العدد 234-235 -

العددان 234-235 – السنة العشرون، رجب وشعبان 1427هـ، الموافق آب وأيلول 2006م

هكذا كنا …. فمتى نعود

هكذا كنا …. فمتى نعود

 

1- رسالة من السلطان سليمان خان إلى ملك فرنسا

الله العلي المعطي المغني المعين

بعناية الله جلت قدرته، وعلت كلمته، وبمعجزات سيد الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء، محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) الكثيرة البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وجميع أولياء الله.

أنا سلطان السلاطين، وبرهان الخواقين، متوج الملوك، سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والأناطولي والروملي وقرمان الروم ولاية ذي القدرية ديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام وحلب ومصر ومكة والمدينة والقدس، وجميع ديار العرب واليمن وممالك كثيرة أيضاً التي فتحها آبائي الكرام وأجدادي العظام بقوتهم القاهرة أنار الله براهينهم، وبلاد أخرى كثيرة افتتحها يد جلالتي بسيف الظفر،

أنا السلطان سليمان خان ابن السلطان سليم خان ابن السلطان بايزيد خان،

إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا،

وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم «فرانقيان» النشيط مع بعض الأخبار التي أوصيتموه بها شفهياً.

وأعلمنا أن عدوكم استولى على بلادكم وأنكم الآن محبوسون وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم، وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية، وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل، فصار بتمامه معلوماً، فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم فكن منشرح الصدر ولا تكن مشغول الخاطر فإن آبائي الكرام وأجدادي العظام نور الله مراقدهم لم يكونوا خالين من الحرب لأجل فتح البلاد ورد العدو، ونحن أيضاً سالكون على طريقتهم وفي كل وقت نفتح البلاد الصعبة والقلاع الحصينة وخيولنا ليلاً ونهاراً مسروجة، وسيوفنا مسلولة فالحق سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته، وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور فليكن معلوكم هذا.

تحريراً في أوائل شهر آخر الربيعين سنة اثنين وثلاثين وتسعمائة.

بمقام دار السلطنة العلية   .

القسطنطينية المـحروسة المـحمية

2- رسالة من ملك إنكلترا والسويد والنرويج إلى خليفة المسملين هشام الثالث

إلى صاحاب العظمة/ خليفة المسلمين/ هشام الثالث الجليل المقام…

من جورج الثاني ملك إنجلترا والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام…

بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة… فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل…

لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم؛

لنشر أنوار  العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة.

وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة «دُوبَانت» على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف؛ وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن.

وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص

من خادمكم المطيع

جورج الثاني    .

من كتاب «العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى» لمؤلفه المؤرخ الإنجليزي جون دوانبورت

3- كتاب ريتشارد للسلطان صلاح الدين الأيوبي

من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز، إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب.

أيها المولى: حامل خطابي هذا، بطل باسل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن، وقد وقعت أخته أسيرة، فساقها رجالكم إلى قصركم وغيروا اسمها، فقد كانت تدعى ماري فأطلق عليها اسم ثريا.

وإن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب، وهو إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيراً معها، لا تفرقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور بأن يعيش بعيداً عن أليفه.

وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».

جواب صلاح الدين الأيوبي على رسالة ريتشارد (ريكاردوس)

من السلطان صلاح الدين الأيوبي، إلى ريكاردوس ملك الإنجليز

أيها الملك: صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولاً إليّ، فليحمل إليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين الكفاح.

وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيراً مع أخته لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك. لقد أعدنا للأخ أخته، وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عندكم: «أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله» فردَّ أيها الملك الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها، عملاً بوصية السيد المسيح عليه السلام.

من تاريخ سوريا في العصور الحديثة – نادر العطار.

كان المسلمون طيلة عهدهم لا يعرفون نظاماً غير الخلافة، حتى الذين أسلموا في نيجيريا المحاطة بالكفار، والبعيدة عن الخلافة العثمانية المتعذر عليهم الاتصال بها، عندما أرادوا تنظيم حكم إسلامي لهم، اختاروا الخلافة اسماً لنظامهم وهذا ما تدل عليه هذه الوثيقة المتعلقة بالخلافة في نيجيريا سنة 1804م. (الوعي).

4- الخلافة في نيجيريا

ذكرت صحيفة الشرق  الأوسط في 27 يونيو 2004 خبراً بعنوان: المسلمون في نيجيريا يحتفلون بالذكرى الـ200 للخلافة الإسلامية فيها، ومما جاء في هذا الخبر عن الاحتفال ويعبر عن عميق محبة وفقدٍ للخلافة:

«يحتفل المسلمون في نيجيريا هذا الأسبوع بالذكرى الـ200 لميلاد «خلافة سوكوتو» التي وحدت المناطق المأهولة بالسكان التي يقطنها المسلمون في شمال البلاد تحت سلطة مركزية إسلامية في العام 1804م.

وأكد الرئيس النيجري أولاسيغن أباسانغو في خطاب ألقاه نيابة عنه نائب الرئيس أتيكو أبو بكر أثناء الاحتفالات بالمناسبة التي تستمر حتى يوم الأحد المقبل، إن الخلافة كانت مثالاً رائداً لإعادة تثبيت مبادئ العدالة في الحكم. وأضاف أن المبادئ التي وضعها مؤسسو الخلافة، لاتزال صالحة لظروفنا الحالية.

وناشد بخاري جانيد وزير سوكوتو الحالي المسلمين في نيجيريا البقاء أوفياء لمبادئ الخلافة القديمة التي ازدهرت حتى غزو البريطانيين لها عام 1903م. وأضاف أن تجربة الخلافة أسست لنفوذ المسلمين وقوتهم في البلاد. وصرح لموقع «إسلام أونلاين» على الإنترنت أن «الخلافة لعبت دوراً قوياً في بعث الحضارة العربية في منطقة غرب أفريقيا». وقال إن الخلافة كانت مثالاً جيداً للتجربة الأفريقية في إدارة دولة إسلامية.

وضمت الخلافة ثلاثين إمارة اعتمدت في إدارتها للقضاء على أسس مذهب الإمام مالك، وساعدت في توحيد القبائل والممالك في غرب السودان في ظل إدارة واحدة. وتحتل سوكوتو موقعاً فريداً في تاريخ نيجيريا، حيث بدأ فيها العالم الإسلامي اللامع عثمان دان فوديو جهوده لتجديد الفكر الإسلامي وتوحيد مناطق السكان الناطقين بلغة الهوسا تحت ظل إدارة واحدة مركزها المدينة.

5- وثيقة تاريخية مهمة

لو استمرت بريطانيا إلى آخر مداها لكانت بريطانيا مسلمة!

نشرت جريدة الرأي الأردنية، في 9/11/1978م، نصاً حرفياً لوثيقة تاريخية هامة، يكشف عنها المؤرخ البريطاني (Gabriel Rany) في كتابه (The Tatars Khan’s English) الذي صدر سنة 1978 في بريطانيا. وقد قامت صحيفة الصنداي تايمز بنشر هذا الجزء من الكتاب في عددها الصادر في 22/10/1978م، وهو جزء يبين جانباً تاريخياً مهماً، وهو أن ملك بريطانيا (جون لاكلاند) قدَّم بريطانيا إلى المسلمين كي تعتنق الإسلام أو تدفع الجزية وكي تكون تابعة للدولة الإسلامية، غير أن الزعيم العربي (محمد الناصر) رفض هذا العرض؛ لأنه اعتبر ملك بريطانيا أحمق ولا يستحق التحالف معه.

ستكون صدمة لكل من تأثر بـ(غزو) العرب الحالي للعاصمة البريطانية لندن، ذلك أن لحظةً حاسمةً من التاريخ البريطاني كانت ستقرر مصير الاعتقاد الديني السائد، فلولا الصدفة وحدها لأصبحت بريطانيا المسيحية بلداً مسلماً منذ ثمانية قرون. ففي عام 1213م، وبحركة يائسة من الملك جون لاكلاند، أرسل وفداً سرياً من ثلاثة أشخاص إلى الأمير محمد الناصر الحاكم المغربي القوي ليعرض له ولاءه، وليعده بأنه سيكون -أي الملك جون لاكلاند- تابعاً مخلصاً فيما إذا قبل الأمير أن تكون بريطانيا تحت الرعاية العربية، وليؤكد له أن الدخول في الإسلام هو المخرج من ضغط المشاكل السياسية التي كانت تلح عليه.

لقد وقع بالصدفة بين يدي النص الحرفي لما حمله الوفد في دورية قديمة كانت تصدر في ذلك الوقت عن أحد الأديرة عندما كنت أجري أبحاثاً عن الكاهن الكاثوليكي (روبرت دي لندن) الذي كان قد صدر بحقه حرمان كنسي ونفي من بريطانيا بسبب دوره في ثورة الماغنا كارته.

هذه الحلقة الواقعية المنسية من التاريخ البريطاني سجّلها ماينو باريس المؤرخ الإخباري الدقيق لأحداث القرن الثالث عشر، الذي أخذ حقائقه واستقاها من مصادرها. وحسب ما يقول باريس إن رجال الوفد الثلاثة كانوا مكونين من البارونين: توماس هارنجتون ورالف فيتو نيكولاس، والسيد روبرت دي لندن. غير أن باريس لم يقدم أي تفسير لضم الكاهن اللندني للوفد، إلا أن السبب الأكثر ترجيحاً هو أن الملك جون لاكلاند عهد إلى السيد روبرت بإدارة شؤون أبرشيته الخاصة؛ ولذلك فهو من المقربين والموثوقين، وبالتالي فإن إشراكه في الوفد يشكل ضمانة ضد البارونين كي لا يمارسا عليه خداعاً أثناء تأدية المهمة.

وكان توماس هاردنجتون رئيس الوفد قد أعطي تعليمات من قبل الملك ليبلغها إلى أمير أفريقيا العظيم وأمير المغرب وإسبانيا بأنه -أي الملك البريطاني- سيتنازل طواعية وعن طيب خاطر عن مكانته ومملكته ويصبح تحت تصرف الأمير العظيم، وإذا كان يسره فإنه يضع بريطانيا أمانة بين يديه، ويتخلى عن الاعتقاد بالديانة المسيحية ويتمسك ويلتزم بكل إخلاص بدين وعقيدة محمد، ونقلت رسالة الملك جون أو تعليماته إلى الأمير بواسطة مترجم حيث كان رئيس الوفد يتحدث بمهارة خطابية هائلة عن غنى الأرض الإنجليزية وخصوبة حقولها ومهارة شعبها العظيم الحاذق الخلاب، ومعرفة هذا الشعب للغات الثلاث: اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وإتقانهم لكل مهنة عقلانية أو ميكانيكية، وكان رد الأمير المغربي المسلم رداً حصيفاً جاء فيه: «لم أقرأ أو أسمع قط أن ملكاً يمتلك مثل هذه البلاد المزدهرة الخاضعة المطيعة له عن طواعية يقوم بتدمير سيادته واستقلاله بجعل بلده الحر يدفع الجزية لغريب، علماً أنها يجب أن تكون ملكه له وحده، وبتحول السعادة إلى بؤس فيسلم نفسه لإرادة آخر ويهزم بلده دون سبب» ثم يرفض الأمير المسلم عرض الملك جون في اعتناق الإسلام؛ لأنه «ملك ضيق الأفق والتفكير وأحمق وخرف وغير جدير بتحالف معي!».

وطلب الأمير من أعضاء الوفد أن لا يمثلوا في حضرته ثانية، ولدى عودتهم إلى بريطانيا (بكى الملك جون لأن مساعيه قد أحبطت) وربما اعتقد أن باروناته قد خدعوه وخافوه، لكنه وضع الكاهن اللندني مسؤولاً عن جميع شؤون دير القديس البانز كمكافأة له. غير أن مسؤولياته عن هذا الدير انتهت؛ لأن الرهبان رشوا الملك لإزاحته بسبعماية من الماركات الفضية.

(المارك وحدة نقدية إنكليزية قديمة تعادل 13 شلناً و4 بنسات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *