العدد 230 -

السنة العشرون ربيع الأول 1427هـ – نيسان 2006م

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (8): دعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) الحَكَم بن كَيْسَان وخالد بن سعيد بن العاص إلى الإسلام

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (8):

دعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) الحَكَم بن كَيْسَان

وخالد بن سعيد بن العاص إلى الإسلام

– أخرج ابن سعد عن المقداد بن عمرو قال: أنا أسرت الحكم بن كيسان، فأراد أميرنا ضرب عنقه، فقلت: دعه نقدم به على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقدمنا، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوه إلى الإسلام فأطال، فقال عمر: علامَ تكلم هذا يا رسول الله؟ واللهِ لا يسلم هذا آخر الأبد، دعني أضرب عنقه ويقدم إلى أمه الهاوية، فجعل النبي لا يقبل على عمر حتى أسلم الحكم، فقال عمر: فما هو إلا أن رأيته قد أسلم حتى أخذني ما تقدم وما تأخر، وقلت: كيف أرد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً هو أعلم به مني؟! ثم أقول: إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله، فقال عمر: فأسلم، والله، فحسن إسلامه، وجاهد في الله حتى قتل شهيداً ببئر مَعُونة ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) راضٍ عنه ودخل الجنان.

وعنده أيضاً عن الزهري قال: قال الحكم: وما الإسلام؟ قال: «تعبد الله وحده لا شريك له، وتشهد أن محمداً عبده ورسوله» فقال: قد أسلمت: فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أصحابه فقال: «لو أطعتكم فيه آنفاً فقتلته دخل النار».

– وأخرج البيهقي عن جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن أبيه قال: كان إسلام خالد بن سعيد ابن العاص قديماً، وكان أول إخوته أسلم، وكان بدء إسلامه أنه رأى في المنام أنه وُقف به على شفير النار… فذكر من سعتها ما الله أعلم به. ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذاً بحَقْوَيْه (موضع الإزار = الخصر) لئلا يقع، ففزع من نومه فقال: أحلف بالله أن هذه لرؤيا حق. فلقي أبا بكر، فذكر ذلك له، فقال: أريد بك خيرٌ، هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتبعه، فإنك ستتبعه وتدخل معه الإسلام، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها، وأبوك واقع فيها، فلقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو بأجياد، فقال: يا محمد، إلامَ تدعو؟ قال: «أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده وسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع، ولا يضر، ولا يبصر، ولا ينفع، ولا يدري من عبده ممن لا يعبده!» قال خالد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإسلامه.

وتغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه، فأرسل في طلبه فأُتِيَ به، فأنـّـبه وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه، وقال والله لأمنعنك القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به، وانصرف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يلزمه ويكون معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *