العدد 419 -

السنة السادسة والثلاثون – ذو الحجة 1442هـ – تموز 2021م

السعودية تسمح بفتح المحلات التجارية أوقات الصلاة

في إطار ما بات يعرف باتباع نهج «أكثر اعتدالًا» وتحديث المملكة، أمر وليُّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي في البلد، مؤخرًا بالسماح للمتاجر والمحالِّ أن تظلَّ مفتوحة في أوقات الصلوات الخمس، تخفيفًا للقواعد الصارمة التي تُلزمها بإيقاف العمل في تلك الأوقات. وقالت عكاظ نقلًا عن منشور صادر من اتحاد الغرف السعودية «تفاديًا لمظاهر الازدحام والتجمع والانتظار لوقت طويل والعمل بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا، وللحفاظ على صحة المتسوِّقين نهيب بأصحاب المحلات والأنشطة التجارية باستمرار فتح المحلَّات خلال أوقات الصلوات” وكان وليُّ العهد قد قلَّص دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسمح بإقامة حفلات موسيقية وغنائية عامة ورفع الحظر على السينما والسماح للمرأة بقيادة السيارة. وكان قبلها بأيام قد خفَّض صوت الأذان إلى الثلث بالمكبرات بدعوى أنها كانت هناك شكاوى من الجيران والآباء بشأن الضوضاء. كما حظر التعميم الصادر عن وزارة الشؤون الإسلامية ممارسة بث الصلوات والخطب عبر مكبرات الصوت. وذكرت صحيفة التايمز أنه فور صدور الأمر بدأت المؤسسة الدينية بالترويج لوجهة النظر الجديدة وتخريجها فقهيًّا وشرعيًّا؛ إذ قال وزير الشؤون الإسلامية، عبد اللطيف الشيخ، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «أولئك الذين يريدون الصلاة لا يحتاجون إلى انتظار صوت الإمام، يجب أن يكونوا في المسجد مسبقًا». وقال: «إن هناك عائلات تشتكي من أنَّ تزاحم أصوات المكبرات يُبقي أطفالها مستيقظين» مضيفًا «أن هناك أيضًا عدة قنوات تلفزيونية تبثُّ الصلوات. وفي إشارة إلى وجود تململ وامتعاض من مثل هذه القرارات، ردَّ بعض السكان المحافظين في المملكة على قيود مكبِّرات الصوت، مطالبين بفرض حظر مماثل على الموسيقى الصاخبة القادمة من المطاعم والمقاهي، وقال آخرون إنهم افتقدوا السكينة التي كانت تغمرهم بسبب صوت الصلاة… هذا وعلقت التايمز على ذلك بالقول إنها علامة أخرى على فقدان المؤسسة الدينية للسلطة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقالت هذه في حد ذاتها علامة أخرى على تغيُّر العصر.

الوعي: واضح في مثل هذا الخبر أن محمد بن سلمان يسعى لإرضاء الغرب بالانفتاح على مفاهيمه الفاسدة، وواضح أن الغرب يتابعه ويشجِّعه بمنحه علامات الثناء والإطراء… ونحن نقول: وهذه علامة أخرى من علامات سقوط النظام السعودي، وهذا لا تحسبوه شرًا للمسلمين، بل هو خير لهم. وإننا كما نرى سقوطهم نرى معه سقوط طبقة علمائهم التي زيَّنت باطل آل سعود تحت حجة داحضة، وهي وجوب طاعة وليِّ الأمر بشكل مطلق، وكأنَّ الله قد عصمهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *