أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة (4): إسلام عِكْرِمَة بن أبي جهل رضي الله عنه
2005/09/07م
المقالات
2,072 زيارة
رياض الجنة
أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة
(4): إسلام عِكْرِمَة بن أبي جهل رضي الله عنه
أخرج الواقدي وابنُ عَسَاكِر عن عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما، قال: لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل، ثم قالت أم حكيم: يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو آمن» فخرجت في طلبه… وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فجعل نوتيّ السفينة يقول له: أخلِصْ. قال أي شيء أقول؟ قال: قل: لا إله إلا الله. قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا الأمر، فجعلت تلح إليه وتقول: يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس، وأبرّ الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك. فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أنت فعلتِ؟ قالت: نعم. أنا كلمته فآمنك، فرجع معها.
وأخرجه أيضاً الحاكم من حديث عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما، قال: فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر، ووثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً على رجليه فرحاً بقدومه. قال عكرمة: لما انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا محمد، إن هذه أخبرتني أنك آمنتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت آمن». فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنت عبد الله ورسوله، وأنت أبرّ الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، قال عكرمة: أقول ذلك وإني لمطأطئ رأسي استحياء منه، ثم قلت: يا رسول الله، استغفر لي كل عداوة عاديتُكَها، أو مركب أوضعت فيه أريد فيه إظهار الشرك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لعكرمة كل عداوة عادانيها، أو مركب أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك» قلت: يا رسول الله، مرني بخير ما تعلم فأعلمه. قال: قل: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وتجاهد في سبيله» ثم قال عكرمة: أما -والله- يا رسول الله، لا أدع نفقة كنت أنفقها في الصد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قاتلت قتالاً في الصد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله.
ثم اجتهد في القتال حتى قتل يوم أجنادين شهيداً في خلافة أبي بكر رضي الله عنه (روى الطبراني في تاريخه أنه قتل شهيداً يوم اليرموك وهي رواية أقوى) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله عام حجته على هوازن يصدقها (يأخذ صدقاتها)
2005-09-07