العدد 417 -

السنة السادسة والثلاثون، شوال 1442هـ،الموافق أيار 2021م

محمد بن سلمان يعطِّل السنة الشريفة في رؤيته لتجديد الدين

بث التلفزيون السعودي في 27/4/2021م، حوارًا مع ولي العهد محمد بن سلمان، بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية السعودية (2030) أوضح فيه رؤيته لقضايا الشريعة الإسلامية والتجديد الديني باعتبارها قضايا هامة ومتداخلة مع الرؤية الاقتصادية والسياسية التي طرحها لتشكيل المستقبل في بلاده، والتي يصعب تحقيق أهدافها دون هذه الرؤية… وهذه الرؤية أقل ما يقال فيها إنها تعد انقلابًا عكسيًا في التوجه الديني الرسمي في المملكة… ومما قاله ابن سلمان في حديثه: (إن القرآن صالح لكل زمان ومكان… الحكومة في الجوانب الشرعية مُلزمة بتطبيق النصوص في القرآن ونصوص الحديث المتواتر، وتنظر لحديث الآحاد حسب صحتها وضعفها ووضعها، وإلا إذا كانت تستند على رأي فيه مصلحة واضحة للإنسان… لا نتبع مدرسة أو عالمـًا معينًا… لا توجد مدرسة ثابتة، ولا يوجد شخص ثابت… الشيخ محمد بن عبد الوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نؤلِّهه ونطبِّق نصوصه دون اجتهاد لرفضَ الأمر…)

الوعي: إن السعودية منذ قيامها تقوم على تحالف يصب في خانة (فصل الدين عن الدولة) بحيث إن الحكم هو لآل سعود، والفتوى لآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب. والفتاوى لا تتعدى مسائل الأحوال الشخصية للمسلمين، أما المواقف السياسية فهي مؤيدة بالمطلق من المؤسسة الدينية باعتبارها صادرة عن ولي الأمر. وهذه المؤسسة الدينية تتبع لاستغلال كامل من حكام آل سعود. ففي 27/3/2018م، كشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن انتشار الفكر الوهابي في بلاده يعود إلى فترة الحرب الباردة عندما طلبت أمريكا من السعودية استخدام أموالها لمنع تقدم الاتحاد السوفياتي في دول العالم الإسلامي.

إن إعلان ابن سلمان عن إسقاط وجوب الالتزام بأحاديث الآحاد هو كلام خطير جدًا من الوجهة الشرعية؛ ففيه تعطيل للشريعة، وفيه إنكار عام للسنة، وقد سبقه القذافي من قبل إلى هذه الدعوى المشؤومة… وهو في هذه الدعوى ينطلق من منطلق إرضاء الغرب والسير معه في حربه العالمية على الإسلام… فكلامه هذا مردود عليه، وتجب مواجهته، ولا يجوز السكوت عنه بحال، بل واتهام قائله… إن الجانب الإيجابي في مثل هذه التصريحات والمواقف أنه يُخرج الضَّبَّ من جحره، ويجعله مكشوف السوءة، وسيفضح ضعاف النفوس من علماء السلفيين. إن علماء السعودية اليوم، الرسميين وغير الرسميين، قبل غيرهم من علماء الأمة قاطبة، هم أمام فتنة يجب أن يكون الواحد منهم فيها منجيًّا لنفسه ولغيره، لا فتنة لنفسه ولا لغيره. نعم، إن المسلمين اليوم يرَون بأم أعينهم تحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاقَ فيهِ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ» وإننا لنرى فيما يحدث عودة سريعة للخلافة الراشدة تحقيقًا لبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة». وعلى الله قصد السبيل.  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *