العدد 226 -

السنة العشرون ذو القعدة 1426هـ – كانون الأول 2005م

فخلافة الإسلام بان ضياؤها

فخلافة الإسلام بان ضياؤها

إلى الذين تآخوا مع ظلمات السجون لتـنعم الأمة بأمل في نور الصباح الآتي.

إلى الذين كانوا، ولايزالون، يُحْيون فينا حب التضحية في سبيل الله.

إلى الذين أبَوْا إلا أن يكونوا مع بلال وعمار وعبد الله بن حذافة.

إلى المظلومين في سجون الظالمين في غوانتانامو، وأبو غريب، وطواغيت البلاد الإسلامية في أوزبكستان، ومصر، وسوريا، وغيرها.

إلى كل هؤلاء كتبت هذه القصيدة، وأظنها خرجت من أعماق أعماقي، أرسلها إليكم، أيها الأبطال، مع اعتذاري أني لم أكن في جيش كان يجب أن ينطلق لإنقاذكم، ولكن عهداً لكم أن أكون فيه، إن شاء الله تعالى.

يا نفسُ كُفِّي يا قلوبُ تـَـحَجَّرِي
وَلْتَشْتَرِي مَوْتاً نُغيظُ بِهِ العِدَى
يَا نَفْسُ صَبْراً فالجِراحُ عميقةٌ
وتُسابِقُ الآجالَ تـَـصْطحبُ الرَّدَى
يا شوقُ مهلاً فالأحبَّةُ أُودِعُوا
وتُرِكْتُ وَحْدي في سجونِ كآبَتِي
يا نفسُ لا تَنْسِي الأَحبَّة والوَفَا
سَكنُوا بعيداً والوِصالُ معطَّلٌ
لو أطلقُوا قلبِي لِنَحْوِ خيامِهِمْ
وَلأَوْصَلَ الأشْواقَ مِنِّي والهوَى
والدَّمعُ أَعيا مُقْلَتِي فَكأنـَّـما
أَسَرُوا رِجالاً والجَّريمةُ أنـَّـهمْ
مِنْ قيدِ أَرجُلِكمْ تَقَيَّدَ بَغْيُهُمْ
وبتهمةِ الإرهابِ صرتُمْ قُدْوةً
فالكِيرُ يصدُرُ من أناقَةِ ثـَـوْبِهمْ
وَبِعَيْنِكُمْ كلُّ الفضَا في سِجْنِكُمْ
سُحقاً لهذا الكونِ كيفَ يخونُنَا
ويجرُّ ليثاً بالسَّلاسِلِ مُثْقَلٌ
شـُـلَّـتْ يداكَ دعِ الأسيرَ فإنَّه
فكأنَّ أظهُرَهُمْ تصيحُ بلوعةٍ
وكأنَّ أغلالَ الرِّقابِ تَحنَّنَتْ
وكأنَّ أعينَهُمْ تُعاتِبُ إخوَةً
لبّيكِ من سِجْني المَريرِ أَقولُهَا
لبّيكِ (فالتَّحـريرُ) شادَ منارةً
وَتَجهَّزَتْ للزَّحْفِ كلُّ رجالِنَا
فلقدْ دَخَلْتَ المُدْنَ رُغمَ حُصونِها
فَلَنُطْعِمَنَّ الخيلَ من أكبَادِنَا
ولَنَجْعَلَنَّ الأرضَ تحت سُيوفِنَا
ولَنَرْكَبَنَّ البحرَ حالَ غِضَابِه
يا دولةَ الإرهابِ آتٍ زَحْفُنَا
فخِلافَةُ الإسلامِ بانَ ضياؤُها
سَنقيمُ صَرْحَ الحقِّ، نَرْفَعُ رايةً
وَندوسُ أعلاماً تَدَاعى إِفْكُها
ويظلُّ صوتُ الحقِّ يصدَحُ من هُنا
الله أكبـــرُ رغــــمَ كــــل مُعـــــانِـــدٍ

يا نفسُ مِنْ قَيْدِ الحياةِ تَحرَّرِي
وَلْتَخْمَدِ الأَصْوَاتُ حينَ تُزَمْجِرِي
والأُسْدُ إنْ تَشْعُرْ بِجُرحٍ تَزْأَرِ
هيَّا ازْأَري يا نفسُ لا تتأخَّرِي
في السِّجْنِ فَلْتَهْنَأْ سجونُ القيصَرِ
لأرَى الحياةَ تخونُ صرخةَ أسطُرِ
رُغمَ الجِّبال ورُغمَ كلِّ الأبحُرِ
والنَّفسُ دونَ وصالِهِمْ لم تَصبرِ
لَقَضى بساعاتٍ مسيرةَ أشهُرِ
وَلعادَ مَحزوناً بلونٍ أصفرِ
أَلْجُرْحُ فيكمْ والنـَّزيفُ بِمنْحَرِي
من جندِ أحمدَ يا جِبَاهُ تَكبَّري
ظَهَرتْ حضارَتُهم بأشْنَعِ مَظْهَرِ
وحكايةً تُغْنِي كتابَ الأعْصُرِ
والرِّيحُ بالأَغْلالِ عِطْرُ العَنْبَرِ
والكونُ في أَنظارِهِمْ كَالأَقْبُرِ
فالذِّئبُ يسرحُ في عرينِ غَضَنْفَرِ
كلبٌ تجرَّأَ من خُضوعِ العَسْكَرِ
مِنْ نَسْلِ حمزةَ والرشيدِ وجعفرِ
لقد اكتويتُ وطالَ ليلُ تصبُّري
يا جيشَ أمَّتِنَا أَلَمْ تتأثـَّـرِ؟
تَسْتَنْهِضُ الأبْطالَ دونَ تأخُّرِ
لبّيكِ وَلْتَخْسَأْ سُجونُ المُفْتَرِي
مِن نورِهَا غابَتْ جميعُ الأقْمُرِ
صَاحَتْ أيَا هَارُونُ قُمْ وتَبَخْتَرِ
وَدُخولُ (واشنطنْ) عليكَ بأيسَرِ
ولَنَنْـزعَنَّ الحقَّ فوقَ المشترِي
ولَنَسْحَقَنَّ الكُفْرَ دونَ تَستُّرِ
بحرَ الدماءِ وليسَ بحرَ الأشْطُرِ
سَنَدُكُّ ظلمَكِ، يا عدالةُ فابْشِرِ
وزوالُ ليلِ الكُفْرِ غيرُ مُؤخَّرِ
ويَذوبُ قَيْدُ البَغْيِ عندَ تَفجُّرِي
ونَهُدُّ أصنامَ الطُّغاةِ بخنْصَرِ
ويظلُّ يُرهِبُهُمْ هُتافُ مُكبِّرِ
الله أكبـــــرُ يا خِـــــلافَةُ كَبِّـــــري q

أبو المعتصم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *