العدد 238 -

العدد 328 – السنة الواحدة والعشرون، ذو القعدة 1427هـ، الموافق كانون الاول 2006م

التوقيت والأجندة والرزنامة

التوقيت والأجندة والرزنامة

 

تتداول الألسن مصطلحات سياسية خلال تحليلاتها للأحداث فتصبح هذه المصطلحات من القاموس السياسي اليومي، مناسبة الكلام عن هذه المصطلحات ما حصل يوم الأحد في 5/11 من محاكمة وحكم بالإعدام على صدام حسين، ويوم الثلاثاء في 7/11 من انتخابات للكونغرس الأميركي، أي أن الفرق بين الحكم والانتخابات لم يتجاوز اليومين، وكان بوش وجماعته يعلّقون الآمال على انعكاس حكم الإعدام على مزاج الناخب الأميركي فيصوّت لمصلحة الجمهوريين، وخاب أمل بوش وفريقه من الحاقدين الكاذبين.

المؤسف في هذا التوقيت أو الأجندة الأميركية هو استعمال ما يجري في بلاد المسلمين من أحداث واستثمارها لخدمة الرزنامة الأميركية، والكل يذكر فضيحة مونيكا لوينسكي مع كلنتون، حين قام الرئيس المذكور بقصف العراق بكل أنواع الطائرات والصواريخ لكي يغطي على الاستجواب والفضيحة، فكانت دماء أهل العراق فداءً لكلنتون وفضائحه. والسلسلة طويلة من الاستغلال الأميركي البشع لدماء المسلمين خدمة لمصالح الدولة الفاجرة.

إن من ينظر إلى عملاء المحتل في العراق ويستمع إلى خطاباتهم الرنانة يظن أنهم هم الذين يحاكمون صدام، ومن يستمع للقاضي وهو يرغي ويزبد يظن أن القاضي صاحب قرار، لكن الأطفال في العراق يدركون أن المحتل الأميركي هو الذي يحرّك الدُمى، ويا ليتهم كانوا أصحاب قرار، لكن حبل الكذب قصير، ومهما طال الزمن أو قصر فإن كل عميل سيُكشف ولن ينفعه الندم، وذاكرة الأمة قوية وهي لا ترحم الأقزام، وانتقامها شديد حين يأتي الوقت المناسب، لكن أحلام الصغار تبقى صغيرة، والسباق على المناصب لا يستحق من أجله أن يدمّر العراق ويُحرق في ظل شعارات زائفة زيّنها لهم كبيرهم، ولا ندري إلى متى ستبقى المنطقة الخضراء خضراء تحمي المحتل ومعاونيه وسارقي خيرات العراق ونفطه وأرواح أبنائه؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *