العدد 330 - 331 - 332 -

السنة التاسعة والعشرون رجب وشعبان ورمضان 1435هـ / آيار وحزيران وتموز 2014م

طوني بلير: مصير الإسلاميين سيتقرر في الشرق الأوسط

طوني بلير: مصير الإسلاميين سيتقرر في الشرق الأوسط

 

حدد طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق أربعة أسباب توجب على الغرب الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط والتدخل فيها وهي: النفط، والقرب من شواطئ أوروبا، و«إسرائيل» و«الإسلام المتطرف»، وذلك في خطاب ألقاه في ٢٣/٠٤/٢٠١٤م أمام مؤسسة بلومبيرغ في مركزها الرئيسي في لندن.

وأكد بلير أن «مصير الإسلاميين المتطرفين سيتقرر في تلك المنطقة»، وأن «الربيع العربي» هو في مرحلة مخاض بين الذين يحملون رؤية الحداثة بما تحمله من تعددية مجتمعية، واقتصاد حر، واحتضان للعولمة، وبين الذين يؤمنون بدين واحد هو وحده الصحيح، وتفسير واحد يؤطر طبيعة المجتمع والاقتصاد السياسي. وانتقد بلير الذين يحملون هذه الرؤية لأنها تسعى في نهاية المطاف إلى إنشاء «مجتمع ثابت تحكمه نظريات سياسية غير قادرة على التغير، لأنها في جوهرها ثابتة»، ولهذا عدّ أن وصول هؤلاء إلى السلطة، يعني بقاءهم فيها إلى الأبد! محذراً الغرب من هذا الخطر داعياً إياه إلى ضرورة أن يقف دائماً في صف الحداثيين، وإلى التحالف مع روسيا والصين لوقف جماح ما سماه «هذا الوحش الإسلامي الذي سيخرب الدنيا!». كما دعا بلير الدول الحليفة في الشرق الأوسط إلى مراجعة برامج التعليم لكي لا تُخرِج أجيالاً يؤمنون بهذه «الأفكار الهدامة» على حد زعمه، مطالباً بإعادة النظر بضرورة الإطاحة بالأسد، وإلى إبقائه في السلطة إلى حين تأمين البديل المناسب؛ لأن الأسد «بالمقارنة مع المتطرفين يبقى خيارا أفضل!».

من اللافت استمرار طوني بلير في حملته الدعائية المسمومة ضد الإسلام، مستغلاً أية فرصة وأي منبر للتهجم على العاملين لإقامة الخلافة وتحكيم الشريعة وتحرير فلسطين وتوحيد بلاد المسلمين. ويلعب بلير دوراً سياسياً فاعلاً على أعلى المستويات في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط، فهو لم يتوقف عن الحراك قط منذ أن تخلى مكرهاً عن رئاسة الوزراء في بريطانيا. ويمثل بلير أحد أبرز ساسة الغرب الذين يسعون إلى إبقاء الأجواء الدولية مشحونة ضد الإسلام، ما يبرر -أمام الرأي العام الغربي على الأقل – تصرفات الغرب الشائنة التي تقف ضد خيارات المسلمين المفترض احترامها من قبلهم تحت مسمى الديمقراطية المزعومة، وتدخله البشع بشؤون المسلمين للسيطرة عليهم والحيلولة دون استقلالهم عنه.

لهذا لا يجد الرأي العام في الغرب ضيراً في مصادرة دوله (مباشرة  أو عن طريق عملائه) خيارات الشعوب المسلمة بكل صلف، على نحو ما جرى في الجزائر وفلسطين وأفغانستان والصومال سابقاً وعلى نحو ما يحصل في مصر وسوريا وليبيا حالياً، طالما أن هذه الخيارات لا تروق له ولا تنسجم مع مصالحه. كذلك يلاحظ تصاعد الحملة المسعورة التي يقودها بلير وأمثاله مع تصاعد واضح في تأييد الرأي العام المؤيد للحل الإسلامي والحكم الإسلامي ودولة الخلافة في العالم الإسلامي، ما يعني تجهيز الرأي العام العالمي للتدخل  بشؤون المسلمين للحيلولة دون إقامة الخلافة وللانقضاض عليها في حال إقامتها. كما تمنح هذه الحملة الدول الكبرى ستارة للصراع (فيما بينها) خلفها من غير حاجتهم لفتح مواجهة علنية بين نماذجهم الديمقراطية لإبقائها نموذجاً يحتذى. وهكذا تتجلى غاية الغرب الدنيئة بمحاولة وأد الإسلام للحفاظ على بلاد المسلمين مناطق نفوذ له يستبيح نهبها والاستئثار بمقدراتها خارقاً القوانين والمواثيق الدولية التي وضعها بنفسه، بذريعة «الحرب على الإرهاب» بغية منع ظهور أي بديل حضاري يفتضح ديمقراطيته المترهلة وقيمه الرأسمالية المتوحشة، هكذا هم دائماً: يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *