العدد 414-415-416 -

السنة الخامسة والثلاثون – رجب وشعبان ورمضان 1442هـ – شباط وآذار ونيسان 2021م

لماذا ترفض فرنسا الكشف عن مكان نفايات نووية دفنتها بالجزائر؟

نشرت صحيفة (إندبندنت) تقريرًا بعنوان «انفجار مسموم من الماضي» أعدَّه سايمون سبيكمان كوردال، وتناول التقرير الذي ترجمته (عربي21) التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الأراضي الجزائرية. ومما جاء في التقرير أن فرنسا قد قامت في الفترة ما بين عام (1960 – 1967)م بـ 17 اختبارًا نوويًا. وبعد استقلال الجزائر عام 1962م، تمَّ دفنُ معظم المخلَّفات والنفايات التي لا تزال تحت الرمال. وما تمَّ دفنه يصل إلى 3.000 طن. وحتى اليوم لا تزال السموم المدفونة تتسرب وتلوِّث البيئة والناس والمحاصيل والمواشي. وترفض فرنسا الكشف عن مكان دفنها في الصحراء أو تقديم تفاصيل عنها. وبحسب قناة الجزيرة التي استندت على تقديرات فرنسية وجزائرية، فإن ما بين 27.000- 60.000 شخص مع أحفادهم لا يزالون يعايشون آثار الاختبارات النووية الفرنسية هذه. ومن المفارقة أن الريح حملت الرمال معها هذا الشهر إلى الأراضي الفرنسية وكشف أنها مشعَّة.

ويتذكر عبد الكريم، وهو أحد الجزائريين الذي عاشوا فترة إجراء الاختبارات النووية فيصف انفجارًا قوته 70 كيلو طنًا (ثلاثة أضعاف القنبلة التي ضربت ناغازاكي)، ووقع على بعد 180 كلم من بلدته في عام 1960م. فقال: «كان عمري 17 عامًا، ولم نشاهد أي دخان» و»شعرنا أن الأرض تهتز» ووصف أن الجنود الفرنسيين ووزراء الحكومة والباحثين العلميين الفرنسيين الذين اجتمعوا لمشاهدة الاختبار لم يتوقَّعوا أن يكون مدمرًا بدرجة كبيرة. وقال: «كان هذا أفظع تفجير». ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ سكان المنطقة يلاحظون إصابات وأمراضًا من عدة أنواع من السرطان، مع زيادة في العيوب الخَلقية مع الولادة. وبحسب عبد الكريم فقد أصبحت نتيجة التفجير جزءًا من الحياة اليومية، وقال: «أطفالنا يولدون بعاهات لأن الثمار التي نأكلها تأتي من الأرض المسمومة». وبالإضافة لنقص الأدوية، قالت الطبيبة خيرية حرزاوي لقناة الجزيرة: «هناك الكثير من الأجنَّة المعوَّقين وعمليات الإجهاض الكثيرة والإسقاط». ولأن الوحشية التي طبعت الاحتلال الفرنسي للجزائر لا تزال حاضرة، فالتغلب على إرث البلد السام قد تكون خطوة بعيدة جدًا، وأشار جين ماري- كولين، أحد المؤلفين إلى تقرير الحملة الدولية لحظر الأسلحة النووية إلى تردُّد فرنسا في التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي قد تفتح الباب أمام قضايا بيئية وتعويضات إنسانية بالجزائر وعلى قاعدة واسعة.

الوعي: هذه هي الحضارة الرأسمالية التي توصف بأنها متوحِّشة ومتغوِّلة ومهلكة للحرث والنسل التي تقدِّس المادة وتجعل الإنسان عبدًا لها، وتقدس القوة لأنها تجعلها تسيطر على الآخرين، وتقدس الأنانية، وتشيع تفوُّق العرق الأبيض على الآخرين، وفرنسا كانت وجهًا من أبشع وجوهها، وتاريخها من أكثرها سوادًا… ومع هذا فهي تهاجم الإسلام دين (الرحمة) الذي ينقل الهداية للناس وليس الاستعمار والدمار… هذه الحضارة الفاسدة المفسدة لا بدَّ من القضاء عليها لإراحة البشرية منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *