العدد 353 -

السنة الثلاثون العدد 353 جمادى الثاني 1437هـ ،آذار/نيسان 2016م

واهٍ لريحِ الخلافةِ نجِدُها دونَ الغوطةِ بالشام

بســم اللــه الرحمــن الرحــم

واهٍ لريحِ الخلافةِ نجِدُها دونَ الغوطةِ بالشام

 

أبو حنيفة – الأرض المباركة فلسطين

الخطبة الأولى :

أيها المسلمون: عندما يئست قريشُ من مقارعةِ الحقِّ بالحُجَّةِ والبُرهان، لم تجد بُدًّا من الدَّوسِ على قِيَمِ القرابةِ والنَّخوةِ وإجارةِ الجِوارِ، من بعدِ أن كانت هذهِ القِيمُ شِبهَ دستورٍ تعارفت العربُ عليهِ ردحًا طويلًا من الزمن ، لقد كَبُرَ عليهم أن يختارَ اللهُ تعالى محمدًا – صلواتُ ربي وسلامه عليه – رسولًا يُخرجُ الناسَ من ظُلماتِ الجهلِ إلى نور الإسلام! فكان القرارُ الغاشِمُ الجريءُ بِحصارِ المسلمينَ، وحتى الكفارِ من بني هاشِمٍ في الشعب، فكانت كتابةُ الصحيفةِ الظالمةِ التي نَــصَّــت على أن لا يُناكِحوا بني هاشم، وأن لا يُبايعوهم ولا يُجالسوهم ولا يختلطوا بهم… وبالإجماعِ خُطَّت بُنودُ الصحيفةِ، ثم تقاسموا بِــآلِهَتِــم على المحافظةِ عليها، وَلِتحظى بقُدسيَّةِ الحجارةِ الصمَّاءِ عَلَّقوا صحيفتَهُم في جوفِ الكعبة، ومع إهلالةِ هِلالِ المـُحَرَّمِ من السنةِ السابعةِ من البعثة، تَزَيَّلَ الرسولُ – عليه الصلاةُ والسلامُ – بِمن معهُ من المسلمين والمشركين من بني هاشِمٍ الذينَ امتنعوا بِحَمِيَّتِهِم القبليةِ عن تسليمِ الرسولِ لِكفارِ قُريش إلى شِعبِ بني هاشمٍ، كُل هذا يحدثُ في الأشهرِ الحرُمِ التي كانت العربُ تُعَظِّمُها، وفي البلدِ الحرامِ مكةَ المكرمةِ الذي مَسخَ اللهُ تعالى إيسافَ ونائلةَ حَــجَــريــن من قبلُ عندما فجروا في هذا البلدِ الحرام! وما أمرُ أبرهةَ الأشرَمِ وَفِيَلَتَهُ وما صنعهُ اللهُ بهم عن كفارِ قريشٍ بِبعيد !

بدأ الحصارُ الظالمُ وبدأت معهُ معاناةُ المسلمين، ظمأٌ وجوعٌ وصبرٌ على حَرِّ النهار وَقرِّ الليل، عُسرٌ ومكابدةٌ وضنكٌ ومجالدةٌ، أطفالٌ يتضاغُوْنَ جوعًا وأمهاتٌ يذرفنَ دموعًا، زعماءُ المشركينَ يحتمون في بيوتِهم من حَرِّ الرمضاءِ وريحِ الغبراء، والنبِيُّ خيرُ البَرِيَّةِ وهادي البشريَّةِ يلفحُهُ الحرُّ ويلسعُهُ القر، والصحابةُ معهُ يُكابِدون، ثلاثُ سنواتٍ عِجافٍ مَرَّت على المسلمينَ في حصارِهِم، إلا أن مشاهدَ المعاناةِ هذه قد أحدثت عند نَفَرٍ من رجالِ قُريشٍ نخوةَ القرابةِ والدم، عندما قادَ هشامُ بن عمرو – رجلٌ من بني عامر بن لؤي – حَراكاً إنسانياً لِفَكِّ الحصار عن المحاصرين، ونجح في استقطابِ أربعةٍ من رجال قُريش : زهيرِ بنِ أبي أميةَ والمطعمِ بنِ عَدِيٍّ وأبي البُختريِّ بنِ هشامٍ وزمعةَ بنِ الأسود، اجتمع الرجالُ الخَمسةُ على نقضِ الصحيفة، ولما كانَ الصباحُ ذهبوا إلى المسجدِ الحرام، ونادى زُهيرٌ على أهلِ مكةَ فاجتمعوا لهُ فقال: يا أهلَ مكةَ، نأكلُ الطعامَ ونلبَسُ الثيابَ، وبنو هاشِمٍ هَلَكةٌ لا يُباعونَ ولا يُبتاعُ منهُم؟ واللهِ لا أقعُدُ حتى تُشَقَّ هذهِ الصحيفةُ القاطعةُ الظالمة، فقام لهُ أبو جهلٍ فرعونُ ذاك العصر وقال: كذبتَ واللّهِ لا تُشَقُّ. فقام زُمعةُ بنُ الأسودِ وقال: أنتَ واللَّهِ أكذبُ، ما رضينا كِتابَتَها حين كُتِبت، ومن بعدِهِ قام أبو البُختِرِيُّ وقال: صدقَ زُمعةُ، لا نرضى ما كُتبَ فيها ولا نُقِرُّ بِه، ومن بعدِهِ قام المـُطعمُ بنُ عَدِيٍّ وقال: صدقتُما وكذبَ مَن قالَ غيرَ ذلك – يقصدُ أبا جهل – نحن نبرأُ إلى اللهِ منها ومما كُتِبَ فيها، وهنا قامَ الرجلُ الخامسُ هشامُ بنُ عمرو – الذي قادَ هذا الحراك – وَصَدَّقَ المطالبينَ بنقضِ الصحيفة، فوجدَ أبو جهلٍ نفسهُ محاصرًا، عندها أدركَ أن هذا أمرٌ قُضِيَ بِليل… وسبحانَ من بِيدهِ تصريفُ الأمور. في هذه الأثناءِ والحالُ كذلك، يوحي ربُّ العزةِ إلى نَبِيِّهِ أن الأَرَضَـــةَ – دودةَ الأرض – قد أكلت الصحيفةَ إلا ما كان فيها من اسمِ الله فأخبر الرسولُ – صلواتُ ربي وسلامهُ عليه – عَمَّهُ أبا طالِبٍ بالأمر ، فأسرع أبو طالبٍ إلى نادي قُريش، فعاجَلَهُم بقولِه: إنَّ ابنَ أخي قال كَيتَ وكيت، فإن كان كاذباً خَلَّينا بينكم وبينَه، وإن كان صادقًا رجعتُم عن قطيعتِنا وظُلمنا، قالوا : قد أنصفتَ يا أبا طالب، وذهبوا إلى الصحيفةِ في جوفِ الكعبةِ، فإذا بها كما أخبرَ الصادقُ المصدوقُ أُكلت بكامِلها إلا ما كان فيها من اسمِ الله – باسمِكَ اللهم – ظَلَّت آيةً واضحة… وهنا لم يبقَ من خيارٍ إلا نقضُ الصحيفةِ بعد ثلاثِ سنواتٍ من الحصار الذي داس به كفارُ قريشٍ على كل محظورٍ ظَنًّا من عندِ أنفُسهِم أنَّ الحقَّ وأهلَهُ لإرادَتِهِم سيركعون !

أيها المسلمون: إنَّ الخيرَ كُلَّ الخيرِ كان بعدَ صبرِ المسلمينَ على الحصارِ في الشِّعب، إذ خرج المسلمونَ منهُ أقوى عزيمةً وأصلبَ شكيمةً، وما هي إلا ثلاثُ سنوات، حتى نصرَ اللهُ رسولَهُ والمؤمنينَ بالأنصارِ الذينَ بايعوا رسولَ اللهِ بيعةَ العقبةِ الأولى والثانيةِ من بعد، فقامت دولةُ الإسلامِ في المدينةِ المنورة، دولةٌ ذاتُ سيادةٍ مُطلقةٍ ، ليست تبعاً لأحد ولا ترتهنُ لا لرومٍ ولا لفُرس ، اللهُ معبودُها والرسولُ – صلواتُ ربي وسلامُهُ عليه – قائدُها والصحابةُ من مهاجرينَ وأنصارٍ رُبَّانُها ، وتمَّ أمرُ الله القَوِيِّ العزيز ، وخاب أمرُ الكافرينَ .

عبادَ الله: مع اقترابِ ثورةِ الشامِ المباركةِ من عامِها السادس، تستعرُ الهجمةُ الصليبيةُ عليها بقيادةِ رأسِ الكفرِ أميركا راعيةِ الإرهابِ العالمي، اللهُ أكبرُ والعِزَّةُ لله… اللهُ أكبرُ والعاقبةُ للمتقين… ثورةٌ خرجت من بيوتِ اللهِ في الشام، تصدح: يا الله… يا الله… ما لنا غيرك يا الله… فعاجَلَها نظامُ بشارِ بنِ أبيه البعثِيِّ بالنارِ والدمار، وأهلُ الشامِ خِيرةُ اللهِ من عبادِهِ، بصدورهِم العاريةِ يتصدَّون، بحناجِرهِم يهتفون، الخلافةُ مطلبُهُم، وتحكيمُ شرعِ الله غايتُهُم، وهدمُ أركانِ العلمانيةِ أسمى أمانيهِم، ولكل مَغنمٍ مغرم، فمن كانت الخلافةُ وتحكيمُ شرعِ الله والإطاحةُ بالعلمانيةِ غايتَهُ؛ فلْينتظر حربًا ودمارًا وتجويعًا وحصارًا … بشارُ بنُ أبيه آخرُ معاقِلِ العِلمانيةِ، إذا سقطت سقطت الأردُنُّ ولبنانُ بل والمنطقةُ بأسرِها، ثم أَسمِعْ بحكامِ المسلمينَ وأَبصِرْ بِهم وهم يتساقطونَ طاغيةً يتبعُهُ طاغية، والوُجهةُ خلافةٌ على منهاج النبوةِ ترتَكِزُ في دمشقَ، فيها الغوطةُ فيها فسطاطُ المسلمين، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه –سمعتُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – يقول : «يومَ الملحمةِ الكبرى فسطاطُ المسلمينَ بأرضٍ يُقالُ لها الغوطةُ، فيها مدينةٌ يُقالُ لها دمشقُ، خيرُ منازلِ المسلمينَ يومئذ» [صحيح / فضائل الشام ودمشق] جمعت أميركا خيلَها ورَجلَها، واقتادت أوروبا خلفها، ودفعت بروسيا أمامها، تقتل وتقصف وتنسف وتُدمر، وإيرانُ وحزبُها من قبلُ كذلك يفعلون، وحكامُ المسلمينَ وسطَ معمعانِ الخيانةِ يتآمرون، وتركيا أردوغان تفرضُ تأشيراتٍ على أهلِ الشام الفارِّينَ المـُحتَمين بأرضِ العثمانيين، ثم ذَرًّا للرمادِ في العيون، يُثني داودُ أوغلو على مواطنٍ تركي استقبلَ عائلةً سوريةً في بيتِه وأنفقَ عليها من مالِه! وعلى الجانبِ الآخرِ طاغيةُ عمانَ يُصَدرُ الخضراواتِ إلى نظام بشار في وقتٍ لا تجدُ فيهِ مضايا قصعةَ خُبزٍ ولا رغيف! وفي أرضِ النُبوةِ يُهدي آلُ سلولٍ من آلِ سعودٍ هداياهم النفيسة لقاتل المسلمينَ أوباما وعائلتِهِ في وقتٍ تتدهدهُ القنابلُ والبراميلُ المتفجرةُ على الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ، بل وعلى الرُّكَّعِ السجودِ في حلب! وفي غزةَ هاشمٍ مليونٌ ونصفُ المليونِ من المسلمين يتضاغَونَ، البحرُ عن يمينهِم، وإخوانُ القردةِ والخنازيرِ من خلفِهِم وعن شمالِهم، وطاغيةُ مصرَ من أمامِهِم !

أيها المسلمون: لئن ثارت الحميةُ الإنسانيةُ في صدورِ رجالٍ من قريشٍ بالأمس، فعمدوا إلى صحيفةِ أبي جهلٍ وحزبِه ونقضوها، فإننا اليومَ لا نرجو حَميَّةً من دُعاةِ حقوقِ الإنسانِ الكذَّابين، ولا ننتظرُ غوثاً من مؤسسةِ العُهرِ السياسيِّ الأممِ المتحدة، ولا نرقُبُ عوناً من حكامِ المسلمينَ الذينَ رضوا أن يكونوا مع أميركا في حربِها الصليبيةِ على المسلمين، فقد ماتت الحميَّةُ في صدورِ الرجال، وباتت أميركا الكافرةُ تتبجحُ وتُعربدُ في بلادنا غُدُواً وعشياً، وحكامُ المسلمينَ يقودونَ عواصِفَ الحزمِ على اليمنِ وأهلِه، بينما يُبرقون نَسائِمَ السِّلمِ إلى كيانِ يهودَ الجاثمين على صدورِ أهلِ فلسطين! وجيوشُ الأمةِ لمــَّا تستَجِبْ بعدُ لقولِهِ تعالى: ( وَإِنِ استَنصَرُوكُم في الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصرُ ). وأما عُلماءُ الأمةِ ومشايِخُها، فساكِنونَ سكونَ تاءِ التأنيثِ، لا محلَّ لهُم مِن الإعراب إلا من رحم ربي! وأما بقيةُ الناس، فإما منتفعٌ ترقُصُ عيناهُ لبريقِ دراهِمِ الحكام، وآخرونَ من دونِهِم يصدقُ فيهِم قولُ النبيِّ – عليه الصلاةُ والسلام – فيما رواهُ مسلمٌ عن أُمِّ سلمةَ – رضي الله عنها – «إِنهُ يُستعملُ عليكم أُمراءُ فتعرفونَ وتُنكرون، فمن كرهَ فقد بَرِئ، ومن أنكرَ فقد سَلِم، ولكن من رضِيَ وتابع…» فأكثر الناسِ رضوا بهذا الواقِعِ واطمأنُّوا بِه وتابعوا الحكامَ وما يصنعون دونَ أن يُظهروا شيئًا من نكيرٍ عليهِم إلا من رحمَ الله !

الخطبة الثانية :

أيها المسلمون الصابرون في الأرضِ المباركةِ فلسطين، أيها الثوارُ الأشاوس في أرضِ الشام عُقرِ دارِ الإسلام، إنَّ نبيَّكُم – صلواتُ ربي وسلامُهُ عليه – وأصحابَهُ الذينَ حُوصروا في الشِّعبِ، لم يخرجوا منه أقوياءَ أتقياءَ أنقياءَ إلا بعد ثباتِهِم أمامَ فتنةِ الصحيفةِ الظالمة، فلما رأى اللهُ فيهم عزيمةَ الرجال وجَلَدَ المؤمنينَ الصابرين الثابتينَ ثباتَ الجبال؛ أخرجهم اللهُ من محنتِهِم، وبِأَرَضةِ الأرضِ أحبطَ كيدَ أعدائِهِم بهم، وليس لكُم أنتُم خاصةً يا ثُوارَ الشامِ واللهِ إلا الاعتصامُ بحبلِ اللهِ دونَ حِبالِ أميركا، والاستمساكُ بعروتِهِ الوثقى دونَ عُرى الكائدينَ بكم وبثورتِكُم، فحبلُ اللهِ متينٌ، مَن اعتصَمَ بِهِ اعتصَمَ بحبلٍ غيرِ منقطع، وأما حبلُ أميركا فبالٍ، من أمسكَ بطرفِهِ ولو متردداً سحبَتهُ أميركا إلى مصارِعِ الذُّلِّ في مؤتمراتِ جنيف الأولى والثانيةِ والثالثةِ الأخرى… قال جلَّ في عُلاه: ( وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إَخواناً ). قال ابنُ مسعودٍ في قولِهِ ( بِحَبلِ اللّهِ ) : هو الجماعة… وقال: عليكُم بالجماعة فإنها حبلُ اللهِ الذي أمرَ بِه، وإنما تكرهونَ في الجماعةِ والطاعةِ خيرٌ مما تُحبونَ في الفُرقة… وعُروةُ اللهِ وُثقى لا انفصامَ لها، من استمسكَ بِها فقد نَجى ونَجَّى معه، وأما عُرى الكفارِ فمنفصمة، قال العزيزُ الحكيم: ( فَمنْ يَكفُر بِالطاغُوتِ ويُؤمِن بِاللَّهِ فقدِ استمسَكَ بِالعُروةِ الوُثْقَى لا انفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ  )

أيها الثوارُ، يا أهلنا في الشامِ، عُقرِ دارِ الإسلام: حُقَّ للعالمِ كُلِّهِ أن يجثُوَ على الرُّكَبِ إجلالاً لثورتِكُم، إنها ثورةُ حضارةٍ ربَّانيةٍ عادلةٍ، إنها الثورةُ التي مَرَّغت كِبرياءَ بشارِ الطاغيةِ في التراب، إنها الثورةُ التي استنفرت أميركا كُلَّ حلفائها وجُلَّ عملائِها لِوأدها فما اسطاعوا، وزَجَّت بروسيا وسلاحها وعتادِها لتركيعِها فما استطاعوا… فاحذروا، يا رعاكُم اللَّهُ، أن تُسلموا قِيادَكُم لأميركا وأردوغانِها وسلمانِها وائتلافها التالِفِ العميل، بل أسلِموا قِيادَكُم للهِ ربِّ العالمين، الذي وعدَ عبادَهُ العاملينَ الصادقينَ بالنصرِ والتمكين ( وَكانَ حَقَّاً عَلَينا نَصرُ المُؤمنين )، أسلِموا قيادَكُم لقدوةِ الناسِ أجمعين، رسولِ اللهِ الذي أقامَ دولةَ الإسلامِ الأولى وشَيَّدَ بُنيانَها بِيدَيهِ الشريفتين، بل إنَّ الدماءَ قد سالت من قَدَمَيهِ، بِأَبي هو وأُمي وروحي، وهو يعمل لإقامتِها، وهو القائل فيما رواهُ الطبرانيُّ عن أبي أُمامةَ – رضي اللهُ عنه – «صفوةُ اللهِ من أرضِهِ الشام، وفيها صفوتُهُ من خلقِهِ وعباده…» وقد جالدتُم النظامَ البَعثِيَّ خمسَ سنواتٍ دونَ أن تلينَ لكم قناة، فاضربوا ما بقِيَ من أركانِه، وأقيموا دولة الخلافةِ مكانَه، وعندها ستذكركم الأُمةُ كُلُّها بخير، ويذكُرُكُم ملائكةُ الرحمنِ بخير… اللَّهَ اللَّهَ لثورتِكُم… واهٍ لِريحِ الخلافةِ نجدُها دونَ الغوطة… هَبَّت رياحُ النصرِ ما أطيَبَها، لَبَّت صِفاحُ الثَّأرِ ما أَصرَمَها! ولَكأَني بطائراتٍ من الجوِّ تقصف، وبارجاتٍ من البحرِ تنسف، ودباباتٍ ومجنزراتٍ من البَرِّ تزحف، صوبَ الأرضِ المباركةِ فلسطين، تتلو من الإسراءِ صدرَها، وتنزلُ هذي الجيوشُ بالخلافةِ الأرضَ المقدسةَ عُقرَ دارِها، فيا رَبُّ… يا رَبُّ… يا رَبُّ قد دعوناكَ موقنين، فلا تَرُدَّنا خائبين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *