العدد 347 -

السنة الثلاثون ذو الحجة 1436هـ – أيلول / ت1 2015م

خطر غياب الوعي السياسي لما يجري في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

خطر غياب الوعي السياسي لما يجري في سوريا

أبو بكر – سوريا

لما بعث الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام بدأ بمخاطبة العقول وتحريضها على التفكير الصحيح واستثارتها قبل البدء بتلقين العقيدة أوسكبها سكباً في عقول الناس. لقد كان الخطاب الإلهي إعصاراً فكرياً يقتلع الأصنام اقتلاعاً من أذهان كفار قريش، فقد كان يحثهم على التفكير المستنير في السموات والأرض بكل مفرداتها  التي تقع تحت حواسهم أو عاينوها بـأنفسهم؛ فيقول لهم: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) وهو في الوقت نفسه يركز لهم طريقة التفكير الصحيحة من خلال إثارة البدهيات  دون الإغراق  في التفاصيل أو الإسهاب في الشرح؛ وذلك ليحرض العقول على التفكير وإحداث ثورة فكرية لدى الإنسان تدفعه للملاحظة والتأمل والاستنتاج؛ فنراه يقول مثلاً: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) ويقول أيضاً: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ويقول (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ). وقد تجلَّى تحريض العقول على التفكير الصحيح واضحاً في أسلوب الأنبياء من قبل في دعوتهم للناس. فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعلم قومه الطريقة الصحيحة في التفكير ليمتلكوا هذه العقلية المستنيرة فيهتدوا بها إلى الخالق المدبر، ولتصبح سجية لهم، ليس من أجل التوصل للعقيدة الصحيحة في التفكير فحسب، بل لتكون هي الطريقة التي يفهمون من خلالها واقعهم المعاش وما يحدث من حولهم من قضايا في العالم؛ إذ يقول الله سبحانه وتعالى (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ). وللتأكيد على أن الإسلام بدأ بضرب العقلية الفاسدة والطريقة السطحية في التفكير أن النبي صلى الله عليه وسلم، في بداية دعوته الجهرية كما ورد في السيرة  النبوية، كان يعيب آلهتهم ويسفه أحلامهم، والأحلام تعني العقول،أي إنه كان يشنع عليهم طريقتهم في التفكير ويقبحها، ويظهر سطحية أحكامهم على الأشياء قال تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ   ) وهذا التسفيه لعقول الكفار لايعني نفي التفكير عنهم لأن الله سبحانه يقول عنهم: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) والمكر يحتاج إلى التفكير والتخطيط، ولكن تسفيه العقول يعني ضرب الطريقة التي يفكرون بها وإظهار ضعفها وهشاشتها. فالكافر يفكر ويخطط ويحبك المؤامرات ولكنه لايحسن الطريقة الصحيحة في التفكير. وهذه النقطة الدقيقة هي التي أشار إليها القرآن الكريم في فضح الوليد بن المغيرة وكشف نواياه وما خطط له في دار الندوة إذ يقول فيه: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) فالله سبحانه أثبت له التفكير ولكنه عاب عليه الكيفية التي فكر بها، أي طريقة تفكيره. وكذلك نرى هذه النقطة تظهر في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) فهم يملكون عقلاً وسمعاً. ولو لم يكن لديهم عقل لسقط عنهم التكليف كما هو الحال عند المجنون. ولكن الكلام يصرف هاهنا إلى الضلال في طريقة التفكير وسطحية العقل، أي إنهم لو كانوا يسمعون آيات الله سماع تدبر واهتمام، ويحسنون الطريقة في تفكيرهم، ويستنيرون بالفهم الصحيح في عقولهم لواقع الحياة الدنيا، وأنها مخلوقة لله، وأنهم محاسبون عن كل صغيرة وكبيرة يوم القيامة لما كانوا في نار جهنم. إن هذه الثورة في العقول التي حرض عليها القرآن الكريم والتي تؤدي إلى إحداث التغيير في طريقة تفكيرنا وفهمنا لما حولنا هي التي نحتاج إليها أولاً ونحن في طور الثورة على حكامنا الطغاة، وخاصة في ثورة الشام الأبية التي ستكون إن شاء الله منطلق الخلافة الإسلامية وعقر دارها. لذلك يجب أن يترافق مع ثورة الشام الأبية على الطاغية (الأسد) وأعوانه ونظامه العلماني، ومع جميع ثورات الأمة على أنظمتها الكافرة، ثورة في عقولنا تعصف بكل الأفكار الجاهلية التي زرعها النظام العلماني على مدى تسعين عاماً. ثورة فكرية شاملة تحرر العقول من كل ثقافة أجنبية، ونخلع بها الطريقة السطحية في التفكير لتحل محلها الطريقة المستنيرة في فقه الواقع والحكم على الحوادث حولنا. نعم لقد ثار أهل الشام على طاغيتهم وقدمت ثورة الشام عددا ًكبيراً من شهدائها، وضربت أروع الأمثلة من البطولات النادرة التي تذكرنا بمواقف الصحابة في بداية الدعوة في مكة، وصدعت الحناجر كباراً وصغاراً (لن نركع إلا لله..) وكانت المشاعر الإسلامية والحماسية الملتهبة والجرأة والشجاعة في ثورة الشام ظاهرة لاتخفى على أحد، وبدا ذلك جلياً خاصة في بداية الثورة السلمية عندما كان الثائرون يواجهون الرصاص بصدورهم العارية بلا سلاح ودون تراجع ودون وهن؛ حتى وصل الأمر إلى أن يقوم أحد الثائرين (وهو في فرع المخابرات وبين أيدي عصابات الأسد) بالبصق على صورة الطاغية الأسد لما طلبوا منه أن يقبل تلك الصورة!! وحاول الغرب الكافر أن يركب موجة الثورة وأن يوجهها بحسب مصالحه وبحيث يفرُ الثائرون من قدر العلمانية  إلى قدر علمانية أخرى بوجه جديد يغطي قبحها بعضُ المساحيق التجميلية؛ ولكنه بعد أن يئس  من ثنيها  عن هدفها وبدأ بفقدان زمام الأمور فيها لجأ إلى زج الثائرين (من خلال عميله الأسد) في جحيم الفقر والهلع والدمار، وإعطاء الضوء الأخضر لعميله في استئصال الثورة عن بكرة أبيها، ثم قام في الوقت نفسه بصناعة أطواق نجاة أسماها الديمقراطية (الدولة المدنية) وصنع قوارب إنقاذ يقودها دعاة على أبواب جهنم أسماهم المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف الوطني ينادون على الثائرين الغارقين في بحر الفقر والدمار والحاجة إلى السلاح والمال (أن هلموا إلينا) وهم بذلك لايريدون طبعاً إنقاذ أحد، بل يريدون أن يكتوي الثائرون بنار الأسد المجرم، وأن تنهش وحوشُه من أجساد الثائرين حتى يدب اليأس والإحباط فيهم؛ فتنكسر إرادتهم وبالتالي يتوسلون لأميركا وأوروبا أن ينتشلوهم إلى قواربهم المهترئة!!

حقاً ليست المشكلة في ثورة الشام الأبية بأنها لاتريد الإسلام مثلاً، أو أنها لاتريد تحكيم شرع الله، بغض النظر عن وجود ثغرات كبيرة في سلوكيات الثائرين على الأرض (دعك من العلمانيين الذين لايمثلون إلا الفئة القليلة من هذه الثورة) أقول ليست المشكلة في ذلك، وإنما المشكلة هي في غياب الوعي السياسي لدى الثائرين أنفسهم، والعمل على جعلهم ينخدعون بالشخصيات الملمَّعة، وإمكانية تضليلهم ببريق الأفكار الغربية ومفاهيمها الزائفة. فالحكام العملاء أمعنوا زمناً طويلاً في تكريس السطحية في تفكير الناس فضلاً عن تسميم مفاهيمهم. فمثلاً كان جمال عبد الناصر يأتي بالسلاح من روسيا إلى الثوار في فلسطين ليوهم الناس أنه مع القضية الفلسطينية، وأنه يحمل هم الأمة الإسلامية؛ فانساق الناس معه والتفوا حوله ونظروا إليه كبطل قومي دون الوعي السياسي على واقعه من حيث إنه عميل أميركي، فضلاً عن حكمه بغير ما أنزل الله. ومرة أخرى تظهر السطحية في التفكير وغياب الوعي السياسي لدى الثائرين في حكمهم على الرئيس المعزول محمد مرسي رئيس مصر حيث انخدع به كثير من الناس في مصر وخارج مصر، وكانت تجربة (الإسلام الديمقراطي!!) موضع إعجاب لدى البعض في ثورة الشام الأبية، والذين بدورهم حاولوا ويحاولون حتى الآن حرف الثورة باتجاه هذا اللون من الحكم. وقد عمي على الثائرين أن هذا الرئيس المذكور يستخدم الآيات القرآنية في خطاباته ويردد (نريد الإسلام) في الوقت الذي يعلنها ديمقراطية مدنية، بل ويقسم على المحافظة على النظام الجمهوري ودستور البلاد أول استلامه للسلطة، فضلاً عن التعهد بالمحافظة على الاتفاقيات مع الدول الأخرى مثل اتفاقية كامب ديفيد. وفضلاً عن محاولته أخذ القروض الربوية من صندوق النقد الدولي!! وكذلك تظهر الطريقة السطحية في التفكير عند الناس في دفاعهم عن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وعن حزبه الذي يستخدم ورقة الدفاع عن الحجاب ليحرك بها مشاعر المسلمين والذي قام باحتضان اللاجئين السوريين في مخيمات (في جو من الإذلال والمراقبة المخابرتية لهم) بل ويرسل المساعدات الطبية والغذائية إلى السوريين وهم يقتلون ويذبحون دون أن يحرك ساكناً من جيشه في الوقت الذي قال فيه: «لن أسمح بحماة أخرى!» ثم بعد ذلك كله يأتيك من الثائرين في ثورة الشام الأبية من يُعجب بتجربة أردوغان وحزبه في الحكم ويبرر له عدم إظهار أو إيصال الإسلام إلى الحكم بأن القوى العسكرية العلمانية تكبله وتحاصره!!. وقد نسوا أو تناسوا مناورات أردوغان العسكرية المشتركة مع (إسرائيل)  كل عام، بل وعلاقته الغزلية مع بشار الأسد قبيل الثورة بسنتين، وقيامه بتسليم حسين هرموش (المؤسس الأول لنواة الجيش الحر) إلى المخابرات السورية ضمن صفقة سرية معها .كما أنه غاب عنهم الوعي السياسي عندما لم يدركوا أن قيامه باحتضان اللاجئين والمنشقين من الضباط الكبار لم يكن إلا لضمان التأييد الشعبي له، ولخوفه من خسارته في الانتخابات التي ستحدد مصيره السياسي لاحقاً ناهيك عن ذلك كله الدور المنوط به أميركياً لإدارة الثورة في سوريا من خلال إمداد وتزويد أمراء الكتائب والمجالس العسكرية بالمال والسلاح لإبقائهم تحت توجيهه وسيطرته؛ ما يضمن استمرار المصالح الأميركية، وضمان عدم خروج زمام الأمور عن سيطرة أميركا بإبقائها دولة علمانية والحيلولة دون قيام الخلافة الإسلامية في بلاد الشام. وكذلك تبرز السطحية في التفكير لدى الثائرين في انخداعهم بنظام الحكم في السعودية، خصوصاً بعد الثورة. فهم ينظرون إليها على أنها دولة إسلامية باعتبارها تنفق المليارات على توسيع الحرم توسيعاً يبهر الأنظار، وتقوم بخدمة الحجاج الوافدين من أقاصي الدنيا، فضلاً عن وجود بعض اللوائح لتطبيق القضاء الإسلامي فيها (طبعاً القضاء لا يطال الأمراء) ومروراً بوقوف السعودية وقنواتها الممولة منها  سياسياً مع ثورة الشام الأبية وقيامها باستجداء الأموال من الشعب رسمياً (67 مليون ريال) لدعم الثورة، مع تسليط الأضواء الإعلامية على هذا السخاء وعلى هذه الشفقة الفرعونية!! ونسي الناس المنبهرون بهكذا دولة أن السعودية لم تحرك ساكناً من جيشها لا لتحرير سوريا، ولا العراق، ولا فلسطين من قبل، بل قامت فوق ذلك بتمويل الحرب الأميركية على العراق في معظمها، ومن قبل احتضنت الجيش الأميركي على أراضيها بعد حرب الخليج 1991م، كما نسي الناس أن السعودية لاتحكم بالإسلام كنظام حكم، وأن نظامها ملكي وليس نظام خلافة، بل إنها حليف استراتيجي لأميركا خاصة، وللحلف الأطلسي عامة، كما صرح المسؤولون فيه. وبسب أن ذاكرة الشعوب ضعيفة في ربط الماضي بالحاضر فقد نسي الناس أيضاً أن حكام آل سعود صدرت منهم مبادرات الخيانة تجاه القضية الفلسطينية عام 2002م، التي اقترح فيها التنازل عن مناطق (48) من فلسطين لليهود مقابل اعتراف اليهود لهم بمناطق (67)، وأن يتم بموجبها التطبيع مع اليهود … ولم تكن هذه المبادرة إلا من إبداعات الملك عبد الله (ولي العهد آنذاك). وأخيراً ونحن في طور الثورة، نرى سطحية في التفكير لدى البعض  بانخداعهم برئيس الائتلاف سابقاً معاذ الخطيب الذي وضعه الغرب لإضفاء الشرعية على الائتلاف. فبمجرد أنه كان إماماً وخطيباً تزينه لحية على وجهه، وتكلم في خطاباته بالإسلام وبالآيات القرآنية صار بعض الثائرين يقولون: يا قوم دعونا نعطيه الفرصة، فلعل نواياه طيبة، وأنه يريد الإسلام في الحكم، ولكنه لايستطيع إظهاره الآن!! أقول مـتألماً لهذا الحال: ألم يروا أنه ينادي بدولة علمانية ديمقراطية مدنية صراحة، وهو يطمئن أوباما عندما يطلب من الناس أن يقولوا (يا أوباما لاتخاف كلنا مع الائتلاف)!! أوليس هذا ما يريده الغرب لنا؟!

نعم إن السطحية في التفكير مرض خطير، ويجب على الأمة الإسلامية خلعها والانخلاع منها؛ فلذلك يجب علينا أن نحدث ثورة في عقول الناس في طريقة تفكيرهم على مستوى الأفراد، وحثهم على العمق والمعرفة الدقيقة بالواقع، وربطه بما حوله وبمتعلقاته، والحكم من وجهة نظر الإسلام ليتكون لديهم الفكر المستنير والوعي السياسي على المؤامرات الخبيثة والقيادات المضللة المقنعة بالإسلام، ويجب أن يعلم حملة الدعوة أن الثورة الحقيقية هي ثورة العقول وتحريرها من الجاهلية، وأن التفكير المستنير لا يقل أهمية عن الفكرة المستنيرة نفسها، فكم من شاب ثائر تغيرت بعض أفكاره ومواقفه ولكن لم تتغير عقليته وطريقته في التفكير. وقديما قالوا: علمه الصيد أفضل من أن تعطيه سمكة.  نسأل الله العظيم أن يكرمنا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فهي التي تصنع لنا السياسيين الواعين المستنيرين في طريقة تفكيرهم وأفكارهم، والذين يكونون بحق قادة للأمة الاسلامية، وأن نكون أهلا للنصر والتمكين في بلاد الشام المباركة، اللهم آمين q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *