العدد 393 -

السنة الرابعة والثلاثون – شوال 1440هـ – حزيران 2019م

مع القرآن الكريم

مع القرآن الكريم

(أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٥٨ أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦهَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ َلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٥٩ )

جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير

لمؤلفه عطاء بن خليل أبو الرشته

أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:

يبين الله في هذه الآيات كيف يثبت الله الذين آمنوا في مواقفهم مع الطواغيت، وأن حجة الكفار داحضة ساقطة.

ثم بين سبحانه بعض الأدلة على عظمة الله في خلقه للخلق، وإحيائه للموتى، وأن الله عزيز حكيم، وأنه على كلّ شيء قدير:

  1. 1. ففي الآية الأولى ذكر سبحانه محاجة الكافر الطاغية لإبراهيم – عليه السلام – فبدل أن يشكر الله الذي آتاه الملك بطر وتجبر وكفر وجعل نفسه إلهًا.

فلما حاجه إبراهيم بأنَّ الله يحيي الموتى ردّ الطاغية من باب المجادلة فزعم أنه يحيي ويميت بأن يقتل هذا ويعفو عن ذاك، من باب المخادعة والتضـليـل، فهدى الله إبراهيم – عليه السلام – أن يسوق له أمرًا لا ينفع فيه تضليل الطاغية ولا مراوغته.

فأعلمه إبراهيم أن الله الذي يتخذه إلهًا هو الذي يطلع الشمس من المشرق، فإن كان ذاك الطاغية إلهًا فليجعل الشمس تطلع من المغرب.

وهنا دارت الدائرة بالملك الطاغية فأسقط في يديه وظهر الحق لذي عينين بأن الكفار يقلبون الحقائق ويغيرون الموازين ويضعون الأمور في غير نصابها، فبدل أن يؤمنوا بالله الخالق المحيي المميت يكفرون به سبحانه ويتخذون من مخلوقاته آلهة لهم ظالمون، ألا ساء ما يحكمون!

(أَلَمۡ تَرَ) همزة الاستفهام لإنكار النفي وتقرير المنفي، أي هل رأيت الذي حاجّ إبراهيم؟ وفي الاستفهام معنى التعجب، والرؤية هنا القلبية أي العقلية؛الفكر والبصيرة، لذلك أدخلت (إلى) عليها ( أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ ) والعرب تفعل ذلك إذا أرادت التعجب من رجل في بعض ما أنكرت عليه، فتقول (أما ترى إلى هذا!) والمعنى: هل رأيت مثل هذا!

(ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ) هو نمرود بضم النون والدال المهملة أو المعجمة (نمروذ) كما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما -.

وسميت مجادلته بالمحاجة وهي بلا حجة لأن الطاغية اللعين أوردها مورد المحاجة، ويصحّ إطلاق (محاجة) على ما يورده الكفرة المجادلون من أقوال حتى وإن كانت دون أدلة وبراهين ما داموا يوردونها مورد الحجج عند المجادلة على نحو قوله سبحانه: (يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّوۡرَىٰةُ وَٱلۡإِنجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ) ونحو قوله سبحانه ( هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجۡتُمۡ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞۚ ) وقوله سبحانه: (حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ).

(أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ) أي لأن آتاه الله تعالى ذلك، أي بحذف اللام وهي تحذف كثيرًا في (أن) و(إن) لإفادة التعليل.

أي أن إتيانه الملك حمله على ذلك فأورثه الكبر والبطر والتجبر، فبدل أن يشكر الله على نعمه كفر واتخذ نفسه إلهًا وجادل في الله (وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ ٣ ) (المحال) ككتاب الكيد والتدبير والقدرة.

( إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ ) وقد بدأ إبراهيم – عليه السلام – بهذه الحجة لكن الطاغية كابر وعاند وقال إنه يحيي ويميت بأن يقتل ويعفو: (قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ ) وعلى الرغم من أن ما ذكره ليس جوابًا على حجة إبراهيم – عليه السلام – لأن المحيي الذي ينشئ النشأة من العدم أو يحييها بعد أن تكون ميتة، وما صنعه النمرود ليس إحياء لميت أو إنشاء من العدم إلا أنه قاله مكابرةً وعنادًا.

فكان من حكمة إبراهيم – عليه السلام – أنه لم يقف عند قول النمرود يجادله فيه أنه ليس إحياء للموتى، بل جاءه بمثال حسي للمحيي والمميت، فهو القادر على تحويل الأشياء من حالة إلى حالة على النقيض منها، والمجيء بخلقٍ جديدٍ فقال له: (فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ) وهنا بهت الذي كفر، فهذا لا تنفع فيه مراوغةً أو معاندةً، وبذلك انكشف سقوط حجة الملك الطاغية.

(فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ ) أي غلب وصار منقطعًا عن الكلام متحيرًا لاستيلاء الحجة عليه حيث لا فكاك منها.

وهذا شأن الظالمين دائمًا، فهم لا يهتدون إلى حجة أو برهان له قيمة أو وزن، بل تراهم ليتقولون سقط الكلام يزعمونه حججًا وهي داحضة واهية، فهم يضعون الأمور في غير مواضعها، ويقلبون الحقائق والقيم (وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ).

  1. ثم يذكر الله سبحانه في الآية التالية آياتٍ بيناتٍ، دلائلَ عظيمةً على قدرة الخالق إحياءَ الموتى، فتكون حجة للمؤمنين، سواء أكانوا ممن شاهدوها حسيًا أم نقلت إليهم تنطق بها آيات الله في كتابه العظيم فيعلمون منها عظمة الله وجلال شأنه العظيم ( أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ) وذلك فيما ذكره الله سبحانه في هذه الآية الكريمة من قصة ذلك الذي مرّ على قرية خالية من السكان ساقطة سقوفها، فنظر إليها متعجبًا من حالها وخرابها من أهلها وعمرانها، متسائلًا: كيف يعيد الله سبحانه هذه القرية إلى حالتها الأولى عامرة بسكانها وبنيانها؟

فأماته الله سبحانه مائة عام ثم أحياه بعدها، وعند سؤاله عن مدة لبثه ظن أنها ليست أكثر من يوم أو بعض يوم، فتمّ إعلامه أنه لبث مائة عام، ثم طلب منه أن ينظر في أمره ويتدبر متاعه فإن طعامه وشرابه لم يتغير طيلة المائة عام في الوقت الذي يرى حماره فيه قد نفق ونخرت عظامه وتفرقت أوصاله!

ثم يخبره الله سبحانه أن إماتته وبعثه وما صنع في متاعه وحماره كلّ ذلك ليكون عبرةً وبرهـانًا له ولقـومـه الذين شاهدوا حاله قبل الممات وبعده، وكذلك لكلّ من يأتي من بعد وينقل له هـذا من رسـل الله – صـلـوات الله وسـلامه عليهم – ليكونوا من الموقنين.

وهذا شأن عجيب لا يستطيعه إلا خالق السموات والأرض، يحفظ الطعام والشراب دون تغيير في ماهيته مدة مئة عام ويميت الحمار، وهي كلها كانت معًا في آن واحد!

ثم بعد ذلك يريه الله سبحانه أشد من ذلك وأعجب، فعظام الحمار تتجمع وترفع عن الأرض وترد إلى مواضعها في الجسد ثم تكسى باللحم ويعود الحمار كما كان حيًا بعد مائة عام!

كل هذا وهو ينظر بعينه فينطق معظمًا للخالق البارئ مؤمنًا بصاحب القوة والجبروت

(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٥٩ ).

(أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا) (أو) للعطف محلًا على المعنى، والتقدير: هل رأيت كالذي حاجّ إبراهيم في ربه أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها؟

(مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ) لم يخبرنا الله سبحانه في كتابه من الذي مرّ، أو ما هي تلك القرية؟ كذلك لم أجد حديثًا صحيحًا عن رسول الله r في ذلك، إنما هناك روايات عن بعض الصحابة والتابعين مختلفة في التعيين، وليست هذه المعرفة مهمة حيث إنَّ سياق الآية يركز على قضية الإحياء والبعث، فهي التي تحتاج التدبر والاهتمام، وهي التي بينها الله سبحانه وجعلها آية للناس فنكتفي بما ذكره الله – جلّ شأنه -.

(وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا)  (خَاوِيَةٌ) ليس فيها أحد، من قولهم: خوت الدار تخوي خويًا.

(عَلَىٰ عُرُوشِهَا) أي ساقطة على سقوفها بأن سقط السقف أولاً ثم تهدمت الجدران عليها.

والعريش: سقف البيت وكل ما يتهيأ لظل فهو عريش ومنه عريش الدالية، ومنه قوله تعالى ( وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ ).

(أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ ) كيف يحيي هذه الله بعد موتها؟

(ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ) ثم أحياه.

(قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ ) فكأنه ظن أنه نام ثم قام، والنوم المعتاد لا يطول عن ذلك كما توقع، ولعله عندما أحياه الله رأى الشمس لم تغب بعد فقال ما قال.

(قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ) فأعلمه الله أنه لبث مائة عام (بل) حرف عطف للإضراب، أي أنك لم تلبث كما قلت ( يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ ) ولكنك لبثت (مِاْئَةَ عَامٖ).

وكيف أعلمه الله لا ندري لأنه من الغيبيات، ولم يعلمنا الله سبحانه في الآية كيف كان ذلك.

(لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ) أي لم يتغير في هذه المدة المتطاولة، واشتقاقه من (السنه) وفي لامها اختلاف، فقيل (هاء) بدليل سـانهت فلانًا فهو أي (يَتَسَنَّهۡۖ )مجزوم بسكون الهاء وتكون الهاء أصلية.

وقيل (واو) بدليل الجمع على (سنوات) فهو مجزوم بحذف حرف العلة والهاء للسكت. والأرجح أن الهاء زائدة للسكت، وذلك أن لها قراءتين متواترتين:

واحدة (يَتَسَنَّهۡۖ) وصلًا ووقفًا.

وأخرى (يَتَسَنَّهۡۖ) وقفًا و(يتسن) وصلًا.

والقراءتان متواترتان وكلتاهما على وجه العربية الفصيحة.

أما قراءة الوقف بإثبات الهاء والوصل بعدم إثباتها فهو يعني أن الهاء زائدة.

وأما قراءة الوقف بإثبات الهاء والوصل بها كذلك فهو يحتمل: أنها أصلية لأنها مثبتة في الوصل والوقف. ويحتمل أنها زائدة، فالعرب قد تصل الكلام بزائد على نحو نطقها به في حال القطع.

وتكون القراءة الأولى محكمة بزيادة الهاء.

والثانية متشابه بزيادة الهاء أو أصليتها، والمحكم قاضٍ على المتشابه فتكون الهاء زائدة في ( لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ ) والجزم بحذف حرف العلة.

( وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ ) أي انظر كيف نجمع عظامه ونكسوه لحمًا ونحييه، وهكذا كان.

( وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ ) أي عبرة ودلالة على البعث بعد الموت.

( وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ) أي انظر إلى العظام كيف نرفع بعضها على بعض في التركيب للإحياء، فـ(النشز) الارتفاع والمعنى انظر إلى عظام الحمار كيف نرفعها من الأرض ونضمها لبعض ونعيدها إلى أماكنها من الجسد حية كما كانت.

(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٥٩ ) أي لما وضحت له الأمور ورأى كيف يحيي الله الموتى عيانًا وكيف يحفظ طعامًا وشرابًا مائة عام دون تغيير كأن السنين لم تمرّ عليها.

قال عندها: أعلم الآن عيانًا أن الله على كل شيء قدير.

ومفهوم هذا المنطوق أنه كان من قبل يعلم استدلالًا أن الله على كلّ شيء قدير، والآن بالمشاهدة الحسية، وفي هذا ترجيح أن الذي مرّ على القرية كان مؤمنًا، وأنه عندما قال: (أَنَّىٰ يُحۡيِۦهَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ) لم يقلها كفرًا أو إنكارًا لقدرة الله سبحانه بل استعظامًا لقدرته سبحانه واعترافًا بعجز المخلوقات عن معرفة كيفية إحياء الله للموتى إلا أن يعلمهم الله، فقال في نفسه ما قال رغبةً وتوقًا أن يريه الله ذلك.

وهذا أرجح من القول إن الذي مرّ على القرية كان كافرًا فقال (أَنَّىٰ يُحۡيِۦهَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ) إنكارًا لقدرة الله على ذلك، فصنع الله به ما صنع ليوقن ويؤمن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *