العدد 390-391-392 -

السنة الثالثة والثلاثون -رجب – شعبان – رمضان – 1440هـ – آذار – نيسان- أيار 2019م

الغرباء

الغرباء

ابو حنيفة التحريري

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ…” أخرجه ابن ماجة وغيره، واللفظ لابن ماجة.

      مع اشتداد الخطوب، واحتلاك الظُّلمة، وتكالب الظَّلَمة، وخذلان الإخوان… يجد العاملون لإقامة الخلافة أنفسهم في غربة يحسبونها وحشة وجفاء، ولكنها بإذن الله الأُنسة بكل من سلك مدارج السالكين على صراط الله المستقيم… ولعل في هذه الأبيات التي جاشت بها القريحة نفحةً ترفع عن الغرباء غُمَّةَ الاستيحاش في زمن الخذلان

غُرباءُ لَكِنْ ما شَكونا غُربَةً 

لَكِنَّها هَجرٌ لِكُلِّ رَذِيلَةٍ 

بِتنا بِذاتِ الكَهفِ نَأْوي عُزلَةً 

أَضحى الحَرامُ مُحلَّلًا تَبًّا لَهُم

وَالكُفرُ عَربَدَ كاتِمًا أَنفاسَنا 

والمارِقُونَ مِنَ الطُّغاةِ تَجَبَّروا

والضَّارِبونَ بِسَيفِهِم دِرعٌ لَهُم 

وَالنَّاعقونَ يُسَبِّحونَ بِحمدِهِم 

أَمَّا البَقِيَّةُ لا تَسَلنِي عَنهُمُ 

مِن بينِ هذا الفَرثِ قُمنا صَفوَةً

غُرَباءُ نَحمِلُ كُلَّ خَيرٍ لِلورى 

ما ضَرَّنا كَيدُ الطُّغاةِ وبَطشُهُمْ

ما هَدَّنا ضِيقُ الزَّنازِنِ والسُّجو 

ما صَدَّنا غَدرُ الأَكابِرِ أَجرَموا 

ما رَدَّنا عَزفُ الجُموعِ وَنَأْيُهُمْ 

إِنَّ الخِلافَةَ يا ابنَ أُمِّي شِرعَةٌ

فَاصبِرْ مَعَ التَّحريرِ نَفسَكَ جاهِدًا 

وَالزَمْ طريقَ المصطفى وَغِراسَهُ 

فَانصُر إِلَهي دَعوةً قد يُتِّمَتْ 

والوَعدُ وَعدُكَ لا يُرَدُّ قَضاؤُهُ 

عَمَّيتَ عنهُ المبصِرينَ بِبابِهِ 

فاحجِبْ إِلَهي عن أَميرٍ لائِذٍ 

وَامنُنْ عَلينا بِالعُقابِ خِلافَةً 

لَيسَت بِغُربَةِ مَسكَنٍ وَدِيارِ.

وَفَواحِشٍ ومُحَرَّمٍ وَشَنارِ.

أَضحَت بُيوتُ اللائِذينَ كَغارِ.

وَالحَقُّ أَمسى باطِلًا بِدِياري.

رَبَضوا بِكُلِّ يَمينَةٍ وَيسارِ.

باعوا البِلادَ بِصَفقةٍ وقِمارِ.

نَصَبوا المخافِرَ حَولَهُم كَسِوارِ.

لَعَقوا اللُّعاعَةَ من فُتاتِ بَوارِ.

هامُوا بِغَيرِ مُسَدَّدٍ وَقرارِ.

حِزبًا نَقِيًّا مُبصِرًا لِمَسارِ.

نَصِلُ الليالِي بَعضَهَا بِنَهارِ.

ما كُنتُ أَرضى ذِلَّةَ  الخَوَّارِ

نُ نَوَدُّها فَاشمَخْ بِكُلِّ فَخَارِ.

جُرمُ الخَسِيسِ مُخَضَّبٌ بِصَغارِ.

ما كُنتُ أُسلَبُ عَزمَتي وَقَراري.

وَرِياسَةٌ لِلمُسلِمينَ بِدارِ.

وَاقبِضْ على حَرِّ الثَّباتِ جِمارِ.

ذاكَ الطَّريقُ مُعَقَّبٌ بِظَفارِ.

وَغدا الغَريبُ بِوحشَةٍ وَقِفارِ.

يا مَن أَويتَ مُحَمَّدًا في الغارِ.

والطَّالِبينَ حَجَبتَهُم بِسِتارِ.

بِحِماكَ يَرمُقُ نُصرَةَ الأَنصارِ.

غُرَباءُ نَسأَلُكَ اللَّمامَ بِدارِ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *