العدد 430 -

السنة السابعة والثلاثون، ذو القعدة 1443هـ، حزيران 2022م

أساليب بوتين الوحشية في سوريا تتكرر في أوكرانيا

نشرت صحيف«إندبندنت» البريطانية، تقريرًا لكاتبه ريتش هول ذكر فيه  أن روسيا عندما شنَّت غزوها الشامل ضد أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، شعرت العواصم الغربية بالصدمة، أولًا من الجرأة، وثانيًا من الوحشية، وقال إن «فلاديمير بوتين تحول من شريك على المسرح العالمي إلى منبوذ في عيون الحكومات الأوروبية بعد غزوه لأوكرانيا». وأشار إلى أن «السوريين لم يُبدوا أي استغراب من الأحداث التي ظهرت أمام ناظريهم في أوكرانيا»، منوهًا إلى أنهم «شاهدوا هذا النوع من الوحشية من قبل وفي بلدهم» مثل: التدمير الشامل لمناطق المدنيين، قصف المستشفيات، واستهداف الأشخاص الذين يقدمون الرعاية الصحية والبنى التحتية لإجبار المدنيين على النزوح وبأعداد كبيرة، الهجوم على الممرات الإنسانية، الحصار الذي يتسبب بمشاكل نفسية كثيرة ونقص في الطعام والأدوية، وحصول غارة جوية ثم غارة أخرى على نفس المكان، وهو ما كان يعرف في سوريا بالضربة المزدوجة. وتقول الولايات المتحدة إن روسيا عيَّنت الجنرال ألكسندر دوفرنيكوف لقيادة القوات الروسية في أوكرانيا، وهو نفسه الذي قاد القوات الروسية في العام الأول من التدخل في سوريا ما بين أيلول/سبتمبر 2015م، وحزيران/يونيو 2016م. ونقل عن سوريين يعيشون في أوكرانيا قول أحدهم: إنه «شعر بالاستغراب والاستياء من صدمة العالم لما يجري في أوكرانيا» قائلًا: «لماذا انصدموا؟ هل لأن البلد أوروبي… لقد كانت سوريا مختبرًا لكل هذه الأساليب، واليوم يستخدمونها في أوكرانيا». ونوَّه إلى أنه كان شاهدًا على وحشية الهجمات الروسية عندما كانت عائلته تتلقى الضربات أثناء الحصار الروسي- السوري لمدينة حلب» ونقل عنه قوله إن مشاهدة الهجوم الروسي ضد أوكرانيا «مثل مشاهدة فيلم مرة أخرى» مضيفًا أن العيش تحت رحمة الجيش الروسي يعني العيش «في خوف دائم» و«التفكير الدائم بالتشرُّد والموت» وتابع: «في الحقيقة العيش في ظل القصف الروسي يعني أنه كلما فكرت أن المكان آمن كان خطيرًا جدًّا» وأردف: «نرى أن هذا يحدث في ماريوبول». وخلص كاتب المقال إلى أن «الفرق الوحيد الواضح بين سوريا وأوكرانيا، هو أن أوروبا وأمريكا حشدت العالم ضد بوتين عندما غزا أوكرانيا وفرضوا عليه عقوبات، ولم يفعلوا نفس الشيء مع سوريا».

الوعي:  نعم، إن أمريكا وأوروبا لم يفعلوا الشيء نفسه مع سوريا لأنهم هم من كان وراء ما حدث في سوريا، وقد كان التدخل الروسي في 30/09/2015م، مباشرة عقب اجتماع أوباما وبوتين في نيويورك أثناء مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكان أوباما يصرح قبلها أنه يتوقع سقوط بشار أسد بين ليلة وضحاها. وبهذا التدخل تم إنقاذه وارتكاب أبشع المجازر بحق المسلمين في سوريا. والتآمر الأمريكي اليوم انتقل إلى أوكرانيا، ولكنه هذه المرة ضد روسيا. ونسأل الله أن يحيق هذا المكر السيئ بأهله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *