العدد 450-451-452 -

السنة الثامنة والثلاثون، رجب – شعبان – رمضان 1445هـ الموافق شباط – آذار – نيسان 2024م

الإمارات وغزة… دعم ليهود ورغبة بتصفية المجاهدين

رغم أن الإمارات تدعو باستمرار إلى وقف إطلاق النار في غزة منذ بدء عدوان كيان يهود على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى 7/10/2023م؛ إلا أن الموقف الحقيقي لنظام محمد بن زايد يسير باتجاه آخر، داعم للكيان المحتل، ومتواطئ مع حملة التصفية والإبادة على المسلمين في غزة… وفي كل مكان في العالم.

فقد عبّر وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، عن تضامنه مع الكيان في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى» خلال اتصال بزعيم المعارضة اليهودية، يائير لابيد. وقال «لابيد» في تغريدة له على تطبيق «إكس»: «تحدثت قبل قليل مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد، وأعرب وزير الخارجية بن زايد عن تضامنه مع إسرائيل، وشكرتُه على دعمه».

من جهتها، وصفت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي في 24/10/2023م، هجمات حركة حماس، (طوفان الأقصى) ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ»البربرية والشنيعة»، مشدِّدة على أن «الإمارات تدينها بشدة».

هذا الموقف الإماراتي ينسجم تمامًا مع الخطاب اليهودي والأميركي والأوروبي، الذي يرفض الجهاد ضد كيان يهود، ويجرّم أي قتال يستهدف المصالح الغربية في منطقتنا، في مقدمتها وجود كيان يهود، الذي يمثّل مصلحة استراتيجية كبيرة للغرب الكافر.

لم تكتفِ الإمارات بوقوفها إلى جانب الاحتلال اليهودي، بل وقفت ضد التحركات الشعبية الغربية المناهضة للقتل في غزة؛ حيث قال رئيس لجنة الدفاع والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، علي راشد النعيمي، أثناء حديثه عن حرب غزة واتفاقية التطبيع مع الكيان: «نحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل مكان؛ لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في المظاهرات في باريس ولندن». وأضاف النعيمي أن «اتفاقيات إبراهام وجدت هنا كي تبقى»، وتابع: «إسرائيل موجودة لتبقى، وجذور اليهود والمسيحيين ليست في نيويورك أو باريس، بل هنا في منطقتنا»، في إشارة إلى المنطقة العربية (1/11/2023م i24NEWS).

كما أن جهود نظام محمد بن زايد لم تقف عند حدود التضامن النظري مع كيان يهود والتمسك باتفاقية الخيانة (التطبيع)، بل تعدّت ذلك لمساعدتهم اقتصاديًّا بعد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية المتجهة إلى الكيان؛ فقد نشرت وزيرة المواصلات الصهيونية، ميري ريغيف، مقطعًا مصورًا وثّقت فيه عمليات نقل البضائع فيما يُعرف بالطريق البري الذي يبدأ من ميناء موندرا في الهند، مرورًا بالإمارات والسعودية والأردن، وصولًا إلى الكيان المحتل. وقالت ريغيف إن ذلك يأتي في ظل «التحديات» التي فرضت على كيان يهود بسبب الحرب، وأضافت أن الحوثيين تعرضوا للسفن المتوجهة إلى كيان يهود عبر البحر الأحمر (15/2/2024 يورو نيوز).

كذلك، فإن الإمارات وأنظمة عربية أخرى تساعد الكيان في تصدير بضائعه إلى أوروبا، فقد قال الرئيس التنفيذي لشركة شبكة الشاحنات (Trucknet Enterprise Ltd) اليهودية، حنان فريدمان، إن شركته تقوم بإرسال البضائع، بما في ذلك المواد الغذائية والبلاستيكية والمواد الكيميائية والكهربائية، من الموانئ في الإمارات والبحرين، عبر السعودية والأردن، إلى كيان يهود ثم إلى أوروبا (3/2/2024م العربي الجديد).

إن السياسة الفعلية للنظام الإماراتي تدعم فكرة استمرار الحرب بهدف القضاء على المجاهدين من مختلف الفصائل العسكرية، وتأمين كيان يهود، وفتح الأجواء له في المنطقة الإسلامية، مع الإشارة هنا إلى أن سياسة الإمارات من قضية المسلمين في فلسطين هي جزء من استراتيجية أبو ظبي في حرب الإسلام والمسلمين في كل مكان، وليس الدعم السخي الذي تقدّمه الإمارات لأعداء الله ورسوله، أمثال بشار الأسد، وعبد الفتاح السيسي، وناريندرا مودي، عنا ببعيد.

هذا هو موقف حكام الإمارات اليوم من تأييد لليهود وعداء للإسلام، فما هو رأي اليهود بالإمارات؟ فقد استعرض مقال للحاخام أوري شرقي في صحيفة (جيروزاليم بوست) نظرته للدين الإسلامي وما يحتاجه من تعديلات بحسب زعمه، بإلإضافة لإعجابه بالنموذج الذي تقدمه الإمارات. وأكد أن الإمارات تعارض جميع الحركات الإسلامية، كما أنها لا تهتم بدعم الأهداف السياسية الفلسطينية، حتى إن موضوع الحرب على غزة لم يطرح عندهم ولو لمرة واحدة. وشدد عدد من الإماراتيين الذين التقى بهم الحاخام على أنه يجب على (الإسرائيليين) التوقف عن محاولة تبرير وجودهم، قائلين إن «إسرائيل حقيقة ثابتة» واليهود لديهم جذور عميقة هنا في الإمارات والشرق الأوسط، وأن الأقصى ليس له بأي حال من الأحوال أهمية مركزية في الإسلام، وزعم أن المفهوم القائل بأن غير المسلمين في المجتمع الإسلامي يتمتعون بوضع أهل الذمة من الدرجة الثانية لم يعد قابلًا للتطبيق، بل إن كل مواطن يتمتع بحقوق متساوية… هذا وقد عرض هذا الحاخام عددًا من المسائل اقترح تعديلها في الإسلام وطالب المسلمين أن يتنازلوا عنها، منها نظرتهم إلى أن مجرد وجود (إسرائيل) كدولة مستقلة يشكل تعديًا على دار الإسلام، واقتراحه بدلًا من ذلك الاعتراف بدولة (إسرائيل) باعتبارها وفاءً لعهد الله مع بني (إسرائيل) الذين يعتبرهم القرآن الورثة الشرعيين للأرض.

هذه هي الإمارات، فلا عجب أن نراها في مقدمة من ينصر يهود في غزة وفي غيرها، ويخذل المسلمين في كل قضاياهم، وفي كل مكان…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *