العدد 334 -

السنة التاسعة والعشرون ذو القعدة 1435هـ – أيلول 2014م

مقتطفات من كتاب التيسير في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

مقتطفات من كتاب  التيسير  في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)

جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير لمؤلفه

عطاء بن خليل أبو الرشته

أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:

يبين الله سبحانه في هذه الآيات ما يلي:

  1. إن اليهود والنصارى لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، وحيث إن هذا لا يكون لأن (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/آية85 (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) آل عمران/آية19 فعليهم أن يعلموا أن الهدى هو الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ما يزعمونه من هدىً باتباع ملتهم الحاضرة، فملتهم محرفةٌ مبدلةٌ وهي ملة كفرٍ بعد أنْ حُرِّفتْ. ثم يخبر الله سبحانه رسـوله  صلى الله عليه وسلم  على سبيل القسم لأن اللام في (لئن) هي لام القسـم، أنه إن اتبع أهواءهم – وفي هذا دلالة على أن ملتهم وما يزعمونه من هدىً هو هوىً أي انحراف عن الحق – فلن يكون له وليٌ ولا نصيرٌ يمنعه من عذاب الله.

وكلّ ذلك استبعادٌمن الله سبحانه أن يرضى اليهود والنصارى عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم لاستحالة اتِّباع الرسول  صلى الله عليه وسلم لملَّتهم.

  1. ثم إن الله سبحانه يبين أن اليهود والنصارى الذين يتبعون كتبهم بحق دون تحريف يؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مذكورٌ في كتبهم بصفته  صلى الله عليه وسلم ، ومن يكفر به منهم يكن من الخاسرين في الدنيا والآخرة.

( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) أي يتبعونه حق اتباعه على نحو قوله تعالى: ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ) الشمس/آية2 يعني الشمس إذا تلاها القمر، وكذلك من قول القائل “ما زلت أتلو أثره” أي أتبع أثره.

  1. ثم يختم الله سبحانه قصة بني إسرائيل على نحو ما بدأها به بسبب تكرار معاصيهم ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ) وهـذه الآيـة ومـا بعدها ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا ) سـبـق أن ذكـرنـا دلالتـهـا في أوائل آيات بني إسرائيل فنكتفي بما أوردناه هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *