العدد 237 -

العدد 237 – السنة الواحدة والعشرون، شوال 1427هـ، الموافق تشرين الثاني 2006 م

لماذا السكوت على الحكام والرضى بالذل والهوان

لماذا السكوت على الحكام والرضى بالذل والهوان

 

تتوق الأمة الإسلامية إلى أن تتنفس رائحة العزة، وتأمل أن تتذوق طعم الأنفة، وتسعى إلى أن تتسلق سوامق القمم، ويجيش في صدرها أن تصوغ معالم الحياة صياغة إسلامية، وأن تكتب النصر بهمم وسواعد الأبطال.

ولكن الحاصل أن شرذمة من الحكام العملاء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة أسيادهم من الكفار يقفون حائلاً بين الأمة وبين أن تتنسم ذرى المجد وأعاليه.

فليس عجباً أن تتسع الهوة بين المولع في العمالة، والمولع في رؤية الإسلام عزيزاً.

 أيها المسلمون: لماذا تسكتون عن رويبضات خانعين إراداتهم مسلوبة، عزائمهم خائرة، تحسبهم من أثر العمالة خشباً مسندة؟!

وكيف بكم ترون الحكام يقدّمون الولاء لساكن البيت الأبيض والطاعة للرابضين في أوروبا ولا يحرك ذلك فيكم نخوة المعتصم؟!

اسألوا التاريخ عن صولات أجدادنا الأوائل وجولاتهم يخبركم أن الذلّ قد حذف من قاموسهم، وأنّ الهوان كان ديدن أعدائهم، وأن العزة تاج على رؤوسهم… فما سقطت أمتنا عن المستوى اللائق بها، ولا انتكست إلا بعد أن اعتلى القيادة أراذل أبنائها الذين حكموها فساموها سوء العذاب، وأذاقوها الهوان أصنافاً والذلة ألواناً. فلمَ السكوت عنهم وهم أعداء للأمة؟ وإلامَ استعطافهم وهم أذلة؟!

إننا -لو تعلمون- نملك أسباب القوة للتخلص من هذا الوضع الأليم، الذي آل بنا إلى ذيل الأمم وأسفل الهرم.

ففي الأمة رجال يزدحم بهم فضاء العالم الإسلامي، رجال أدركوا أن النصر لا ينال إلا على جسر من التعب، فاستعذبوا التعب حتى هانت عليهم الدنيا فهان أعداؤهم في أعينهم، فصار الواحد من هؤلاء يشعر بضعف قوى الشر وعجزها أمام قوة الواحد الجبار.

إن هذه الأمة تملك من الثروات الطبيعية ما يحسب الكافر لها ألف حساب لو كانت بأيدي مخلصي الأمة، فحتّام تبقى الثروة بأيدي شرذمة الحكام ينفقونها على عربدتهم وظلمهم؟! ألم يأنِ لهذه الثروات أن تعود إلى يد خليفة المسلمين كي يستعملها في طاعة الله ويرهب بها أعداءَ الإسلام؟! ثم قبل هذا وذاك فإن الأمة تملك العقيدة التي ستضيء بنورها ظلمات حالكة وتحيي بنظامها أمماً هالكة وتوجد في الدولة التي تحملها قوة فائقة، فإلامَ تبقى هذه العقيدة غير مطبقة؟!

أيها المسلمون: أولم تحنّوا بعد لسيرة الأنصار رضوان الله عليهم، ألم يسرِ في عروقكم سيرة أبطال الأمة كخالد وصلاح الدين والذين قطعوا بصيحات -الله أكبر- قلوب أعدائهم.

أما آن لكم أن تطيحوا رؤوس هؤلاء الحكام لترفعوا رؤوسكم عالياً… أما آن؟!

فاعملوا -يرحمكم الله- مع العاملين المخلصين فقد آن والله أوانها، فها هي شمس الخلافة تلوح في الأفق القريب، فطوبى لأهل الخلافة طوبى لهم.

أبو الصادق المقدسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *