم الإسلامي، وتحاول صهره في دولة واحدة، وأنها ستنجح في إسقاط العديد من الأنظمة القائمة خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في العام 2020م على حد تقديراتهم.
وهكذا فلم تعد مسألة الخلافة خاصة بحزب من الأحزاب، وإنما أصبحت مطلباً جماهيرياً اقتضتها الصحوة الإسلامية والمد الإسلامي السياسي اللذان سادا وشاعا في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة.

لذلك كان حرياً بكل مسلم مهما كان انتماؤه، ولأي جهة كان ولاؤه، أن تستوقفه هذه الذكرى، وأن يعيد حساباته من جديد، وأن يفكر ملياً ثم يشارك بما يملك من قوة من أجل جعل إعادة دولة الخلافة همّه الأول، لإبراء ذمته من هذا الفرض العظيم الذي يطوق عنقه، وليشارك مع العاملين بنصيب من هذا الفضل العظيم الذي -إن شاء الله- سيعم البشرية بإشراقاته وأنواره.

أحمد الخطيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *