العدد 330 - 331 - 332 -

السنة التاسعة والعشرون رجب وشعبان ورمضان 1435هـ / آيار وحزيران وتموز 2014م

فعاليات حزب التحرير في الذكرى الثالثة والتسعين هجرية (التسعين ميلادية) لهدم الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

فعاليات حزب التحرير في الذكرى الثالثة والتسعين هجرية (التسعين ميلادية) لهدم الخلافة

إن الناظر في قضايا العالم الإسلامي كلها: سواء قضية فلسطين أو قضية العراق، أو الشام أو مصر، حيث باتت أموال المسلمين منهوبة ودماؤهم وأعراضهم رخيصة لا حرمة لها!… تلك الدماء والأعراض التي ما انفكت الخلافة تجيش الجيوش لحمايتها وصونها حتى استقر في أذهان أمم الأرض عزة المسلم وقوة دولته…

والناظر في قضية النفط المنهوب والمال المسلوب، والحق المغصوب، وفي قضية أفغانستان والشيشان وتلك الثغور الإسلامية الغالية على أفئدتنا، وقضايا الفقر والجهل والتخلف، وتحكم الحكام الرويبضات أمراء السوء الذين أسلموا رقاب الأمة وخيراتها لأعدائها وباعوها بثمن بخس كراسي مهترئة معوجة قوائمها، وتمزيق العالم الإسلامي إلى بضع وخمسين دويلة هزيلة لا تملك من أمرها شيئاً ولا تستطيع أن تحمي أبناءها أمام أراذل الخلق، وشذاذ الآفاق؛ ليرى بوضوح أن سبب وصول الأمة الإسلامية لهذا المنحدر السحيق هو غياب الإسلام عن واقع حياتها، مما أفضى إلى تمزق شمل الأمة، ذلك الشمل الذي ما انفكت الخلافة الإسلامية تلمه كلما انفرط عقده، وأفضى إلى تطبيق أنظمة الظلم والطاغوت في حياة المسلمين بدلا من نظام الإسلام العادل، وشريعة الرحمن التي ما نزلت إلا رحمة للعالمين، فإذا ما أمعن الناظر نظره وجد أنه لا ملجأ للأمة الإسلامية من هذا الوضع المزري إلا باللجوء إلى الله العزيز الجبار، ولا خلاص لها إلا باتباع منهجه وتطبيقه نظام حياة في دولة إسلامية تعيد للأمة الإسلامية وحدتها، وعزتها وقوتها.

أما وقد مضى على انفراط عقد الأمة الإسلامية وتمزق كلمتها وضياع خلافتها تسعون عاماً ميلادياً، أو ثلاثة وتسعون عاماً هجرية، فإنه بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن، وآن لهذه الأمة أن تلتف حول قيادة مخلصة راشدة تعيد لها مجدها وتضع خيراتها تحت تصرف أبنائها، وتكف أيدي أعدائها عنها، وتطبق فيها شرع ربها، لذلك قام حزب التحرير يستنهض الأمة في شتى بقاع الأرض، فهل من ملبٍّ؟ وهل من مجيب؟ قام يدعوها لما فيه حياتها، وهل الموت إلا في البعد عن شرع الله وهو القائل سبحانه وتعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

وبهذه المناسبة، مناسبة ذكرى هدم الخلافة الأليمة، أقام حزب التحرير مؤتمره العالمي العام في السودان، وإلى جانب ذلك أقام في مناطق عمله نشاطات وفعاليات بهذه المناسبة… وفي هذه النشاطات استنهض الحزب أبناء الأمة الإسلامية للعمل الجادِّ المجدِّ من أجل إعادة الإسلام إلى واقع الحياة عبر إقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة. وفي ما يلي نعرض لبعض المناطق التي عقد فيها حزب التحرير مؤتمراته، وخير ما نبدأ به هو مؤتمر السودان العالمي:

السودان

أقام حزب التحرير/ ولاية السودان في الثالث من مايو/ أيار 2014م مؤتمراً عالمياً مشت بسيرته الركبان، وتناقلته أجهزة الإعلام المحلية، وقد جاء المؤتمر تحت شعار (طوق النجاة)، بعنوان: (رؤية إسلامية صادقة حول المعالجات الصحيحة لمشاكل السودان دون انتكاسات الربيع العربي).

كان افتتاح المؤتمر بكلمة مؤثرة من العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة – أمير حزب التحرير، عن السودان والحضارة الإسلامية، وما يجب أن تؤول إليه الأوضاع بإقامة الخلافة الراشدة، ثم جاءت كلمات المتحدثين برداً وسلاماً على المؤتمرين، هذا وقد قوبلت كلمة الافتتاح وكلمات المتحدثين بتكبيرات وتهليلات الحضور الذين ضاقت بهم القاعة الرئاسية بمبنى قاعة الصداقة بالخرطوم.

وفي اليوم الثاني الموافق 04 مايو/ أيار 2014م عقد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان مؤتمراً صحفياً بقاعة السلام بمركز الشهيد الزبير محمد صالح الدولي للمؤتمرات، والذي أمّه عدد من قادة الفكر والرأي ورجال الإعلام، حيث تلا الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان البيان الختامي للمؤتمر العالمي، ثم طرحت أسئلة على ناطقين وإعلاميي الحزب من بلدان الربيع العربي، وقد تميز المؤتمر بالتفاعل الإيجابي من خلال مداخلات الإخوة الإعلاميين، التي لقيت ردوداً طيبة من ناطقي وإعلاميي الحزب.

أما كلمة أمير حزب التحرير، فقد كانت كلمة افتتاح صادقة، تربط بين ماضٍ تليد مجيد ٍقام على عزِّ الإسلام بخلافته، ومستقبلٍ مأمول مرجوٍّ يجب أن يسير على طريقته، وما أحوج الأمة اليوم إلى ذلك.

وهذه هي كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

إلى سودان الإسلام العظيم… إلى سودان مسجد دُنْقُلا أول مسجد خطه المسلمون الأوائل في السودان… إلى سودان الفتح الإسلامي الكبير في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه حيث أمر والي مصر أن يُدخل نور الإسلام إلى السودان، فأرسل جند الإسلام بقيادة عبد الله بن أبي السرح، وبعد مواجهات حول دُنْقُلا، دخل السودان من جهة النوبة شمالاً صلحاً باتفاقية البقط مع صاحب “المَقَرَّة” في النوبة سنة 31هـ، وكان من بنودها الاعتناء بمسجد دنقلا… إلى سودان المأمون الخليفة العباسي حيث اشترى بعض المسلمين أرضاً في النوبة، فاعترض كبير النصارى على صحة البيع قائلاً إن البائع النصراني هو من رعيته، فلا يجوز له بيع أرضه إلا بإذنه وهو لم يأذن… فرفعت القضية إلى الخليفة المأمون، فأحالها للقضاء، فحكم بأن مالك الأرض يملك التصرف في أرضه دون إذن كبير النصارى لأنه ليس عبداً عنده يُمنع من التصرف فيما يملك، وصدق عمر رضي الله عنه: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً…”، وقد كان ذلك الحكم العادل سبباً في دخول عدد كبير من النصارى في الإسلام، لأنهم رأوا أن الإسلام لا يميز في الحق بين كبير وصغير، فلا يُظلم عنده أحد، وهكذا انتشر الإسلام بتسارع بفضل الله سبحانه حتى ملأ كل السودان: من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه… إلى سودان العثمانيين حيث أصبحت السودان ولاية واحدة هي ومصر سنة 1821م… ثم إلى السودان المجاهد ضد الإنجليز في عدوانهم على السودان بقيادة كتشنر حيث استمر ذلك العدوان نحو عشرين سنة منذ 1896م، فاحتل الإنجليز أم درمان والخرطوم 1898م، ثم كردفان 1900م، واستمرت دارفور في المقاومة حتى سنة 1916م عندما استشهد البطل التقي القوي “علي بن دينار” والي دارفور ذلك العالم المجاهد الذي كان له الفضل في إصلاح ميقات المدينة وأهل الشام “ذي الحليفة” وإنشاء الآبار لسقاية الحجيج التي لا زالت تسمى باسمه حتى اليوم “أبيار علي”…

إلى كل هؤلاء الذين أضاؤوا السودان بإيمانهم وعلمهم وجهادهم… وإلى هذا الجمع الكريم في مؤتمركم المبارك… أحيي بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الأخوة الكرام: بعد ذلك التاريخ الزاهر المضيء، استمر الاستعمار المباشر من إنجلترا عدوة الإسلام والمسلمين أربعين سنة أخرى، وهكذا مكث الاستعمار الإنجليزي المباشر في السودان ستين سنة منذ العدوان الإنجليزي سنة 1896م حتى سنة 1956م… ومن بعدُ كان الاستعمار غير المباشر السياسي والثقافي، وانتشار القيم الرأسمالية العفنة، وصراع الاستعمار القديم والجديد، إنجلترا وأمريكا، على السودان، حتى انتهى المطاف بالسودان البلد الطيب الطاهر إلى أن يُمزَّق جسمه، فيفصل جنوبه عن شماله باتفاقية نيفاشا الباطلة القاتلة، وبرعاية أميركا الاستعمارية… ولو وقف الأمر عند هذا الحد، لقلنا كفارٌ مستعمرون يُهمهم تمزيق بلاد المسلمين… لكن الأدهى والأمرّ أن نظام الحكم في السودان بدافع من أميركا قد بذل الوسع في إجراء المفاوضات واتفاقية نيفاشا، ويا ليته أقرّ بأن تلك الاتفاقية باطلة قام بها والغشاوة على بصره… لكنه عدّ تمزيق البلاد نصراً، وعدّ اتفاقية نيفاشا عنوان هذا التمزيق، عدّها عملاً عظيماً! وهكذا تغيرت القيم، وانقلبت المفاهيم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».

أيها المسلمون: إن الحكام اليوم وقد رأوا صحوة الأمة، وأنها تريد مبعث عزها، الخلافة الراشدة، في هذه الفترة يدعو الحكم في السودان إلى حوار للبحث عن الحلول الوسط على الطريقة الرأسمالية بحجة إنقاذ السودان، وهي في الحقيقة لإنقاذ الطبقة الحاكمة من سوء ما صنعت، وطوي جرائمها كأن لم تكن… يدعون إلى حوار مع النظام نفسه الذي مزَّق البلاد وألقى بذرة الانفصال في أرض السودان، وما بين سطور اتفاقية الدوحة بشأن دارفور ينطق بذلك. إن دواءَنا أيها الأخوة من الداء الذي نعانيه هو في شرع الله، في نظام الخلافة، وليس في حوار تدفع إليه أميركا وأعوانها لحل وسط يفضي إلى غير دين الله، بل إلى سوء من الشرق وسوء من الغرب، فيُخلطان معاً لينتجا نظاماً شاذاً مشوهاً، يمقته الله ورسوله والمؤمنون… وما هو جارٍ في بلاد المسلمين اليوم من أحكام ينطق بذلك.

إن الحل لمشاكلنا ليس مجهولاً، ولا هو نظريات بعيدة عن التطبيق، بل هو مسطور في كتاب الله سبحانه، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبإجماع صحابته رضوان الله عليهم… إنها أحكام شرعية تنير الظلام، سار عليها المسلمون قروناً فكانوا الدولة الأولى في العالم، تنشر الخير ليس في ربوعها فحسب، بل في ربوع العالم… أفلا يتساءل أحدكم بعد ذلك: لماذا تستغيث بضع نسوة يأسرهن ملك السند فيجيب محمد بن القاسم استغاثتهن، وينطلق بجيش المسلمين بأمر الخليفة، فيؤزّ عرش ملك السند ويفك أسرهن ويفتح السند والهند ويضيء بالإسلام تلك البلاد، لماذا تلك الاستغاثة يُستجاب لها بجيش يفك أسرهن ويفتح تلك البلاد بنور الإسلام، واليوم تستغيث النساء والأطفال والشيوخ في ميانمار بورما وهي على مرمى حجر من بنغلادش فلا يستجيب لتلك الاستغاثات أحد؟! ثم ألا يتساءل أحدكم لماذا كانت صيحة امرأة ظلمها رومي فتنادي وامعتصماه، فتصل مسامعَ الخليفة، فيقود جيشاً ينتقم لها ممن ظلمها، ويفتح عمورية قرب أنقرة اليوم، وكانت من أمنع وأحصن مدن الروم… لماذا هذه الصيحة تحرك جيشاً، واليوم صيحات وصيحات من شيوخ ونساء وأطفال في أفريقيا الوسطى وهي على مرمى حجر من السودان، ولكن دون استجابة للصيحات ودون جيش يتحرك لإنقاذهم؟! لماذا أيها المسلمون؟

 أليس ذلك لأن الخليفة الذي يُقاتل من ورائه ويُتقى به ويرعى شؤون الأمة، هذا الخليفة غير موجود؟ أليس الأمر هكذا؟ ألا يدرك ذلك كل صاحب بصر وبصيرة؟ أليس مبعث عز المسلمين هو إقامة الخلافة؟ أليست قضية المسلمين المصيرية هي الخلافة؟ أليس من مات وليس في عنقه بيعة لخليفة يحكم بشرع الله، فإنه يموت ميتة جاهلية؟ أليس هذا فرضاً وأي فرض؟ هكذا أيها المسلمون، فإن أمرنا لا يصلح إلا بما صلح به أوله… دولة تحكم بالحق وتطبق الإسلام بالعدل، خلافة على منهاج النبوة تسير مسيرة الخلافة الأولى، تطبق الإسلام في الداخل، وتنطلق جيوشها لنشر الإسلام في الخارج…

أيها المسلمون: إننا ندرك أن هناك من يقول: حزب التحرير يحلم بإقامة الخلافة، وهي هذه الأيام مستحيلة! ونُجيب: هل حزب التحرير يحلم وهو يتلو وعد الله بالاستخلاف لمن آمن وعمل صالحاً ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾؟ وهل حزب التحرير يحلم وهو يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة من جديد بعد هذا الحكم الجبري «…ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»؟… ونحن ندرك أيضاً أن هناك من يقول: إن حزب التحرير لا بضاعةَ له إلا الخلافة، حيث حلَّ أو ارتحل لا ينطق إلا بالخلافة، لا يعرف غيرها، ولا إلْفَ له غيرُها …

هكذا! نعم أيها المسلمون إن الخلافة هي البضاعةُ والصناعة، هي حافظةُ الدين والدنيا، بها تقام الأحكام، وتُحدُّ الحدود، وتفتح الفتوح بالحق. هي التي شَرَع المسلمون بها قبل أن يشرعوا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه صلوات الله وسلامه عليه، على أهمية ذلك وعظمته، وكل ذلك لعظم الخلافة وأهميتِها حيث رأى كبارُ الصحابة أن الاشتغال بها أولى من ذلك الفرض الكبير: تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم… نعم إن الخلافة هي العزُّ والمنعة، هي التي تقضي على دولة يهود وتعيد فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، هي التي تقضي على سلطان الهندوس في كشمير، وتنهي حكم الروس في الشيشان والقفقاس وتتارستان، هي التي تقضي على احتلال الصين لتركستان الشرقية، هي التي تعيد القرم إلى أصلها، جزءًا من دولة الخلافة، هي التي تعيد كلَّ بلاد الإسلام إلى أصلها وفصلها… وهي التي تقطع يد أميركا وبريطانيا وفرنسا من العبث في بلاد المسلمين، وتردها إلى عقر دارها إن بقي لها عقر دار… الخلافة هي التي تنشر الأمن والأمان في الشام وهي التي تمنع تمزُّق العراق، وتعيد ما فُصل من السودان، وتعيد اللحمة إلى الصومال، وتزيل الحدود والسدود التي رسمها الكفار المستعمرون من أطراف المحيط الهادي حيث إندونيسيا وماليزيا إلى شواطئ الأطلسي حيث المغرب والأندلس. إنها التي تنشر العدل والخير، وتُعز الإسلام والمسلمين، وتقطع دابر الظلم والشر، وتُذل الكفار المستعمرين…

وقد يقول قائل: أوَ تفعلُ الخلافة كلَّ هذا؟ أتصنع النصر وتدفع الهزيمة؟ ونقول نعم، يقول بهذا ربنا سبحانه وتعالى ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ونصرُ اللهِ الحقَّ لا يكون إلا بإقامة دولة الإسلام التي تقيم أحكامَه، فإذا أقيمت نصرها الله سبحانه، ورسختْ وعزّتْ، فاحترمها أصدقاؤها وهابها أعداؤها. ويقول بهذا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الإمام جُنَّة يُقاتل من ورائه ويُتقى به» فالخليفةُ والخلافة جُنة، أي وقاية، ومن كانت له وقاية، فهو بإذن الله منصور في النهاية، لا تضيع حقوقه، ولا بلاده، ولا يجرؤ أن يقتربَ منه أعداؤه. وينطق بهذا تاريخ الخـلافة، فأين بيزنطة وصولجانها؟ وأين المدائن والأكاسرة؟ ثم من مدَّ الصوت بالتكبير في تلك البقاع الممتدة على طول الأرض وعرضها من المحيط إلى المحيط لولا دولة الإسلام وجند الإسلام وعدل الإسلام؟… فالخلافة هي مبعث عز المسلمين، وسبيل نهضتهم، وعنوان وحدتهم… فيها فوزهم في الدنيا وفوزهم في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم… هذا هو الحق أيها المسلمون، ولمثل هذا فليعمل العاملون ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

وفي الختام، فإني أذكركم بثلاثة أحداث في هذا الشهر الحرام شهر رجب الذي ينعقد مؤتمركم فيه، فيها عظة وعبرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. الحدثان الأولان أضاءا الدنيا بفضل من الله ونعمة، أما الأول فهو: حادث الإسراء والمعراج الذي أكرم الله به رسوله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ثم وفاة عمه أبي طالب الذي كان يعينه أمام قريش.. والحادث الثاني هو الإذن من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم بطلب النصرة لإقامة دولة الإسلام، وتطبيق حكم الله في الأرض، فاستجاب الأنصار، وأقيمت دولة الإسلام، وأشرقت الأرض بالخير والعدل.

وأما الحدث الثالث فقد جاء بالظلام بعد النور، حيث تآمر الإنجليز مع عملائهم خونة العرب والترك، تآمروا على الخلافة في اسطنبول فقضوا عليها، ومن ثم مُزِّقت بلادنا شر ممزق، وأصابنا من جراء ذلك ما هو شاهد على مآسينا المتتالية… فهلم أيها المسلمون لإزالة هذا الظلام الطارئ، وإعادة نور الخلافة من جديد، فنستظل في الدنيا براية العُقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونستظل في الآخرة بظله سبحانه يوم لا ظل إلا ظله، ونكون إن شاء الله مع الذين قال الله فيهم: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾…

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا وقد أوردت العديد من الصحف المحلية أخباراً عن المؤتمر العالمي والمؤتمر الصحفي، كما تمت استضافة الأستاذ/ إبراهيم عثمان أبو خليل- الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان بالإذاعة السودانية. فكان مؤتمر طوق النجاة بداية خير فكري ونضج حضاري، وقد بان ذلك من خلال ردود أفعال الناس.

تركيا

أقام حزب التحرير في ولاية تركيا مؤتمرات بمناسبة الذكرى السنوية الهجرية لهدم الكافر المستعمر دولة الخلافة الإسلامية وذلك في مدن عدة منها: قونيا، وفي مدينة وآن، وفي ديار بكر، وفي أنقرة، وفي أرضروم، وفي بورصة…

فلسطين

أقام الحزب فعاليات حاشدة في الذكرى الثالثة والتسعين لهدم الخلافة تحت شعار «المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة» وذلك في شتى بقاع الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس: في الأقصى المبارك، في مدينة الخليل، وقطاع غزة، وقلقيلية وطولكرم وجنين، وبيت لحم وحوسان، ورام الله، وغيرها… وشهدت الفعاليات حشوداً ضخمة منقطعة النظير على مستوى الساحة السياسية في فلسطين، مما دب الرعب في قلوب الكافرين والمنافقين وأغاظهم غيظاً شديداً. وقد لاقت هذه الفعاليات في جملتها تأييداً كبيراً من الناس مما عكس مدى تغلغل فكرة الخلافة في أوساطهم وتطلعهم لعودتها من جديد.

وقد تنوعت الفعاليات وكان من أبرزها النداء الحار من حزب التحرير للأمة الإسلامية – حيث احتشد له الآلاف في مشهد مهيب – من المسجد الأقصى، للأمة وجيوشها عقب صلاة يوم الجمعة 23/5/2014م، وجه فيه الحزب نداءً لكتائب الشام وجيش الكنانة وتركيا وباكستان والمغرب العربي وفي كل بلاد المسلمين حثهم فيه واستصرخهم لإقامة الخلافة التي تحرر مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لفعاليات أخرى كثيرة شملت: زيارة للمدارس والحديث مع الطلبة عن الخلافة، وصرخات وخطب في المساجد، ونداء موحد من حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، وعدد من المحاضرات والمؤتمرات والمسيرات والسلاسل البشرية والوقفات في الضفة وقطاع غزة…

الأردن

نظم حزب التحرير في الأردن مهرجاناً خطابيا في العاصمة الأردنية عمان يوم السبت، 21 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 22 آذار/مارس 2014م، بمناسبتي الذكرى الـ93 لسقوط الخلافة الإسلامية، والذكرى الثالثة لبدء الثورة السورية في منتصف مارس / آذار 2011م تخلل المهرجان كلمات قوية مؤثرة، وقد عقدت مقابلات صحفية متعددة حول هذا النشاط…  وفي إطار فعاليات هذا الشهر  اعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة من أفراد حزب التحرير كما اوقف جهاز الأمن في مطار الملكة علياء الدولي اثنين من شباب الحزب القادمين من السودان. كما قامت الأجهزة الأمنية في وقت سابق باعتقال عضوين من الحزب من داخل البرلمان الأردني بعد أن قاما بتوزيع رسالة من الحزب لأعضاء البرلمان.

سوريا

عقد الحزب في سوريا نشاطات متعددة في شهر رجب بمناسبة الذكرى الأليمة لهدم دولة الخلافة، ومن بين هذه النشاطات: لقاءات مع الوجهاء والأعيان في بلدات مختلفة،  ندوات حول الثورة وما وصلت إليه، مؤتمراً صحفياً بعنوان «معاً لإسقاط طاغية السام وإقامة حكم الإسلام – خلافة على منهاج النبوة»، محاضرات ولقاءات شبابية وخيمات دعوية، محاضرة نسائية وهي الأولى في الشام حول حتمية عودة الخلافة وضرورة العمل لها، حملات الهمس للتذكير بمشروع الخلافة، وغيرها…

لبنان

       نظم حزب التحرير / ولاية لبنان مؤتمراً جماهيرياً في ذكرى هدم الخلافة الإسلامية وانطلاق نصرة ثورة الشام من طرابلس الشام.  في 30 رجب الفرد 1435هـ الموافق 29 أيار/مايو 2014م. هذا وقد حضره علماء ورجال دين، وفاعليات حزبية وثقافية واجتماعية، ومخاتير وممثلين عن جمعيات ونقابات، وحشد من الناس المهتمين بقضايا أمتهم…  وقد ألقى فيه رئيس المكتب الإعلامي للحزب أحمد القصص كلمة قيِّمة، ومما قاله فيها: “إننا في هذا اللقاء أتينا لنرسل رسالة واضحة لأعداء ثورة الشام في لبنان، ولن يستطيع أحد أن يفصلنا عن ثورة أمتنا… لبنان هذا هو في عقر بلاد الشام، والشام عقر دار الإسلام”. ثم تحدث نائب رئيس “هيئة علماء المسلمين في لبنان” ورئيس “جمعية الاتحاد الاسلامي” الشيخ حسن قاطرجي، فدعا إلى “توحيد الفصائل الثورية (في سوريا) على أساس كتاب الله وهدي النبي ”. بدوره حض إمام مسجد النور في منطقة المنكوبين الشيخ محمد إبراهيم، أهل طرابلس على الاستمرار “في مواقفهم الجريئة والبطولية”، وقال: “طرابلس أولى المدن التي نصرت الثورات”. وتخلل اللقاء فيلم مصور قصير عن “انطلاق نصرة ثورة الشام في لبنان، واختتم بفيلم مصور عن “هوية ثورة الشام.

تونس

نظم الحزب في تونس نشاطات متعددة في شهر رجب فألقيت الكلمات في الندوات والاجتماعات الجماهيرية، ونظمت الوقفات، وانطلقت الجولات التفاعلية في شوارع البلاد وذلك إحياء للذكرى الأليمة لهدم الخلافة كما عقد مؤتمر الخلافة العام يوم الأحد 22-06-2014م.

إندونيسيا

نظم حزب التحرير / إندونيسيا في الفترة الواقعة بين 27 أيار/مايو و01 حزيران/يونيو 2014م مؤتمرات جماهيرية حاشدة في 70 مدينة رئيسية في طول البلاد وعرضها بمناسبة الذكرى الـ93 لهدم دولة الخلافة الإسلامية.

بنغلاديش

نظم حزب التحرير في بنغلادش كلمات وبيانات تلقى في المساجد في شهر رجب بمناسبة الذكرى الأليمة لهدم دولة الخلافة…

باكستان

نظم الحزب في باكستان نشاطات متعددة في شهر رجب بمناسبة ذكرى هدم دولة الخلافة، فعمت التظاهرات أنحاء البلاد وصدرت النشرات والبيانات ونُظمت حملة واسعة لتوزيعها …

ماليزيا

عقد حزب التحرير في ماليزيا نداء في شهر رجب بعد صلاة الجمعة الموافق 16/05/2014م بمناسبة ذكرى هدم دولة الخلافة…

بلاد الغرب

عقد حزب التحرير خلال شهر رجب في عدد من البلدان الغربية التي يعمل فيها شبابه نشاطات في الذكرى الأليمة لهدم دولة الخلافة، وكان من بين هذه البلدان: الدنمارك وبريطانيا وغيرهما…

ويبقى توفيق الله وفضله هو السبب في نجاح هذه الفعاليات التي نظمها الحزب في أرجاء العالم، سائلين المولى سبحانه أن يكرمنا جميعاً بنصره، وأن ييسر للحزب أنصاراً كأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقام الخلافة ويعز الإسلام وأهله، وتحرر البلاد والمقدسات، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *