لبنان ما بعد الطائف: فتنة طائفية متجددة
2019/08/02م
المقالات, كلمات الأعداد
2,759 زيارة
لبنان ما بعد الطائف: فتنة طائفية متجددة
كان المسلمون في هذه البلاد يعيشون حياة إسلامية كاملة في دولة الخلافة العثمانية ضمن ما يعرف بلاد الشام كجزء من أمة، ويعيش فيها غير المسلمين حياة مستقرة كرعايا من أهل الذمة، ويخضعون من حيث النظام العام لأنظمة الحياة الإسلامية، وفي الوقت نفسه، يمارس كل منهم عقيدته وعباداته وأحكام الطلاق والزواج والإرث والمطعومات والملبوسات، بحسب ما يؤمن به، فيما يعرف بنظام المِلل العثماني، ولم يكن يوجد مشكلة ما يسمى بـ «الأقليات». وهذه الحالة كانت منتشرة في كل أصقاع الدولة الإسلامية…
ولكن لما بدأت الدولة العثمانية تضعف، أرادت دول أوروبا التدخل بالدولة العثمانية عن طريق اختراق هذه المكونات غير الإسلامية لفرط الدولة من الداخل، فقامت بتبنيها والنطق باسمها جاعلة منها كيانات سياسية يجب حمايتها داخل دولة الخلافة العثمانية نفسها، مثيرة بينها النعرات الطائفية لإيجاد ذريعة التدخل فيها، وتقاسمت دول أوروبا بينها تلك الكيانات الطائفية، ففي لبنان كان الموارنة مدعومين من فرنسا، والكاثوليك من النمسا، والأرثوذوكس من روسيا، والدروز من بريطانيا. وعلى وقع الثورات والمجازر والفتن الطائفية التي افتعلتها هذه الدول، استطاعت هذه أن تتوصل إلى أشكال خاصة من الحكم لهذه المكونات، كان منها ما سمي بـ «نظام القائمقاميتين (1843-1860)م» الأولى درزية والثانية نصرانية، وسُمّيت تلك الفترة عهد الفتن، وانتهت بمجزرة كبيرة في عام 1860م بينهما. تم الاتفاق بعدها بين الدولة العثمانية وبين الدول الأوروبية على إنشاء نظام المتصرفية الذي استمر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.(1861-1919)م (المتصرّف كان مسيحيًا ولكن ليس لبنانيا، بل كان من رعايا السلطنة العثمانية؛ لذلك لم يكن الحكم لبنانيا بهذا المعنى) وهذا النظام أعطى الدول الأوروبية دورًا مباشرًا في الداخل اللبناني بحجة حماية الطوائف، وسمّوه لبنان الصغير. ثم جاءت مرحلة الانتداب الفرنسي: (1920-1943)م. وتم فيها تقسيم وتقاسم المنطقة وفقا لاتفاق «سايكس بيكو»، وإعلان لبنان الكبير بحدوده الراهنة عام 1920م. وفيه برزت مراعاة الطوائف في تركيبة المجالس لكن دون اعتماد توزيع المواقع الرئيسية على طوائف محدّدة. لذلك كان شارل دباس الأرثوذكسي رئيسًا للجمهورية، ثم أيوب ثابت الإنجيلي». وهؤلاء ليسوا موارنة)… ثم جاءت ما سموه مرحلة الاستقلال، وجرى فيها سنة 1943م توافق غير مكتوب صار عرفًا فيما بعد يلحظ توزيع المناصب الرئيسية للسلطة على أساس طائفي (رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة الوزارة للسنة ورئاسة المجلس النيابي للشيعة. وكانت الكوتا الطائفية تقوم على أساس إعطاء المسيحيين نسبة 7 على 6 للمسلمين في مؤسسات الدولة، ثم قامت أحداث في لبنان سنة 1958م، ثم الحرب الأهلية 1975م، وأنهيت هذه الحرب باتفاق الطائف 1989م، وأقرت فيه المناصفة بين ممثلي المسيحيين والمسلمين في المجلس النيابي والحكومة، وموظفي الفئة الأولى. وأهل لبنان اليوم في مرحلة اتفاق الطائف، وهناك نقاط عدة لا بد من التوقف عندها بعد هذا العرض الموجز:
– إن نظام الحكم الذي يجب أن يطالب به المسلمون في لبنان هو أن يعود كما كان، جزءًا من دولة إسلامية جامعة هي دولة الخلافة، وليس ذلك فحسب، بل يجب أن يعملوا على إعادة غير المسلمين إلى الوضع الذي كانوا عليه (رعايا في الدولة من أهل الذمة). فهذا هو الوضع الشرعي الوحيد الذي يرضي الله.
– إن العيش ضمن تركيبة النظام اللبناني لن تستقر حياة المسلمين ولا غير المسلمين فيها أبدًا، فقد قامت هذه الصيغة بناء على تدخلات دول الغرب وما زالت، وستبقى كذلك، وقامت فيها الثورات والمجازر والأزمات الطائفية بأزمنة متتالية متقاربة، 1840م إلى 1860م إلى 1920م إلى 1943م، إلى 1958م، إلى الحرب الأهلية التي استمرت من 1975م إلى 1989م، وانتهت باتفاق الطائف… واليوم هناك من يسعى إلى فرض اتفاق ما بعد الطائف، ويستجلب معه المواقف الطائفية والتوترات السياسية، ويستحضر أجواء استرداد الحقوق، وهذا ما شهدناه في الفترة الأخيرة. وهكذا سيبقى الوضع لبنان…
– إن ادعاء أن لبنان وطن نهائي هي دعاية كاذبة؛ إذ لا يوجد بلد في العالم حدوده نهائية، فقد مر بنظام القائمقاميتين ثم بنظام المتصرفية، ثم إعلان دولة لبنان الكبير، ثم اتفاق الطائف، ثم الآن هناك من يفكر في تغييره إلى نظام جديد…
– إن القيمين على هذا التركيبة يعلمون أن الولاء الأول هو للطوائف وليس للبلد، وما نراه من دعوات قوية للتمسك بالوطنية فلأن الشعور بها ضعيف، وهي عرضة للاهتزاز عند أي أزمة.
– إن تغيير صيغة النظام يحدث بعد أزمات وثورات داخلية تقوم بين طوائف البلد تزهق الأرواح، وتجعل البلد خرابًا، وتجعل سعادة طوائف على حساب طوائف أخرى. وهو شكل من أشكال الحكم التي لا يستقر فيها عيش لأهله.
– إن تركيبة لبنان الطائفية تنشئ مجتمعًا فاشلًا، مكوناته الفكرية والمشاعرية متنافرة متناقضة… غير متعاونة، والأصل أن يجتمع أهل البلد على أنظمة يحافظ عليها وحدة الأفكار والمشاعر، وتتحقق من خلالها مصالح الجميع على مستوى واحد.
– يوجد وراء كل محاولة لتغيير النظام دول خارجية تريد أن تحقق مصالحها من خلال تغليب طائفة على أخرى، وهذا يجعله خاضعًا للتجاذبات والتدخلات الخارجية منزوع الاستقلال؛ إذ كل طائفة لها امتداد وولاء خارجي، وتوجد المنازعات بين طوائفها تبعًا لمنازعات الأطراف الخارجية. وكل طائفة عندما تسود فإنما تسود على الأخرى.
والآن، نأتي إلى الواقع الذي نعيش فيه، وبما أن هذه الصيغة هي غير نهائية، وبما أن الدول الخارجية هي التي تملي إرادتها على أطرافه الداخلية، ولأن هناك اليوم طرفًا وهو الطرف الشيعي، ومن ورائه إيران، يعتبر نفسه أنه قد ظلم في كل التركيبات السابقة، وهو يعتبر اليوم أن الوقت مناسب جدًا لتغيير الصيغة لمصلحته بادعائه أنه يشكل أكثرية عددية، فهو يفكر بالمثالثة، فإذا كانت تركيبة ما قبل الطائف كان الموارنة هم رقم واحد، وبموجب اتفاق الطائف صار السنة هم رقم واحد، فهو اليوم يريد أن يكون هو الرقم واحد في التركيبة المستقبلية. أما الطرف المسيحي فهو يفكر باسترداد الحقوق والعودة إلى المربع الأول.
إن هذا المشهد السياسي الحالي في لبنان يأتي في ظرف امتلاك حزب إيران لفائض قوة مكنته من أن يدير اللعبة السياسية في البلد، ويأتي في جو لعب دولة إيران لدور إقليمي في المنطقة مدعوم من أميركا، ويأتي في ظرف ما يعتبرونه انتصار النظام السوري وفشل الثورة التي تعتبر ثورة سنية عليه، ويأتي في ظرف أن السنية السياسية في لبنان تعيش في أضعف حالاتها، ويزيد في ضعفها أنه يقودها سياسي ضعيف وهو سعد الحريري ومن ورائه دولة إقليمية فاشلة هي السعودية… ويضاف إلى ذلك أن التيار الوطني الحر يعتبر نفسه حليف النظام السوري المنتصر وحليف حزب إيران، وهو يعتبر أنه ظرف مناسب لإثارة هذا الموضوع، وبالتالي هو يحرص على تزعم المارونية السياسية في هذا المطلب، خاصة وأن الطرف المنافس له وهو القوات اللبنانية تقف في الضفة الأخرى، ولكن في فمها ماء، ولا تستطيع أن تنافسه… من هنا كان الوضع مناسبًا جدًا عند الموارنة وعند الشيعة لطرح تغيير الصيغة، كل لمصلحة طائفته… الشيعية السياسية تفكر بالمثالثة، والمارونية السياسية تفكر باسترداد الحقوق التي سلبتها منهم السنية السياسية، والمدقق لا يرى وحدة نظر لدى هذين الطرفين إلا في إرجاع السنية السياسية إلى المربع الثالث الأخير، ليبقى الصراع بينهما على المربع الأول والثاني.
إن الذي جعل هذا الملف يفتح ويذهب بهذا الاتجاه هو تصرفات وتصريحات لمسؤولين تصب في هذا المصب، وكان على رأسها تصريحات لباسيل اعتبر فيها أن اتفاق الطائف أتى على حساب حقوق المسيحيين، ويرى أن الوقت قد حان لاستعادة تلك الحقوق خاصة، وقال باسيل في 31/05 أثناء لقاء حواري مع شخصيات سنية في منطقة البقاع الغربي: «أنا لست مضطرًا أن أقنع أحدًا، السنية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية، وأخذت كل حقوق المسيحين، وهو أمر طبيعي أن أسعى لاستعادتها».
وكانت ردة فعل الطرف السني هو على نفس مستوى هذه التصريحات، فعقد اجتماع عاجل من الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بوصفهم رؤساء وزراء الطائفة، وتوِّج برد من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بوصفه المرجع الديني لها، ورفض فيه المساس برئيس الحكومة دورًا وصلاحيات.
على أن حزب إيران يتصرف بهذا الاتجاه ولا يصرح، فهو يسعى إلى التمدد السياسي واختراق الساحة السياسية لسائر الطوائف على طريقة: ما لنا لنا، وما لغيرنا لنا ولغيرنا. فهو يعتبر نفسه أنه اخترق الساحة المسيحية بتحالفه مع عون، وهو قام بدعم توزير وزير تابع لنواب السنة الستة من باب اختراق الساحة السنية السياسية، وهو يقوم مع التيار الحر بنفس اللعبة مع الدروز، ظهر ذلك في عملية توزير الغريب المحسوب على إرسلان نكاية بجنبلاط الذي تربطه علاقة متوترة مع النظام السوري وحزب إيران والتيار الوطني الحر. هذا وقد تعامل جنبلاط مع هذا التمدد بكامل التصميم على منعه. فعندما أراد باسيل زيارة منطقة نفوذه مستعينًا بالمير طلال إرسلان ووئام وهاب، اعتبر ذلك اختراقًا مصيريًا له من أخصامه مجتمعين؛ لذلك جاء تصرفه على هذا المستوى من الشدة لقطع الطريق أمامهم من النفوذ إلى منطقته، ومنعهم من سلب الزعامة منه. وجنبلاط هذا يفهم اللعبة الدولية تجاه لبنان، ويعمل على أن يتزعم الطائفة الدرزية ليس على صعيد لبنان فحسب، بل على صعيد المنطقة، فموقفه من رفض تجنيد أبناء الطائفة الدرزية في سوريا في الجيش السوري خلال الثورة كان واضحًا، وموقفه من النظام السوري ومن بشار بالذات هو حاد جدًا ثم إن جنبلاط يعرف أكثر من غيره أن هناك نظامًا دوليًا جديدًا تسعى أميركا لفرضه على المنطقة، وهو يسعى لحماية الطائفة ككل، وقد زار موسكو طلبًا لحماية الأقلية الدرزية في سوريا ولبنان. وهذا ولا ننسى أن مستشار نتنياهو صرح أن يهودية الدولة تجعل من المكونات السياسية الأخرى درجة ثانية، ويبدو أن (إسرائيل) تخطط لإقامة دويلة للدروز على حدودها لتحمي نفسها بها.
وعن موقف حزب إيران من هذا الذي حدث فهو مع تغيير التركيبة. ولكنه قد يرى أن توقيتها الآن ليس مناسبًا بسبب وضع نظام إيران مع الإدارة الأميركية الحالية، وموقف أميركا منه واعتباره حزبًا إرهابيًا بجناحيه السياسي والعسكري، كل هذا جعل سياسته التكتيكية تقوم على أولوية تجاوز قطوع العاصفة، وفي الوقت نفسه لا يريد إيقاظ المارد السُنّي في لحظة تأجّج إقليمية وتعبئة سنية – شيعية تتجاوز لبنان إلى المنطقة؛ لذلك بقي من وراء حجاب، يظهر في الوقت الحرج ليذكر بفائض قوته كما حدث عندما اجتاحت قوة كبيرة من فرع المعلومات بيت وئام وهاب في الجاهلية، أو عقب حادثة قبرشمون مباشرة. وقد يكون تفكير حزب إيران تجاه هذا الأمر، أنه يمكنه، بما يملكه من فائض قوة، حسم الأمور لمصلحته من غير ما ضرورة للدخول في حرب أهلية. بل يكفي فيه الجلوس حول طاولة مفاوضات مستديرةـ وفرض ما يريد، وليس الآن ولكن بعد أن تهدأ العاصفة الأميركية عليه، وبعد أن يكون قد هيأ الداخل اللبناني عبر عملية الاختراق لكل مكوناته السياسية الأخرى،
لقد كشفت الأحداث الأخيرة هذه أن الأطراف الطائفية السياسية تعيش في هاجس تغيير التركيبة، ويأتي طرح مشروع تجنيس النازحين السوريين، واللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليزيدها توترًا، وقد أكدت هذا الكلام وزيرة الداخلية ريا الحسن وجود مثل هذا المشروع في برنامج تلفزيوني مع مرسال غانم، والتي قالت فيه: إنه للأسف سيوضع أمامها للتوقيع عليه. وهذا الأمر يثير المارونية السياسية والشيعية السياسية لأن معظم المجنسين سيكونون من السنة. وتجنيسهم سيوجد اختلالًا في التركيبة اللبنانية لمصلحة السنة، ومن المتوقع أن لا يقبل النصارى والشيعة إلا بالتجنيس المتوازن المكافئ في العدد؛ وذلك من نصارى وشيعة كل من سوريا والعراق مثلًا.
في الحقيقة، ليست الكثرة العددية هي التي تجعل البلد في يد هذه الطرف أو ذاك، وإنما موقف الدولة الكبرى المسيطرة على القرار الدولي. ففرنسا من قبل زورت إحصاءً لمصلحة النصارى، وبناء عليه أعطتهم الحكم في لبنان، وكذلك فعلت أميركا في العراق عندما قررت من عند نفسها أن الشيعة يشكلون أكثرية وسلمتهم الحكم في العراق. وها هي تدوس في سوريا كل مفاهيم السياسة الدولية وتعمل على قتل شعبها وخراب البلد فقط من أجل أن يكون نظام الحكم تابعًا لها، وكذلك فعلت مع السيسي ضد شعب مصر، وكذلك هي تفعل الآن في السودان؛ إذًا لا اعتبار عند الدول الكبرى للإحصاءات السكانية… فلأميركا أجندتها في المنطقة، وهي تعمل على توفير أرضيتها بهدوء.
وبما أن موضوع تغيير الصيغة في لبنان بيد أميركا وليس بيد الأطراف الأخرى، وهي تحركه متى رأت أنه يحقق مصلحتها، وليس مسموحًا لغيرها أن يحركه، فقد أوردت جريدة «الجمهورية» انّ الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا أبلغتا كلًا من سوريا وإيران و(إسرائيل) عبر قنوات ديبلوماسية وعسكرية بضرورة عدم المس باستقرار لبنان؛ لأنّ الاستقرار اللبناني يحوز على إجماع دولي يشمل روسيا والصين أيضًا؛ ولا يجوز بالتالي لأي طرف أن يعود إلى استخدام الساحة اللبنانية صندوق بريد أمني للقوى المتنازعة في المنطقة… كذلك نشرت جريدة «الجمهورية» أنّ سفراء دول الاتحاد الأوروبي تناولوا في اجتماعهم الشهري تطورات الأوضاع اللبنانية، وكان توافق بينهم على وجود بعدٍ خارجي لحادثة قبرشمون، وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن «الاتحاد الأوروبي يطالب بأن لا يكون هناك أي تدخل خارجي في لبنان»، وقالت: «ونعتبر أنه من الضروري تجنب استجلاب نزاعات إقليمية وتفاعلات إقليمية، وتوترات إقليمية إلى لبنان، ولا بد من إبقائها خارج هذا البلد». لذلك يتوقع أن تلملم أحداث قبرشمون، من غير أن تتغير مواقف الأطراف من تغيير الصيغة، والجميع يهيئ نفسه لذلك اليوم الذي تعلن فيه أميركا عن سياستها في المنطقة، ساعيًا لإرضائها عسى أن تكلفه دون غيره.
هذا هو لبنان الذي لا تهدأ أزماته ولا الفتن الطائفية فيه… وحبذا لو يعلم أطراف الصراع في لبنان هذه الحقيقة؛ فيوفروا على أنفسهم المصائب التي تترى عليهم كل حين… وحبذا لو يعلمون أن لا هناءة عيش لهم إلا من خلال دولة إسلامية، نظامها نظام رباني عادل، ينالهم من خير نظامه العام ما ينال المسلمين سواء بسواء، ومن عدالته أنه يتركهم وما يعتقدون وما يعبدون، ويأمنون فيه على حياتهم، وقد تفتح قلوبهم لرحمة هدايته فينالون جنة مضاعفة الأجر من رب رحيم قدير… قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ٥١ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ يُؤۡمِنُونَ ٥٢ وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ٥٣أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٥٤﴾[القصص]. وعلى الله قصد السبيل.
2019-08-02