العدد 342 - 343 -

السنة التاسعة والعشرون رجب وشعبان 1436هـ – أيار وحزيران 2015م

صُوَرٌ مِنْ حُــبُّ الـنَّـبِيِّ صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

صُوَرٌ مِنْ حُــبُّ الـنَّـبِيِّ صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم).

 وقال تعالى🙁إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

وقال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وماله” رواه البخاري ومسلم.
– روى الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك. وإذا ذكرتُ موتي وموتًك عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رفعتَ مع النبيين، وأني إذا دخلتُ الجنة خشيتُ أن لا أراك. فلم يردَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً). قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن عمران وهو ثقة
– وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه: “كنت أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: “سل” فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال “أوَ غير ذلك؟. “قلتُ : هو ذاك. قال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود” رواه مسلم.

– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال: “أي يوم هذا ؟” قالوا يوم الاثنين. قال: “فإن متُّ من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد، فإنَّ أحبَّ الأيام والليالي إليّ أقربُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم”. رواه أحمد وصححه أحمد شاكر
– وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد أطلب سعد بن الربيع، فقال لي: “إن رأيتَه فأقرئْه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم  كيف تجدُك؟“. قال: فجعلتُ أطوفُ بين القتلى، فأتيتُه وهو بآخر رمَقٍ، وبه سبعون ضربةٌ ما بين طعنةٍ برمح وضربةٍ بسيف ورميةٍ بسهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: “أخبرني كيف تجدك؟“. فقال: وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام. قل له: يا رسول الله أجدُ ريحَ الجنة. وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت روحه من وقته”. رواه البخاري ومسلم.
– وعندما احتضر بلال رضي الله عنه قالت امرأتُه: واحُزْناه فقال: “بل وا طَرَباه، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه”.
– وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد، فلما نُعوا لها قالت: “فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟”، قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين. قالت: “أرنيه حتى أنظرَ إليه، فأشيرَ لها إليه حتى إذا رأته قالت: “كل مصيبة بعدك جلل” (تريد صغيرة). رواه ابن جرير الطبري في التاريخ.
– وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: “وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا”؟ قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: “أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْت”. قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ”. قَالَ أَنَسٌ: “فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ”. متفق عليه.

– ومن ذلك قصة زيد بن الدِثِـنَّة، عندما ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فبعثه مع مولى له يقال له نسطاس إلى التنعيم، وأخرجه من الحرم ليقتله، واجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قدم ليُقتل: “أُنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وإنك في أهلك؟”، قال: “والله، ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي”، فقال أبو سفيان: “ما رأيتُ من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً”. ثم قتله نسطاس.

– وعن عمر رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا بعض أصحابه، وأخذ رسول الله بيدي ومشى، يقول عمر:
فوجدت نفسي أقول: واللهِ يا رسول الله، إني أحبك!. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثر من ولدك يا عمر؟”. قلت: نعم. قال: “أكثر من أهلك يا عمر؟”. قلت نعم. قال: “أكثر من مالك يا عمر؟”، قلت نعم. قال: “أكثر من نفسك يا عمر؟“، قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يا عمر، لا يكمل إيمانك حتى أكون أحب اليك من نفسك“. يقول عمر: فخرجت ففكرت ثم عدت أهتف بها: والله يا رسول الله لأنت أحب إليّ من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر الآن“. رواه البخاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *