العدد 229 -

السنة العشرون صفر 1427هـ – آذار 2006م

لكنها لم تلامس نخوة المعتصم!

لكنها لم تلامس نخوة المعتصم!

l تتوالى فضائح قوات الاحتلال الأميركي في العراق وفي غوانتانامو وشريكتها بريطانيا، وتطالعنا وسائل الإعلام بصور تقشعر لها الأبدان تظهر فيها همجية قوات الاحتلال الأميركي، أين منها جرائم النازية الهتلرية التي أصبحت مضرب الأمثال، ولا يرفّ لهم جفن، ولا تتحرك نخوة الحكام الخانعين المستسلمين.

l إن رؤية هذه المشاهد المقززة لا تستفز بعض المسلمين، ولا تحرك فيهم النخوة والحميّة والكرامة، وكأنهم تروضوا وتأقلموا معها، فلم تعد تؤثر في سلوكهم، ولا تحدث لديهم ردة فعل قوية ولا ضعيفة، فما لجرح بميت إيلام.

l البنتاغون الأميركي أكد صحة صور التعذيب في أبو غريب والتي نشرتها وسيلة إعلام أسترالية، وأعربت عن قلقها إزاء الأثر الذي سيتركه بث الصور في العالم الإسلامي، وأن نشرها يهدد حياة جنود أميركا في العراق، ورد عليه منتج البرنامج الأسترالي الذي بث الصور بالقول: إن كلام البنتاغون مزحة؛ لأن القوات الأميركية تواجه أصلاً خطراً مستمراً.

l يضاف إلى ذلك شريط الفيديو الذي يُظهر جنوداً بريطانيين يضربون شباناً عراقيين عُزّل في البصرة، ولم تحرك هذه الصور نخوة أحد باستثناء بعض الاستنكارات الكلامية.

l كانت أميركا ودول العالم تستنكر عمليات الذبح التي طاولت بعض المخطوفين في بغداد، ولكن العالم فوجئ في الصور التي نشرتها أستراليا عن أبو غريب بأن بين الصور صورة سجين وقد ذبحت رقبته ذبحاً، وهناك جثث ميتة في المعتقل، ودماء على الأجساد، ودماء على أرض مسرح التعذيب، وكأن المكان مسلخ بشري.

l لم تعد كلمة استنكار ديمقراطية أميركا المزيفة تكفي للرد على هؤلاء الوحوش الذين يتظاهرون بأنهم بشر في ثياب مرقطة، ويمارسون أبشع الجرائم في حق المسلمين في العراق. فأين أنتم يا أسود الوغى؟ أين أنتم يا أحفاد خالد، وصلاح الدين، وطارق، ومحمد الفاتح؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *