العدد 295-296-297 -

العدد 295-296-297 – السنة السادسة والعشرون، شعبان ورمضان وشوال 1432هـ

من حديقة الخلفاء: اللهم إنا نسألك خليفة راشدًا كعمر بن الخطاب رضي الله عنه

من حديقة الخلفاء:

 اللهم إنا نسألك خليفة راشدًا كعمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

ورد في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: عن الشعبي أن الزبرقان بن بدر أتى عمر بن الخطاب وكان سيد قومه فقال: يا أمير المؤمنين إن جرولاً هجاني -يعني الحطيئة- فقال عمر: بم هجاك؟ فقال بقوله:

 دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

 فقال عمر: ما أسمع هجاء إنما هي معاتبة فقال الزبرقان: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده ما هجي أحد بمثل ما هجيت به، فخذ لي ممن هجاني فقال عمر: عليّ بابن الفريعة يعني حسان بن ثابت، فلما أتي به قال له يا حسان: إن الزبرقان يزعم أن جرولاً هجاه فقال حسان بم؟ قال بقوله:

 دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

 فقال حسان: ما هجاه يا أمير المؤمنين، قال: فماذا صنع به؟ قال: سلح عليه فقال عمر: علي بجرول، فلما جيء به قال له: يا عدو نفسه تهجو المسلمين، فأمر به فسجن، فكتب إلى عمر من السجن: يا أمير المؤمنين،

 ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ……….حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

فامنن علي هداك الله يا عمر………. ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه………. ألقت إليك مقليد النهى البشر

ما آثروك بها إذ قدموك لها……….لكن أنفسهم كانت بك الأثر

 

قال وأخبر عمر برقة حاله وقلة نصر قومه له فدعاه فقال له: ويحك يا جرول لم تهجو المسلمين؟ قال: لخصال احتوتني إحداهن إنما هي: نملة تدب على لساني وأخرى إنما هي كسب عيالي بعد وثالثة أن الزبرقان ذو يسار في قومي وقد عرف رقة حالي وكثرة عيالي فلم يعطف علي وأحوجني إلى المسألة، فلما سألته حرمني يا أمير المؤمنين، والسؤال ثمن لكل نوال، وكنت أراه يتمرغ في مال الله ورسوله وأنا أتشحط في الفقر والعيلة، وكنت أراه يتجشأ جشاء البعير وأنا أتقفر فتات خبز الشعير في رحلي مع عيالي، ويا أمير المؤمنين من عجز عن القوت كان أعجز منه عن السكوت فدمعت عينا عمر وقال: كم رأس مالك من العيال؟ فعدهم عليه، فأمر لهم بطعام وكسوة ونفقة ما يكفيه سنة وقال له: إذا احتجت فعد إلينا فلك عندنا مثلها، فقال جرول: جزاك الله يا أمير المؤمنين جزاء الأبرار وأجر الأخيار، فقد بررت ووصلت وتعطفت وأمتننت فلما مضى جرول قال عمر: أيها الناس اتقوا الله في ذوي الأرحام وجيرانكم، فمتى علمتم حاجتهم فواسوهم وتعطفوا عليهم ولا تحوجوهم إلى المسألة، فإن الله عز وجل يسأل العبد إذا كان غنيًا مكفيًا عن رحمه وقريبه وجاره إذا كان محتاجًا أن يعطيه قبل سؤاله إياه.

رحم الله سيدنا عمر رضي الله عنه وعوضنا عنه بخليفة راشد يرعى المسلمين وغير المسلمين ويدمع لهم ويكون أولى بهم من أنفسهم. اللهم آمين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *