العدد 397 -

السنة الرابعة والثلاثون – صفر 1441هـ – ت1 2019م

وزير الشؤون الدينية الجديد يدعو إلى عودة يهود السودان … الدولة المدنية لا تستثني أحدًا

وزير الشؤون الدينية الجديد يدعو إلى عودة يهود السودان … الدولة المدنية لا تستثني أحدًا

وجَّه الصادق المهدي، زعيم طائفة الأنصار في السودان، ومن بعده نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية الجديد، الذي قال في تصريحات صحافية أخيرًا، إنّ السودان بلد متعدد في كلّ شيء بما في ذلك التعدد الديني، وذكر الوزير أنّ الأقلية اليهودية فارقت البلاد منذ سنوات، داعيًا أبناءها إلى العودة والحصول على الجنسية والمواطنة بعد قيام الدولة المدنية التي ستصبح فيها المواطنة أساس الحقوق والواجبات. وأضاف الوزير أنّ قضية التسامح الديني بين المذاهب الفكرية والمجموعات المختلفة قضية مهمة ستبقى من أولويات الحكومة الجديدة. من جهته، رد مبارك أردول، وهو متحدث رسمي سابق في الحركة الشعبية، على دعوة اليهود للعودة إلى البلاد برسالة مفتوحة للوزير، جاء فيها أنّ إرساء قيم التسامح لن تتم إلا بردّ المظالم وإرجاع الممتلكات التي اقتلعتها أجهزة قمع النظام السابق من عدد من الطوائف الدينية، مشددًا على ضرورة تسليم تلك الممتلكات والمقرات لأهلها بما في ذلك دور العبادة. ويقدّر عدد يهود السودان في أزمنة سابقة بنحو ألفي شخص عاشوا في الخرطوم ومدني وبورتسودان ومروي ومدن سودانية أخرى، ويذكر أن هناك أسرًا ما زالت موجودة، لكنّها دخلت إلى الإسلام (نفاقًا)  وهم كانوا في أيام الحكم التركي المصري، وبعد انتصار الثورة المهدية سنة 1899م هاجروا إلى مصر، ثم عادوا مع الجيش الإنكليزي، وبقوا في السودان، لكنّ بعضًا منهم غادر بعد حرب فلسطين 1948م، وبعضًا آخر بعد حرب 1967م؛ بسبب تغير نظرة المجتمع إليهم فبدؤوا هجرة عكسية إلى دول عديدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأراضي الفلسطينية المحتلة. حتى لم يبقَ منهم غير القليل القليل ممن بدّلوا ديانتهم ظاهرًا لا حقيقة. ومن الأسر اليهودية التي تحمل الجنسية السودانية: آل إسرائيل من الأسر التي استوطنت الخرطوم، ومن بناتهم ليلي إسحق إسرائيل التي عملت سكرتيرة الرئيس نميري، ومنهم دكتور منصور إسحق إسرائيل الذي يمتلك صيدلية في شارع العرضة بأم درمان. ويعتز بنسبه لأسرة يهودية هاجرت منذ سنوات بعيدة إلى السودان، كما يعتز بأنّه مواطن سوداني يخلص لوطنه ولدينه الإسلام، وآل قرنفلي ارتبطوا بمدينة بور تسودان، وآل منديل، وآل مراد بسيسي في مدينة بربر، وآل المليح زابت في كسلا، وآل عدس في مدينة ود مدني وهو من اليهود السوريين، وآل سلمون ملكا وهو حاخام من يهود المغرب استقدمه يهود السودان من أجل إقامة الصلوات، وآل قاوون منهم نسيم قاوون الذي أسهم بشكل كبير في افتتاح كنيس الخرطوم، وآل باروخ وهم من يهود المغرب، وآل دويك وهم من يهود سوريا المتشددين، وآل تمام سكنوا في أم درمان والخرطوم، وآل كوهين استقروا في الخرطوم، آل ساسون عاشوا في كردفان، ومن أبنائهم أول سفير لـ (إسرائيل) في مصر. وآل عبودي، وآل حكيم…

الوعي: انظروا كيف يتسابق السياسيون في بلاد المسلمين إلى مثل هذه الدعوات استرضاء لجهات دولية. ويجب الحذر من أمثال هؤلاء حتى لو أشهروا إسلامهم وما مصطفى كمال عنا ببعيد، والمطلوب هو إحصاؤهم وعدم السماح لهم بالنفوذ بين المسلمين. وإن أول ما على الدولة الإسلامية أن تقوم به هو معرفة مدى تغلغلهم في بلاد المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *