العدد 341 -

السنة التاسعة والعشرون جمادى الآخرة 1436هـ – نيسان 2015م

رياض الجنة مواقف للصحابة في شدة الاستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

رياض الجنة

مواقف للصحابة في شدة الاستجابة للنبي  صلى الله عليه وسلم  (2)

 

الشجاعة في الاستجابة :عن أنس   رضي الله عنه أن رسول الله   صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أُحد فقال: «مَن يأخذ مني هذا؟» فبَسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا أنا، قال: «فمَن يَأخُذه بحقِّه؟» فأحجَم القوم، فقال سِماك بن خرَشة أبو دُجانة: «أنا آخُذه بحقِّه»، قال: فأخَذه ففلَق به هام المشركين. رواه مسلم.

 الاستجابة في الضيافة: عن أبي هريرة  رضي الله عنه  )أن رجلاً أتى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فبعَث إلى نسائه، فقُلنَ: ما معَنا إلا الماء، فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «مَن يضمُّ أو يُضيف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلَق به إلى امرأته فقال: أَكرِمي ضَيفَ رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقالتْ: ما عِندنا إلا قوت صِبياني، فقال: هيِّئي طعامك، وأَصبِحي سِراجَك، ونوِّمي صِبيانَكِ إذا أَرادوا عشاءً، فهيَّأت طعامَها، وأصبَحتْ سِراجها، ونوَّمت صبيانها، ثم قامت كأنَّها تُصلِح سِراجها فأطفأته، فجعلا يُريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويَين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال: «ضَحِكَ الله أو عَجب مِن فعالكما» فأنزل الله -عز وجل: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( رواه البخاري

 الاستجابة في ترك المألوف: عن أنس  رضي الله عنه  قال: «كنتُ أسقي أبا عُبيدة وأبا طَلحة وأُبيَّ بن كعب مِن فَضيخ زهر وتمْر، فجاءهم آتٍ فقال: إن الخمر قد حُرِّمتْ، فقال أبو طلحة: قم يا أنس فأَهرِقها، فأهرَقتُها” رواه البخاري.

الاستجابة عند شدَّة الجوع: عن أنس بن مالك  رضي الله عنه  قال: «لما فتَح رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خيبر، أَصبْنا حُمُرًا خارجًا مِن القرية فطبَخْنا منها، فنادَى مُنادي رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «ألا إن اللهَ ورسولَه يَنهيانِكم عنها؛ فإنها رجْس مِن عمل الشيطان»، فأُكفِئت القُدور بما فيها، وإنها لتَفور بما فيها”. رواه مسلم.

 الاستجابة حتى في الالتفات: عن أبي هريرة  رضي الله عنه  أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال يوم خيبر: «لأُعطينَّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله، يَفتح الله على يديه»، قال عمر بن الخطاب  رضي الله عنه : «ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ»، قال: فتساوَرتُ لها؛ رجاء أن أُدعَى لها، قال: فدعا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عليَّ بن أبي طالب، فأعطاه إياها وقال: «امشِ ولا تَلتفِت حتى يَفتح الله عليك»، فسار عليٌّ شيئًا ثم وقَف ولم يَلتفِت، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ فقال: ((قاتِلهم حتى يَشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منَعوا منكَ دِماءهم وأموالهم إلا بحقِّها وحِسابُهم على الله». رواه مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *