العدد 388 -

السنة الثالثة والثلاثون – جمادى الأولى 1440هـ – ك2 / يناير 2019م

مع القرآن الكريم

مع القرآن الكريم

قال تعالى:

( تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٢٥٤ )

جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير

لمؤلفه عطاء بن خليل أبو الرشتة

أمير حزب التحرير حفظه الله

في تفسير هذه الآيات ما يلي:

يبين الله سبحانه في هذه الآيات ما يلي:

  1. بعد أن بين الله في الآية السابقة (تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٥٢ )أنَّ ما أنزله سبحانه من آيات وأحكام تدلّ على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وأنَّه من المرسلين، فإنه سبحانه يبين في هذه الآية ( تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) أن رسل الله يتفاضلون بكيفية نزول الآيات الدالة على صدقهم وتنوع الشرائع التي ينزلها الله عليهم، فمنهم من يكلمه الله تكليمًا أو يوحي إليه وحيًا، أو يرسله إلى قومه خاصة أو إلى الناس كافة، أو يجعل آية نبوته إبطال سحر السحرة أو شفاء الموتى أو قرآنًا معجزًا يتلى.

كما يبين الله سبحانه أنه القاهر فوق عباده، فلا يحدث في ملكوته شيء جبرًا عن إرادته سبحانه.

فإن الذين اختلفوا على أنبيائهم بعد مشاهدتهم للآيات الدالة على صدق الرسل ثم اقتتلوا من بعدهم لم يصنعوا ذلك رغم إرادة الله، بل فعلوه باختيارهم؛ ولكن فعلهم هذا ليس جبرًا عن خالقهم، فإن الله سبحانه لو شاء لخلقهم على الهدى ولمنعهم من الاختلاف على أنبيائهم، غير أن حكمة الله سبحانه اقتضت أن يبين للناس الخير من الشر بإرسال الرسل إليهم، ويتركهم يختارون ما يشاؤون من خير فيثيبهم عليه، أو ما يشاؤون من شر فيعاقبهم عليه، فهم مسؤولون عنه ما داموا فعلوه باختيارهم.

وهنا لا بدّ من توضيح أمرين مهمين سبق أن ذكرناهما في هذا التفسير ونعيدهما للأهمية:

أ. أن العبد لا يستطيع أن يفعل فعلًا رغمًا عن الله سبحانه أو جبرًا عنه، وهذا هو معنى أن أفعال العبد بإرادة الله ومشيئته، أي ليس جبرًا عن الله، وليس معناها أنها برضى الله. فعندما يقال فلان سرق بمشيئة الله وإرادته يعني أنه سرق ليس جبرًا عن الله، وليس معناه أنه سرق برضا الله، فمشيئة الله وإرادته لهما حقيقة شرعية تعني أنه لا يتم شيء في ملكوت الله جبرًا عنه سبحانه بل بإرادته ومشيئته، وليست تعني المعنى اللغوي من شاء أو أراد بمعنى رضي.

ب. أن العبد مسؤول عن كلّ أفعاله الاختيارية، فإن كانت خيرًا يجزَ عليها خيرًا وإن كانت شرًا يعاقب عليها ( كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ ) المدثر/آية38 ( مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا ١٢٤) النساء/آية123-124.

وهكذا فإن أولئك الأقوام الذين اختلفوا على أنبيائهم من بعد ما رأوا الآيات الدالة على صدق نبوتهم فآمن منهم من آمن وكفر منهم من كفر، هم مسؤولون عن اخـتـيـارهم المذكـور للإيمـان أو للكـفـر، وسيجزون بذلك، الجنة لأهل الإيمان، والنار لأهل الكفر.

ولكنهم في كل ما اختاروه من إيمانٍ وكفرٍ لم يكن رغمًا عن إرادة الله أو جبرًا عنه سبحانه، فإن الله لو شاء لمنعهم من هذا الاختلاف والامتثال، ولجعلهم أمة واحدة، ولخلقهم على الهدى.

ولكن حكمة الله اقتضت غير ذلك فتركهم يختارون، إيمانًا أو كفرًا، ويجزيهم به، ثوابًا أو عقابًا، بعد أن أرسل لهم الرسل وبين لهم الآيات وأقام الحجة عليهم، فالله سبحانه يفعل ما يريد ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ).

(تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) أي ميزناهم عن بعض في عدد من الأمور، فمن الرسل من كلمه الله كموسى – عليه السلام – ( وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ) النساء/آية164 ومنهم من أوحى الله إليه وحيًا – جبريل عليه السلام – كرسول الله محمد J ( قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ ) البقرة/آية97.

ومحـمـد صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة، وغيره إلى أقوامهم خاصة: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: كان كلّ نبي يرسل إلى قومه خاصة وقد بعثت إلى كلّ أحمر وأسود، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأعطيت الشفاعة، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد من قبلي[1].

وهذه الآية (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ) لا تتعارض مع الآية (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ ) البقرة/آية285 ولا تتعارض كذلك مع الحديث: “لا تفضلوا بين أنبياء الله[2].

وذلك لأن أصل الفضل في اللغة الزيادة ضد النقص، فمن زاد على آخر في أمر فقد أفضل عنه في هذا الأمر أي زاده فيه، ولذلك فمن كان أكثر من غيره في الرزق يكون قد فضل عليه (وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِ) النحل/آية71، فالتفضيل لا يعني أكثر من الزيادة في أمر ما، وقد يفضله الثاني في أمر آخر.

والأنبياء من حيث النبوة لا يتفاضلون، وهذا معنى ما جاء في الآية (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ ) البقرة/آية285 والحديث: “لا تفضلوا بين أنبياء الله” ولكن من زاده الله منهم أمرًا آخر يكون قد فضله في ذاك الأمر كما في الآية (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡض ) وكما في قوله سبحانه: ( وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ) الإسراء وكما ذكرنا في الحديث السابق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

= ( مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ ( ) أي موسى – عليه السلام -.

= ( وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ ) محمد صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عباس.

= ( وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ ) أي إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وخلق الطير من الطين بإذن الله.

= ( وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ) وقويناه بجبريل – عليه السلام -.

( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَ) أي أن اقتتالهم لم يكن رغمًا وجبرًا عن الله بل بمشيئته سبحانه، فالله قادر على منعهم من الاقتتال ولكن الله تركهم يفعلون باختيارهم ما يشاؤون؛ فاقتتلوا بسبب اختلافهم على أنبيائهم حيث آمن من آمن وكفر من كفر، فذِكْر ( وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ ) دليل على أن اختلافهم هو سبب اقتتالهم.

( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ ) تأكيد لما ذكر في الآية السابقة من أن لا يقع في ملك الله شيء جبرًا عنه سبحانه بل بمشيئته.

وهذا التأكيد ليس من قبيل التكرار المجرد، بل طبقًا لأساليب العرب في كلامهم، فإن العربي الفصيح إذا بدأ بذكر أمر ثم حدث ما يدعو لذكر أمر آخر وأراد أن يعود للأول فإنه يذكره مرة أخرى، أو يذكر نحوه ليعيد اللحمة لما انقطع من الكلام.

وهذا على نحو قوله تعالى ( مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ
مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا ) النحل/آية106 فإن ابتداء الكلام عمن يكفر بالله تعالى بعد إيمانه، ثم ذكر الله سبحانه بعدها حالة الإكراه، ثم عاد سبحانه فأكمل الآية بنحو ما بدأه به ( وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ
صَدۡرٗا ) النحل/آية106.

وهذه الآية كذلك فقد ذكر الله سبحانه تعلق الامتثال بمشيئته سبحانه ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم ) ثم ذكر اختلافهم على أنبيائهم، ثم عاد سبحانه على نحـو مـا بـدأ بـه ( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ ) وهذا أسـلـوب في العـربية غايـة في الفصاحة والبيان.

( وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ) فهو سبحـانه لا يعجزه شيء ولا رادّ لحكمه ( وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ) البقرة/آية117.

  1. بعد أن بيَّن الله سبحانه في الآية السابقة حال الأمم واختلافهم على أنبيائهم، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ذكر الله سبحانه في الآيات اللاحقة بعض شأن المؤمنين والكافرين فالذين آمنوا ينفقون زكاة أموالهم إعمارًا لآخرتهم حيث لا ينفعهم هناك إلا أعمالهم الصالحة، فلا تجارة يتاجرون بها هناك تدرّ عليهم أموالًا يزكونها ويؤجرون، ولا أصدقاء هناك يحملون من أوزارهم شيئًا أو يساعدونهم في فعل الخيرات، إلا إن كانوا من المتقين، ولا أحد يشفع لهم إلا أن يأذن الله فيكونوا من الفائزين.

وأما الذين كفـروا فهم الظـالمون الذيـن وضـعـوا الأمـور في غير موضعها فكفروا بالذي خلقهم واتبعوا خطوات الشيطان فحاق بهم سـيـئات ما عملوا وكانوا من الهالكين.

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم ) هذا خطاب للمؤمنين أن ينفقوا من أموالهم وهو طلب بالإنفاق.

( مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ) وعيد شديد وهو قرينة على أن الطلب جازم.

أي أن الإنفاق المطلوب في هذه الآية الكريمة هو فرض فهو (الزكاة) وليس المقصود في الآية صدقة التطوع.

( لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞ) بالرفع على اعتبار (لا) تعمل عمل ليس، وهي في هذه الحالة تحتمل النفي العام وغير العام، فهي من المتشابه؛ ولكنها قُرِئت كذلك بالبناء على الفتح باعتبار (لا) عاملة عمل (إن) وهي في هذه الحالة للنفي العام لا غير، فهي من المحكم.

والقراءتان متواترتان، والمعنى واحد، والمحكم قاضٍ على المتشابه، فيكون المعنى النفي العام للبيع والخلة والشفاعة في ذلك اليوم.

ويؤكد إفادةَ النفي هنا (العمومَ) ورودُ تخصيص للخلة والشفاعة، وورود تخصيص لأمر ما يعني أن ذلك الأمر لفظ عام. وقد ورد تخصيص الأخلاء بقوله سبحانه: (ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ ٦٧) الزخرف/آية67، وورد تخصيص الشفاعة بقوله سبحانه: ( يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا ١٠٩ ) طه/آية109 وبالحديث: “أعطيت الشفاعة[3].

فلا خلة يومئذ للمتقين ولا شفاعة في ذلك اليوم إلا لمن أذن له الرحمن وإلا لرسوله صلى الله عليه وسلم.

الخلة: خالص المودة وهي مأخوذة من تخلل الأسرار بين الصديقين.

( وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ) أي الكافرون هم الذين يضعون الأمور في غير موضعها، فيكفرون بالخالق ويعبدون مخلوقاته ويشركون به بعض خلقه، ويضعون تشريع المخلوقات في موضع تشريع الخالق، فهم بذلك ظالمون.

[1] البخاري: 323، مسلم: 810

[2] البخاري: 3162، مسلم: 4376

[3] البخاري: 323، مسلم: 810

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *