العدد 333 -

السنة التاسعة والعشرون شوال 1435هـ – آب 2014م

مقتطفات من كتاب التيسير في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

مقتطفات من كتاب  التيسير  في أصول التفسير للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشته

((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119).))

جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير لمؤلفه

عطاء بن خليل أبو الرشته

أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:

هذه الآيات متصلة بمن ذكرهم الله سبحانه في الآيات السابقة الذين كانوا يقولون لكل صاحب دين لستم على شيء أي اليهود والنصارى والمشركون، فكان كلّ فريق منهم إذا استولوا على مساجد الطرف الآخر منع ذكر الله فيها وسعى في خرابها، وواقعهم في عهد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وما قبله ينطق بذلك، فكان اليهود إذا استولوا على مساجد الفرق الأخرى أو كانت في حوزتهم منعوا أولئك الفرقاء من ذكر الله فيها وسعوا في خرابها، هكذا صنع اليهود مع النصارى والنصارى مع اليهود عندما كانوا يتغلبون على مساجد بعضهم، وهكذا صنع المشركون مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عندما كان البيت الحرام بحوزتهم فمنعوا الرسول  صلى الله عليه وسلم  وصحبه من العمرة والطواف بالبيت.

وهذا الأمر مشاهد محسوس في عصرنا الحاضر، فالحروب التي يشنها اليهود والنصارى والصرب والهندوس والروس على المسلمين في فلسطين ولبنان والبوسنة والهند وكشمير والشيشان تُري كيف يتقصد الكفار المآذن والقباب والمساجد كلها بالقذائف وأسلحة التدمير حاقدين عامدين متعمدين.

والله سبحانه يبين في هذه الآيات ما يلي:

  1. إنه لا أحد أظلم ممن منع كلمة الحق أن تذكر في بيوت الله وقام بتخريب المساجد سواء التخريب المادي – أي الهدم وعدم العناية بها – أو التخريب المجازي بأن جعلها بيوتاً معطلةً من دعوة الخير ونشر فيها دعوة الشرّ.

( وَمَنْ أَظْلَمُ ) استفهام استنكاري أي إنكار أن يكون أحدٌ أظلم من أولئك.

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ) أي أظلم المانعين هم المانعون لمساجد الله، وهذا على نحو قوله سبحانه ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) الصف/آية7 أي أظلم المفترين هم أولئك الذين يفترون على الله الكذب ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ) البقرة/آية140 أي أظلم الكاتمين هم أولئك الذين يكتمون شهادة عندهم من الله.

(فالأظلم) في هذه الآيات هو في نفس الموضوع المذكور من الآية.

  1. ( أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ) أي أولئك لا ينبغي لهم أن يدخلوها آمنين وهذا نهي أن يُمَكَّنوا من دخولها آمنين، ودخولهم آمنين يعني أن يكونوا أصحاب سلطانٍ عليها.

( أُولَئِكَ ) إشارة إلى المذكورين في الآية السابقة، الذين يمنعون مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ويسعون في خرابها، غير أن النص عام والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي تشمل كل مانع لمساجد الله وساعٍ في خرابها.

وعلى هذا النحو يكون المعنى أنه يحرم عليكم أيها المؤمنون أن تمكنوا المانعين لمساجد الله والساعين في خرابها أن يكون لهم سلطانٌ عليها.

والنهي هنا جازم بقرينة ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) وهذا النهي ( مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا ) على نحو قوله سبحانه ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ) الأحزاب/آية53 أي يحرم عليكم أن تؤذوا رسول الله، وعلى هذا النحو قوله سبحانه ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) الأحزاب/آية36 أي يحرم على كلّ مؤمنٍ أو مؤمنةٍ أن يعصي أمراً أبرمه وجزمه الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم .

  1. ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) هذا بيان من الله سـبحـانه لعـقـوبة أولئك المانعـين مساجد الله مما أقيمت لأجله، فعقوبتهم خزيٌ في الدنيا أي ذلةٌ وهوانٌ وكشـفٌ لسيئاتهم وإظهار مرض قلوبهم إلى العيان ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) محمّد/آية29 وفي الآخرة عقوبةٌ شديدةٌ عظيمةٌ.

  2. إن الله سبحانه قد جعل الأرض مسجداً وطهوراً “فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلّ حيث كان[1] فإذا خربت بيوت الله وعطلت الصلاة فيها من قبل الموصوفين في الآيات السابقة، فليصل المرء حيث وجد وليولِ وجهه شطر المسجد الحرام مهما كانت تلك الجهة، فالجهات كلها لله سبحانه هو مالكها وهو خالقها.

فإن كانت جهة المسجد الحرام شرقاً فليصل شرقاً وإن كانت غرباً فليصل غرباً وإن كانت جهة أخرى فليصل إليها وسيكون في جميعها متجهاً إلى الله سبحانه.

( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) أي إنَّ الله مالك الاتجاهات كلها وخالقٌ لها، وقد ذكر هنا المشرق والمغرب للدلالة على جميع الجهة التي تشرق منها الشمس عند الأفق وهي تُرى رأي العين فتشرق من نقاط متعددة حسب فصول السنة، وتلك الجهة من أول نقطةٍ إلى آخرها في الأفق الشرقي هي المشرق وهكذا المغرب.

وقد ذكر في موضع آخر ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) الرحمن/آية17 فالمشرقين أي أول نقطة تشرق الشمس منها وآخر نقطة تشرق منها حسب فصول السنة (المشرقين) أي بداية منطقة الشروق ونهايتها خلال السنة، وهكذا (المغربين).

وقد ذكرت كذلك ( فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) المعارج/آية40 فالمشارق نقاط شروق الشمس من جهة المشرق حسب فصول السنة وهكذا المغارب.

وذكر (المشرق والمغرب) أو (المشرقين والمغربين) أو (المشارق والمغارب) كناية عن أن الله سبحانه مالكٌ لكلّ الجهات وخالقٌ لها وهو سبحانه واسع الرحمة عالمٌ بما يصلح عباده ( إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).

  1. ثم يخبرنا الله سبحانه أن أولئك المذكورين في الآية السابقة – اليهود والنصارى والمشركين – قالوا اتخذ الله ولداً، فاليهود قالوا ( عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) التوبة/آية30 والنصارى قالوا ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) التوبة/آية30 والمشركون قالوا الملائكة بنات الله (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155)) الصافات/آية149-155.

ويعلمنا الله سبحانه أنه منزهٌ عن افتراءاتهم وأنه سبحانه مالك السموات والأرض ومن فيهن وما فيهن والجميع له سبحانه منقادون طائعون.

( بَلْ ) للإضراب، أي إبطالٌ لما زعموا من أن لله ولداً.

إن استعمال ( مَا ) التي لغير العاقل في قوله تعالى: (بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) تعقيباً على قولهم ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ) هو للدلالة على أن منزلة كل المخلوقات في السموات والأرض، وبخاصة الذين زعموا أنهم أبناء لله، هي منزلة جمادات بل دون ذلك بالنسبة لعظمة الله، فبون شاسع بين مخلوقات الله وبين الله سبحانه. وهم يدركون أن الولد عادة من جنس والده، والأمر هنا ليس كذلك، بل هو خالق ومخلوق، وهذا كناية عن تسفيه أحلام أولئك القائلين عن المخلوقات أنها أبناء للخالق الذي خلقها وخلق السموات والأرض وما فيهن.

( كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) التنوين في ( كُلٌّ ) عوض عن المضاف إليه أي كل ما في السموات والأرض وكل من جعلوه لله ولداً كلهم طائعون خاضعون لله سبحانه، أما المؤمن فمسألة طاعته وخضوعه ظاهرة، وأما الكافر فقد وردت في كيفية خضوعه أقوال أرجحها ما نقل عن مجاهد وهو أن خضوعه هو سجودُ ظِلِّه وهو كاره، على نحو قوله تعالى: ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ  ) الرعد/آية15.

  1. إن الله سبحانه هو مبدع السموات والأرض، والإبداع الإيجاد على غير مثالٍ سابقٍ أي خالقها، وهو سبحانه لا يعجزه شيء فإذا أراد شيئاً حدث كما أراد سبحانه.

( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أي مبدعها من تصريف (مُفعِل) إلى (فعيل) على نحو مؤلم إلى أليم.

( وَإِذَا قَضَى أَمْرًا ) أي إذا أراد شيئاً على نحو قوله تعالى ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس/آية82.

( كُنْ فَيَكُونُ ) كناية عن حدوث ما يريده الله سبحانه على الفور كما يريد.

  1. يخبرنا الله سبحانه أن ( الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) وهم المذكورون في الآية السابقة ( كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ أي مشركو العرب قد طلبوا مثل آيات الأولين ( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ) الإسراء/آية90 ( فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) الأنبياء/آية5 ( لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ) الفرقان/آية21 هكذا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم  وقولهم هذا، مثل قول الذين من قبلهم من الأمم الكافرة الماضية، فقد سألت تلك الأمم أنبياءها الآيات لتؤمن: فقد سألت ثمودُ صالحاً عليه السلام آيةً ( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ). وسأل فرعون وآلُه موسى عليه السلام آياتٍ ليؤمنوا فطلبوا منه عليه السلام رفع ما أصابهم من عذاب ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ) الأعراف/آية134. فقال المشركون كما قال الذين من قبلهم حيث تشابهت قلوبهم باشتراط رؤية الآيات لكي يؤمنوا ويصدّقوا، فإذا جاءتهم الآيات لم يؤمنوا ولم يصدقوا ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام/109.

ثم يختم الله سبحانه الآية ( قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) أي الذين يطلبون الآيات لأجل التثبت واليقين والإيمان، فإن الله سبحانه قد بينها لهم. وهذا ردّ على مشركي العرب في مكة الذين طلبوا من رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن يصنع لهم ويصنع من المعجزات، فإن الله يبين لهم إن كنتم تريدون الآيات لتؤمنوا فقد أنزلها الله وبيَّنها، وهي كتاب الله المعجز الذي جاء به رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، كما تؤكد ذلك الآية اللاحقة.

  1. يخاطب الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه أرسله بالقرآن الكريم المعجز المتحدي للعرب بأن يأتوا بسورة مثله، وفي هذا ردٌّ على قولهم ( لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ) فلو كانوا حقاً يريدون آيةً ليؤمنوا فها هي – هذا الكتاب المعجز – فليتدبروا آياته، وعندها يتبين لهم أنه ليس كلام بشرٍ بل كلام الله سبحانه فيؤمنوا إن كانوا صادقين في طلبهم الآيات لأجل الإيمان.

ثم يخبر الله سبحانه رسوله  صلى الله عليه وسلم  أنه بُعث بالقرآن الكريم بشيراً للمؤمنين برضوان الله والجنة، ونذيراً للكافرين بسخط الله والنار، فمن كفر بعد ذلك فلن يضرَ اللّـهَ ورسولَهُ شيئاً ولن يكون الرسول  صلى الله عليه وسلم  مسؤولاً عن كفره، حيث إنَّ على الرسول البلاغ والإنذار ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ).

( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ ) أي بالقرآن على نحو ما قاله سبحانه ( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ) ق/آية5.q

[1]               البخاري: 323، مسلم: 810

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *