العدد 399 -

السنة الرابعة والثلاثون، ربيع الثاني 1441 الموافق كانون الأول 2019م

عقد «المؤتمر المسيحي العربي الأول» في باريس لمواجهة الأكثرية العربية السنية

عقد «المؤتمر المسيحي العربي الأول» في باريس لمواجهة الأكثرية العربية السنية

اختتمت فعاليات «المؤتمر المسيحي العربي الأول» في 23/11/2019م، في فندق الميريديان في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور 100 شخصية ثقافية واجتماعية وسياسية وإعلامية من مختلف الدول العربية. وعُقد المؤتمر لمعالجة “القلق الوجودي» لدى المسيحيين العرب، مؤكدًا مشروعيته بعد استهدافهم لكونهم مسيحيين، ولأنهم أقلية دينية في بلدانهم، وأكد المؤتمر أن العنف طال جميع الأقليات، وهدد وجود الدولة الوطنية في سوريا والعراق، ودفع بعض المسيحيين للمناداة بحملات أجنبية، والدعوة لتحالف الأقليات الدينية لمواجهة الأكثرية العربية السنية. وناقش المؤتمرون في جلسة عامة وثلاث جلسات متخصصة إشكاليات الوجود المسيحي في المنطقة العربية، والتي تجسدت بثلاث مشكلات؛ العنف، والتطرف، والإرهاب. وراوحت خيارات المسيحيين في المنطقة بين أطروحتين: الانطواء على الذات الطائفية، وتحصينها بتحالف أقليات في المنطقة بوجه الأكثرية العربية السنية، بالإضافة إلى التماس حمايات خارجية. والثانية هي اندماج المسيحيين في بلدانهم وحمل قضاياها بالشراكة مع مواطنيهم، بمعزل عن مفهوم أكثريات وأقليات عددية. واستغرقت التحضيرات للمؤتمر أكثر من ستة أشهر، ويعتقد المجتمعون أن التحدي الحقيقي الماثل اليوم أمام المسيحيين في المنطقة العربية إنما يتلخص في الإجابة على «كيف نواصل العيش مع شركائنا في الحياة والمصير متساوين ومختلفين؟»، ومواجهة “تحالف أقليات بوجه أكثرية بدلًا من تحالف القيم الإنسانية الجامعة، أو التماس حمايات خارجية بدلًا من حماية بيئتنا الإنسانية ومناعتنا الذاتية أو إشهار هوية مشرقية بوجه الهوية العربية”

وعن عقده في فرنسا، قال السياسي السوري المعارض ميشيل كيلو: «ننظم مؤتمرنا في فرنسا لأنها أفضل مكان لذلك الاجتماع… ولا ننسى أن المؤتمرات التي عقدت في باريس من أهم المؤتمرات التي قررت مصير العرب مثل المؤتمر العربي الأول 1913، وهذا هو مؤتمرنا الأول وليس الأخير». أما السياسي السوري جورج صبرا فقد قال عن مشاركته في المؤتمر: «شاركت في المؤتمر بصفتي سوريًا أولًا ومسيحيًا ثانيًا… فواجبنا كنخب وطنية في هذه البلدان مسيحيين ومسلمين أن نعلن أن هذه البلاد هي بلاد المسيحيين كما هي بلاد المسلمين». أما السياسي اللبناني فارس سعيد، فقد أكد أن المؤتمر سيخرج بهيئة متابعة لأول مرة، هيئة ليست محلية بل عربية، تفكر وتناقش وتحلل الأوضاع وتقترح كيف يمكن الانتقال في العالم العربي إلى مرحلة نتلمس معالمهما. وكرر أن «خيارنا هو خيار الدولة المدنية التي تؤمن الحقوق للمواطن الفرد».

الوعي: يأتي عقد هذا المؤتمر بعد عقد مؤتمر «اللقاء المشرقي” الذي انعقد مؤخراً في بيروت، والذي شمل ممثلين لأقليات مسيحية وكردية وأيزيدية وشيعة وعلويين وغيرهم. وهذان المؤتمران يأتيان لمواجهة الأكثرية العربية السنية كما صرحواوحلف الأقليات هذا يتجدد اليوم، فقد كان من عوامل التدخل الأجنبي لهدم الدولة الإسلامية من قبل، كما ذكر  ميشال كيلو حين قال عن مؤتمر باريس سنة 1913م أنه من أهم المؤتمرات التي قررت مصير العرب. وهو الآن يأتي من أجل إيجاد الذريعة للتدخل الأجنبي لضرب قيام دولة إسلامية يتوقعون بكل قوة قرب قيامها. والله من ورائهم محيط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *