العدد 290 -

العدد 290 – السنة الخامسة والعشرون – ربيع الأول 1432هـ، الموافق شباط 2011م

بعد سقوط بن علي ومبارك: أيها المسلمون عار عليكم أن لا تسقطوا سائر حكامكم… وواجب عليكم إقامة خلافة إسلامية على أنقاضهم

بعد سقوط بن علي ومبارك:

أيها المسلمون عار عليكم أن لا تسقطوا سائر حكامكم…

وواجب عليكم إقامة خلافة إسلامية على أنقاضهم

تفجرت الأوضاع في تونس فكانت عاصفة قلعت الحاكم بن علي، ولكن لم تقلع نظام الحكم الدستوري وأبقت على رموز النظام الآخرين (الغنوشي والمبزغ…) الذين هم في السوء مثله…

ثم تطورت عاصفة تونس لتنتقل إلى مصر إعصاراً هادراً تحرك فيه الشعب المصري بدافع الشعور بالضيق والقهر والظلم والفقر والحرمان والإذلال… تحرك ويقوده آلاف من مجموعة شباب الفايسبوك يريدون إسقاط مبارك، رمز الأوضاع المتردية، وزمرته الفاسدة. وبالرغم من إصرار مبارك على البقاء في الحكم واتخاذه مختلف الأساليب الماكرة (مستفيداً من قرار المحتجين بأن ثورتهم ليست صدامية دموية، ومستفيداً من وجود الجيش إلى جانبه كون قيادته تتبع لأميركا مثله) حيث قام ابتداءً باستعمال الشرطة لقمع المتظاهرين، فقام هؤلاء بتصرفات إجرامية ماكرة وقاسية، ولكن الناس تجمعوا أكثر وأكثر حول مطالبهم، وزادت جموعهم وغضبتهم عليهم… وكذلك قام بمحاولة امتصاص النقمة العارمة عليه بسلسلة من الإجراءات المتأخرة التي لامست التغيير الشكلي ولم تنفذ إلى عمق ما يريده المتظاهرون، فأعلن قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية وبعدم توريث ابنه جمال، وأعلن اختيار عمر سليمان نائباً له، وأعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة مقرب منه هو أحمد شفيق لتقوم بالإصلاحات، ولكن كل ذلك لم يثنِ المتظاهرون عن الاستمرار بمطلب تنحي الرئيس بل زادوا إصراراً، وتوسعت المظاهرات حتى شملت الملايين وحاصرت مقار مجلس الشعب والشورى ومجلس الوزراء ومبنى التلفزيون وحتى قصر الرئاسة… وفي كل محاولة كانت تضيق الحلقة على مبارك حتى أعلن عن تخليه عن منصبه لمصلحة نائبه عمر سليمان مساء 10/2 ولما لم يقبل الشعب ذلك ورفعوا أحذيتهم مقابل هذا التخلي الصوري وبدؤوا فعلاً بالتوجه نحو قصر الرئاسة حتى أعلن مساء 11/2 تخليه عن الرئاسة لمصلحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واعتبر الناس أنهم قد حققوا هدفهم بإبعاد مبارك وشلة الحكم معه عن الحكم… وأخذوا يحتفلون ويحتفل معهم المسلمون في سائر أقطارهم.

إن ما حدث في مصر شبيه إلى حد ما بما حدث في تونس، ولكنه يزيد عليه أن المتظاهرين أسقطوا مبارك وزمرته في الحكم بينما أسقط المتظاهرون في تونس بن علي وأبقوا زمرته. فقد خلت كل من مصر وتونس من وجود قيادات جديدة لامعة، ولم يطرح تغيير الدستور بشكل جذري فبقي نظام الحكم على شكله مع بعض التعديلات.

وأمام ما حدث في مصر ينبغي تسجيل بعض الأمور الخطيرة التي يجب التوقف عندها وإعطاؤها ما تستحق من أهمية:

1) إنه لما عين عمر سليمان نائباً للرئيس أخذ يفاوض ممثلي الأحزاب المعارضة أولاً ثم ممثلي الشباب. فبرز على ممثلي المعارضة التي اجتمعت معه أنهم لم يكونوا يمتلكون مجرد رؤية للتغيير. ولم يكونوا على رأي واحد فيما يتعلق بمطالبهم، وإنهم لم يرقوا إلى مستوى الحدث في التغيير، بل كانوا ينطلقون من منطلق أنهم معارضة للنظام وجاؤوا ليفاوضوه على بعض المطالب الذاتية، ولكن سرعان ما استنكر الشارع ما حدث في هذه المفاوضات وخاصة أتباع هذه الجماعات، وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين ما اضطر القيادات أن ترفض ما تم الاتفاق عليه مع سليمان… وحتى مجموعة الشباب التي تعتبر أنها أشعلت الثورةوأمدت زخمها، والتي اجتمع معها سليمان على حدة بعد اجتماعه مع ممثلي الأحزاب كذلك لم تكن تمتلك برنامجاً ولا أفكاراً مدروسة ولا خطة إنقاذ، بل كانوا يحملون أفكاراً عامة كعامة الشعب من مثل: نريد أن نعيش، أن نجد فرص عمل، نريد حرية، نريد تعزيز المجتمع المدني، ولكنهم سجلوا موقفاً متقدماً في اجتماعهم مع سليمان وهو أن لا تفاوض قبل رحيل مبارك. وفي مقابل هؤلاء ظهر عمر سليمان ظهور المفاوض المحنك يعرف ما يريد وهو امتصاص خطر هذا التحرك، واستطاع أن يجعل الآخرين يفاوضونه كممثل للنظام وهم كممثلين للمعارضة. وهنا يحق للواعي من الناس أن يتساءل: هل المطلوب تغيير شخص الحاكم الفاسد وزمرته الفاسدة فقط من غير تغيير نظام الحكم بتغيير دستوره، أم المطلوب تغيير الدستور والحاكم معاً؟ فالأزمة ليست أزمة حاكم فقط، بل هي أبعد من ذلك، إنها أزمة نظام حكم أولاً، وتغيير الحاكم مع إبقاء نظام الحكم هو إعادة لإنتاج حاكم ظالم آخر ومعه ملؤه من الفاسدين. إن المطلوب هو تغيير حقيقي يبدأ بتغيير نظام الحكم وهذا لا يكون إلا بالإسلام، بنظام الخلافة الراشدة، وباختيار خليفة راشد. فهذه نقطة خطيرة جداً تسجل على هذه الانتفاضة الجماهيرية العارمة الصادقة التي أسقطت مبارك ومن قبله بن علي، ولكنها لا يتوقع منها أن تغير الأوضاع بشكل صحيح إن تغافلت عما ذكرناه.

2) إن الجيش لم يكن على الحياد، بل كان إلى جانب النظام منذ بداية اشتعال الاحتجاجات، وكان يلعب دوراً متأنياً هادئاً ليكون البديل عن النظام إن لم يستطع الصمود، فمنذ أيام الاحتجاجات الأولى وحدوث التظاهرات المؤيدة للنظام وقيام الشرطة والبلطجية بقتل الناس وسلبهم لم يتحرك لحماية الناس، بل سمح بما حدث أولاً ثم فصل بين المتظاهرين المؤيدين وأولئك المعارضين. وخاصة بعدما دخل هذا الموضوع دائرة الإعلام الخارجي. ثم إنه كانت للجيش أكثر من محاولة وتصريح لجعل الناس المعتصمين في ميدان التحرير يغادرونه، وكانت هناك محاولة من الجيش لتحريك دباباته في ميدان التحرير من أجل تقليص مساحة الاحتجاجات، وطلب قائد المنطقة العسكرية المركزية للجيش المصري حسن الرويني من المحتشدين في ميدان التحرير إنهاء الاحتجاج الذي أصاب الحياة الاقتصادية في العاصمة بالجمود، وطالب ضباط كبار فيه بأهمية الانتقال السلمي للسلطة وبإعطاء مبارك فرصة للقيام بما وعد به، وأكثَرَ من الحواجز على مداخل ميدان التحرير الستة ليعيق وصول المتظاهرين. ثم إنه لما بدأت الخيارات تضيق أمام مبارك، ولم يعد مضموناً أن لا يتخلى المتظاهرون عن مبارك وعن نائبه وكانت المحاولة الأخيرة من مبارك في مساء 10/2 عن تخليه عن منصبه لمصلحة نائبه، سبق الجيش هذه الخطوة من مبارك بتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة عبر بلاغ رقم واحد، وبعد صدور قرار مبارك هذا أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقبه مباشرة في بلاغ رقم 2 حرصه على متابعة تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها مبارك وعهد بها إلى سليمان. ولما رفض المتظاهرون قرار مبارك هذا ورفعوا الأحذية مقابله وبدأ الناس يهددون بالعصيان المدني وقاموا بمحاصرة مقار مجلس الشعب والشورى ومجلس الوزراء وبدؤوا يتوافدون على قصر الرئاسة لمحاصرته أعلن مبارك مساء 11/2 عن تخليه عن منصبه لمصلحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي قَبِل ذلك وأعلن ببلاغ رقم 3 أنه لن يكون بديلاً للشرعية، وأنه سيسعى إلى أن يكون الانتقال للسلطة مدنياً… والمتابع لخطوات الجيش يرى أنها كانت تسير جنباً إلى جنب مع خطوات مبارك ومكملة لها. ومعروف عند المتتبعين تبعية قيادة الجيش لأميركا. وهذا معناه أن اللعبة قد وصلت الآن إلى انتقال السلطة بالنسبة إلى أميركا من يد إلى يد، وأن لا شيء حقيقياً قد تغير أو سيتغير. وإنما ستتغير الوجوه وبعض القوانين، وسيبقى الدستور بأحكامه الأساسية على ما هو، وسيبقى البلد تابعاً في سياسته لأميركا. لقد خُطِّطَ للجيش أن يكون الضامن لعدم خروج نظام الحكم من التبعية لأميركا.

وقد تم الحديث عن عدم رضا الجيش عن تعيين مبارك لسليمان نائباً له، وأن هناك خلافاً على ذلك، وأن بعض الضباط يريدون الأمر لأنفسهم. فلو سلمنا جدلاً بوجود مثل هذا الخلاف فإن الجميع يعمل لمصلحة أميركا، ولن يغير ذلك من مجرى الأحداث ونهاياتها على ما ذكرنا.

3) لقد حدث أمر خطير يجب التنبه له وهو أن وسائل الإعلام قد خطفت الحدث، واجتهدت أن تبعد عنه الصفة الإسلامية، فأبعدت الصور عن المساجد والخطباء وصلوات الجماعة التي نقلت خطفاً والتي تذكر بصلاة المسلمين في الحج، ولم تنقل الخطب، وتم التحكم بالمقابلات، وحرص على تقديم المتكلمين من أصحاب الطروحات العلمانية والقومية والوطنية. وحتى الإخوان المسلمون لم تكن مطالبهم على مستوى الحدث، وغاب شيخ الأزهر والمفتي العام عن قيادة الشارع، والجدير ذكره هنا أنه كانت توجد جهة وحيدة على الأرض كان يمكن أن تقوم بقيادة الاحتجاجات قيادة فكرية وعملية هي فئة علماء الدين وخطباء المساجد، وذلك بطرح الإسلام والخلافة تحديداً أنها الحل. إنها فرصة لا تتكرر قد ضيعها هؤلاء، قد ضيعوا فرض ربهم. ولو فعلوا ما قلناه لوجدوا الناس كالمحيط الهادر ولوجدوا أن الناس والضباط سيقفون معهم، وسيرون أنهم لن يعتدّ بمن يخالفهم وقد ساعدت الفضائيات على تفويت هذه الفرصة، وضيع علماء الدين هذا.

4) إن الغرب، وعلى رأسه أميركا، قد صرّح بما يكشف مدى تدخله في صناعة الرؤساء وتبديلهم، وراحت وسائل الإعلام تنقل ذلك بأريحية وكأنه أمر طبيعي وليس من المحرمات. فلكلينتون تصرح: «يتعين على زعماء المنطقة أن يسارعوا بتطبيق الإصلاحات الديمقراطية»، ووزير الخارجية البريطاني يصرح: «نريد مواصلة الضغوط لتتم العملية الانتقالية في مصر بشكل منظم وواضح»، وكذلك فعل ساركوزي وميركل وبرلسكوني… إن التعامل مع هذه التصريحات وكأنها من لزوميات العمل السياسي وإقرارها ليدل على تدني مستوى هؤلاء في العمالة وعلى سدورهم فيها. وهناك أمر يتعلق  بهذا الموضوع وهو سرعة تخلي الغرب عن عملائه فور سقوطهم، كما حصل مع بن علي حيث تخلى عنه أسياده الفرنسيون ورفضوا استقباله، وكذلك نقلت وسائل الإعلام نفسها تصريحات تدل على تخلي الولايات المتحدة عن مبارك الذي خدم أميركا كما لم يخدمها أحد مثله، وأكثر من ذلك فقد أعلنت سويسرا عن تجميد أرصدة تابعة لمبارك وعائلته ريثما يتم البت فيها عبر المحاكم…

إننا بعد هذه القراءة والتفسير لما حدث نتوقف لنقول: إنه بالرغم من أن ما حدث ليس هو التغيير الحقيقي الذي يسعى إليه المسلمون، ولكن يمكن القول إن ما حدث يعد خطوة هامة جداً نحو التغيير الحقيقي، إن الأمة ليس نائمة ولا ضائعة بل الخير كامن فيها، وتتوق إلى التغيير. فالأمة ظهرت كالبركان الذي يقذف حممه، وكالطوفان الذي يأخذ كل ما يمر به. ولكن التغيير الحقيقي حتى يحدث لابد له من ثلاثة ركائز:

1- حزب تتجسد في أفراده الأفكار التي يؤمنون بها، ويتحلون بصفات رجال الدولة، وعندهم مشروعهم للتغيير، وهذا ما افتقدته الاحتجاجات في كل من تونس ومصر.

2- رأي عام للتغيير، وهو ما تأمن بشكل كاسح في هذه الاحتجاجات، ولكن كان يحتاج إلى توجيهه وجهته الصحيحة  وهي الإسلام وإقامة الحياة الإسلامية. وهذا ما تخلف عن استثماره العلماء وصرفت عنه الفضائيات.

3- أن يقوم عناصر من الجيش يؤمنون بالله تعالى وبوجوب نصرة دينه، والجيش المصري تحديداً مليء بأمثال هؤلاء، والعمل على استلام القوة في البلد وتسليم الحكم للفئة المخلصة الواعية التي هي مظنة أن تقوم بأمر الله…

فهذه الركائز الثلاثة تعمل الأيدي الأجنبية الماكرة وتوابعها في الداخل على عدم اجتماعها مع بعضها خوفاً من أن تلد هذا المولود الصالح المصلح الذي يرضي رب العالمين.

أما مشروع التغيير الذي كان من الواجب شرعاً على المتظاهرين بقياداتهم أن يقدموه فهو يقوم على مثل ما يلي:

– إعلان قيام دستور الدولة في مصر على العقيدة الإسلامية واستمداد أحكامه حصراً من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس. (وهذا الدستور جاهز هيأه حزب التحرير لمثل هذا الواقع).

– إعلان انتخاب خليفة راشد من قبل أهل الحل والعقد من المسلمين.

– قطع كل علاقة مع دول الغرب ذوات النفوذ والطامعة في بلادنا، وقطع كل شريان لهم داخل البلاد.

– إعلان حالة الجهاد ضد يهود وإعداد الجيش ليكون جيشاً إسلامياً يستأنف الجهاد في الخارج الذي انقطع ويعيد سيرة المسلمين الأولى.

– إلغاء كل اتفاقية تعارض الشرع مع الخارج.

– العمل على رعاية ضم سائر البلاد الإسلامية إلى دولة الخلافة (وهي مهيأة جداً الآن لمثل هذه الخطوة).

– وضع اليد على كل خيرات ومقدرات الأمة.

– ترتيب وضع المؤسسات القائمة لتكون إسلامية وذلك بإلغاء بعضها وتعديل بعضها وإيجاد بعضها.

– تأمين الرعايا جميعهم من مسلمين وغير مسلمين في حياتهم وأموالهم حتى يهنأ الجميع.

– الحرص على حسن تطبيق الإسلام حتى يدخل غير المسلمين في الإسلام بحسن التطبيق والمعاملة.

– والحرص على حسن الدعوة والدعاية للإسلام ليساعد هذا الجهاد في الإسلام فيكون جهاداً لإعلاء كلمة الله وإدخال الناس في الإيمان عن قناعة واختيار وليس لنهب خيرات الأمم الأخرى.

هذا المشروع الإسلام موجود من تبناه ويعمل على إقامته… إنه حزب التحرير.

وإذا لم يتقدم هذا المشروع اليوم فإنه بذلك سيكون الخطوة التالية إن شاء الله.

نعم إن ما حدث في كل من تونس ومصر مرشح إعصاره أن يمتد بشكل تحرق ناره سائر الأنظمة التي تحكم المسلمين بالحديد والنار، ولا تقل فساداً وإفساداً وإذلالاً لشعوبها عن حكام مصر وتونس، وإنه سيكون عار على شعوبها أن لا تقوم بما سبقوا إليه، وإن صورة التمدد هذه كم ستبدو مدهشة للغرب عندما تجتاز حدوده وسدوده التي عمل على فرضها في بلاد المسلمين… إن همَّ الغرب الآن هو أن لا يخرج الحكم في بلاد المسلمين من أيديهم، وأن على المسلمين أن يكون عندهم همُّ إخراج أنفسهم من تحت النفوذ الغربي وقطع تدخله في بلادنا بالقضاء على الأنظمة التابعة له قضاءً حقيقياً لا كما يحدث الآن.

إن ما يحدث اليوم يذكرنا بما حدث في المدينة قبل مَقدم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها، ونصرتهم إياه. فقد قضت الحروب بين قبائلها على زعمائها الكبار المخضرمين واستلم أمر القبائل فتيانها. لذلك كانت سهلة القبول لأفكار الإسلام. فعسى أن يكون بالقضاء على هذه الأنظمة العتيقة الهالكة متنفساً لهذه الأمة لإقامة حكم الله فيها قريباً، وقريباً جداً بإذن الله.

ويجدر بنا التذكر أن الخلافة هي مشروع إسلامي ليس للمسلمين فقط وإنما للعالم أجمع، ومهمتها إنسانية إذ تعمل على أن تخرج الناس من عبادة غير الله إلى عبادة الله وحده. وذلك بالجهاد وفتح البلاد والحكم بالإسلام، وعدم إكراه غير المسلمين على الدخول فيه، بل تجتهد لأن تقيم الحق والعدل إلى جانب القوة، فتح العقول والقلوب للإسلام للدخول فيه

إننا نطلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل أن تتلطخ يده بإثم وخطيئة الحكم بغير ما أنزل الله، أن يمدها نظيفة إلى المخلصين الواعين من أهل الدعوة، العاملين بصدق وبجد لإقامة الخلافة، أن يبسطها لهم ليقودوه وليفتحوا به باب الجهاد؛ فينالوا خيري الدنيا والآخرة؛ وإلا فإن مصير مبارك وبن علي ينتظرهم. وهذه الدعوة ليست موجهة لقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة فحسب، بل لكل ضابط مؤمن لأن يجمع أمره مع غيره من الضباط المؤمنين، ويجتمعوا على عمل منظم فيما بينهم يحقق ما ذكرناه، وعلى الله قصد السبيل.

نسأل الله نصراً عاجلاً غير آجل محبة بالله ودينه وكرهاً للكفر والكافرين المعاندين، وعلى الله قصد السبيل. قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج 41].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *