العدد 398 -

السنة الرابعة والثلاثون – ربيع الأول 1441هـ – ت2 2019م

مَولِدُ الهادي، ذِكرى وَبُشرى

مَولِدُ الهادي، ذِكرى وَبُشرى

 

وَالوادُ أَينَعَ بَعدَ القَفرِ غَرسَتَهُ

مِنَ الهَواشِمِ أنسابٌ تُؤَصِّلُهُ

خَمسٌ خَلَوْنَ بِهِ وَالغَارُ خُلْوَتُهُ

إِقرَأْ وَبِاسمِ اللَّهِ أَنتَ صَفْوَتُهُ

جَفَّتْ مَحابِرُ أَنْ تَحكي فَصاحَتَهُ

مِن بَعدِ دَهشَتِهِ يُعلِي طَلاوَتَهُ

وَلا القَوافِي حَكَتْ بِالشِّعْرِ غُنَّتَهُ

يا ابْنَ المُغِيرَةِ فَاخْسَأْ  لَستَ تَقْدُرُهُ

خَرَّتْ بَلاغَتُكُم أَرضًا تُنازِلُهُ

صَبرًا سُمَيَّةَ مَدَّ الخِرُّ حَرْبَتَهُ.

مَتْنُ الصَّحيفَةِ بِالأَستارِ عَلَّقَهُ!

جُوعُ الصَّبِيِّ مِنَ الآفاقِ تَسمَعُهُ

عَدْلُ النَّجاشِيِّ مَن يَأْتِيهِ يَأَمَنُهُ

فَاسْأَلْ كَبيرَهُمُ إِنْ كانَ يَنفَعُهُ

هَذِي الوَليدَةُ خَلقُ اللَّهِ أَكرَمَهُ؟

وَالدَّيْنُ يَربو على المِسكينِ أَثقَلَهُ؟

بَينَ القَبائِلِ وَالأَعراقُ تَهدِمُهُ؟

وَالعَامُ عامُ الحُزنِ ضَاقَ مَسكَنُهُ.

يا لَيتَ جُرْحَكَ في أَحشاءِ مَنْ سَفِهُوا.

وَالعَيْنُ تَذرِفُ مِدرارًا وَتَسْكُبُهُ.

جَافَى المَضاجِعَ والبَرَّاقُ يَحمِلُهُ.

حَطَّ النَّبِيُّ بِبَيتِ القُدسِ يَفتَحُهُ.

مِن بَعدِ بِعثَتِهِم حَلَّتْ سِيادَتُهُ.

لَيسَ المَسيحُ وَلا موسَى يُنازِعُهُ.

وَالشَّرعُ شَرْعُكَ والإِنجِيلُ بَشَّرَهُ.

لِلمُؤمِنينَ عُقَيْبَ الصَّبرِ أَورَثَهُ.

فَالتِّبْرُ يُبرِقُ بَعدَ الصَّهرِ لَمْعَتَهُ.

ابْسُط يَمِينَكَ نَحنُ اليَومَ نَنصُرُهُ.

وَاخْتَرْ لِنَفسِكَ ما تَرضاهُ نَفعَلُهُ.

دَاعِي الجِهادِ وَثارَ النَّقْعُ نَعشَقُهُ.

وَاقْطَعْ حِبالًا عَمَّنْ شِئتَ نَقطَعُهُ.

فَالدَّارُ دَارُكَ عُقرُ الدِّينِ مَركَزُهُ.

قَد حَرَّهُ نَبَأُ الأَنصارِ أَوغَرَهُ.

بَينَ الجُباجِبِ أَينَ القَومُ وَاشْتَبَهُوا.

مُحَمَّدٌ يَبني لِلدينِ دَولَتَهُ.

ياسِينَ يَقرَؤُها وَاللَّهُ يَحفَظُهُ.

وَالصَّاحِبُ الثَّانِي في الغَارِ يَحضُنُهُ.

ارْجِعْ سُراقَةَ تَاجَ الفُرسِ تَلبَسَهُ.

مِن فَوقِ ناقَتِهِ القَصواءِ بَشَّرَهُ.

أَنصارُهُ اجْتَمَعتْ حَقَّتْهُ بَيْعَتَهُ.

مِ عِزَّةً وَسَطَ الأَهوالِ تَقحَمُهُ.

وَلْيَعلَمِ النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ أَذَّنَهُ.

فَرضُ الخِلافَةِ هَديٌ لَستُ أَزعُمُهُ.

عَودُ الخِلافَةِ وَعدٌ هَلَّ مَوعِدُهُ.

وَارفَعْ جَبِينَكَ صَوبَ النَّصرِ يُنزِلُهُ.

يا بَطنَ مَكَّةَ شَعَّ النُّورُ وَمْضَتَهُ 

هَلَّ الحَبيبُ وَهذا الكَونُ رَحَّبَهُ

مِن قَبلِ ما نَاداهُ الوَحْيُ مُعتَزِلًا 

إِقرَأْ ثَلاثًا أَتاهُ الوَحْيُ يَحضُنُهُ 

إِقرَأْ قِرَاءَةَ أُمِّيٍّ بِلا قَلَمٍ 

ذَاكَ الوَليدُ وَحارَ القَومُ في عَجَبٍ 

فَلا الكَهَانَةُ تَشبِيهٌ بِحَدرَتِهِ

وَالسِّحرُ إِفْكٌ وَأَفَّاكٌ يُقَدِّرُهُ

أَيْنَ المَلاذَةُ يا أَقحاحُ ما لَكُمُ 

رَدَّتْ عِنادًا وَإِرهابًا بِمَن سَجَدُوا 

وَالفِكْرُ جُوبِهَ بِالإِجرامِ غَطْرَسَةً 

في الشِّعْبِ قُوطِعَ لا يَشرِي ولا يُشرَى 

والصَّحْبُ فَرُّوا إِلى الأَحباشِ مِن فِتَنٍ 

كَيفَ الحِجارَةُ تَهدِي حِلْمَ مَنْ صَنَعُوا؟

كَيفَ الحَليمُ يُطِيقُ الوَأْدَ مَفْخَرَةً 

كَيفَ المُطَفِّفُ كَالَ الوَزْنَ يُنقِصُهُ 

كَيفَ العُروبَةُ تَبنِي جِسرَ رابِطَةٍ 

رَدَّتْ قُرَيشُ جِماعَ الخَيرِ وَارْتَكَسَتْ 

أَغرَتْ هَوازِنُ غِلمانًا وَشِرْذِمَةً 

رُوحِي فِداكَ رَسولَ اللَّهِ زَاهِدَةٌ 

أَنتَ الكَريمُ فَلا يَحْزُنْكَ ما صَنَعُوا 

فِي لَيلَةٍ سَكَنَتْ لِلَّهِ خاضِعَةً

صَلَّى إِمامًا بِخَيرِ الجَمْعِ قُدوَتُهُمْ

الآنَ أَنتَ حَبيبُ اللَّهِ خَاتِمُهُمْ 

وَالدِّينُ دِينُكَ وَالتَّوراةُ تَصدُقُهُ 

وَالأَرضُ أَرْضُكَ أَرْضُ اللَّهِ يُورِثُهَا

الآنَ حَقَّ النَّصْرُ بَعدَما فُتِنُوا 

في بَيعَةٍ عُقِدَتْ وَالشِّعْبُ مَحضَنُهُا 

وَاعْدُدْ شُروطَكَ لا يَنقُصْنَ واحِدَةً 

نَحنُ الأُبَاةُ إِذا ما الحَربُ سَعَّرَهَا 

وَامْدُدْ حِبَالًا على مَنْ شِئتَ نُوثِقُهُ 

أَقدِمْ إِلَينَا رَسُولَ اللَّهِ في عَجَلٍ 

صَاحَ الرَّجِيمُ مِنَ الأَعلى بِصَيحَتِهِ 

ثَارَتْ قُرَيشٌ وَطَاشَتْ بَعدَما سَمِعَتْ 

نَادَتْ سَراتَهُمُ في عَقْدِ مُؤتَمَرٍ 

حَفَّتْ سُيوفُهُمُ مِن حَولِ مَنزِلِهِ 

إِلى المَدِينَةِ عُقرِ الدَّارِ هِجرَتُهُ 

هَذا سُراقَةُ مِنْ خَلفٍ وَيَطلُبُنَا 

اللَّهُ أَكبَرُ تَكبيرًا بِعِزَّتِهِ 

وَيَبلُغُ الهَادِي أَطرافَ سَبخَتِهِ

اللَّهُ أَكبَرُ قَامَتْ دَولَةُ الإِسلا 

هَذا البَلاغُ بَلاغُ العِزِّ نُشهِرُهُ 

هَذا الرَّسولُ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِيًا 

وَاليَومَ مَولِدُهُ يُحيِي لَنا أَمَلًا 

فَابسُطْ يَمِينَكَ بِالتَّحريرِ نُرجِعُهَا 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *