العدد 327 -

السنة الثامنة والعشرون ربيع الثاني 1435هـ – شباط 2014م

اضطهاد الإسلام وشيطنته منهج مشترك لشبكات دولية وامتداد لتاريخ استعماري

اضطهاد الإسلام وشيطنته منهج مشترك لشبكات دولية وامتداد لتاريخ استعماري

 

نشرت جريدة القدس العربي مقالاً لافتاً حول ما يعانيه المسلمون في العالم من «وطأة شيطنة فظيعة لإسلامهم تجعلهم موضوعاً لاضطهاد ممنهج تتشارك فيه شبكات السيطرة الاقتصادية والسياسية والإعلامية في العالم على اختلاف أشكالها وأعراقها وأديانها، بما فيها شبكات محسوبة على دول إسلامية». نلخص فيما يلي أبرز النقاط الواردة فيه:

  • يمكن للباحث التاريخي إعادة جذور ظاهرة العداء للإسلام لقرون عديدة سابقة فيها نقاط فارقة عديدة منها فتح الأندلس، ووصول جيوش المسلمين لحدود فرنسا، والحروب الصليبية وآليات اشتغالها والأساطير التي تشكلت بنتيجتها، وتمدد الدولة العثمانية وصولاً إلى تهديد فيينا في قلب أوروبا.

  • مارست أوروبا معادلة السيادة الثقافية والأخلاقية على العالم ما أضفى إحساساً عارماً بالتفوق لدى الغرب وشعوبه، قابله إحساس عارم معاكس بالهزيمة الحضارية لدى غالبية الشعوب الإسلامية، تجلّى في سؤال حارق لديهم عنوانه: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟

  • استلزمت ديمومة السيطرة الغربية على الشعوب الإسلامية آلة تنظير كبيرة لتبرير وإدامة التفوق بدعاوى عنصرية عرقية أو ثقافية من قبيل تفوق الحضارة الغربية وتخلف الدين الإسلامي، وتأسس بذلك ‘الاستشراق’ الذي خص المسلمين بنصيب كبير من التنميط والتحقير، وهي نتيجة طبيعية لقرون طويلة من الحروب والمواجهات والتنافس على الجغرافيا والتاريخ والسياسة.

  • كان تأسيس (إسرائيل) عام 1948م هو ذروة تحويل الاستشراق ونظرياته الأسطورية حول جغرافيا وتاريخ المنطقة إلى فعل كاسر وهمجي بحق شعوبها، وهي فكرة بدأت أثناء حملة نابوليون على فلسطين، ما لبث دهاقنة الاستشراق الغربيون أن تلقفوها وساهموا في تحقيقها قبل أن يتم تلبيسها على أيدي يهود غربيين منخرطين في المشروع الاستعماري الغربي.

  • تراوحت ردود الفعل على الحرب الثقافية لإخضاع المسلمين سياسياً واقتصادياً بين اتجاه استبطن أفكار الاستشراق الغربي داعياً إلى استبدال هوية الشعوب الإسلامية بأخرى مفصلة وجاهزة في الغرب ولا حاجة سوى لتطبيقها بحذافيرها كي تمشي البلدان الإسلامية على «صراط» الحداثة لتندفع باتجاه الازدهار والتقدم والتنمية. فيما رفض البعض الآخر الغرب وحضارته، أو تقبّل جزءاً من حداثته التقنية لكنه رفض أسسها الفلسفية وتطبيقاتها السياسية، وكان ذلك جذر أغلب حركات الإسلام السياسي.

  • تسلمت النخب العلمانية المضبوعة بالغرب زمام السلطة في عدد من البلاد العربية لأكثر من 50 عاماً، هوت خلالها البلدان المذكورة إلى دكتاتوريات غاشمة تحالف فيها الاستبداد بالفساد وكشفت عن فشل حضاري وثقافي واقتصادي وسياسي، كما تعرضت لهزائم عسكرية مخزية وانحدرت في أغلب الأحيان إلى مدارك من الوحشية ضد شعوبها لا يصدقها العقل.

  • عزت الأنظمة القومية واليسارية العربية فشلها الذريع لوجود (إسرائيل) إلا أن الحقيقة هي أن (إسرائيل) كانت عاملاً مساعداً في إيصال هؤلاء عبر الجيوش (تحت الرايات القومية والبعث واليسار) إلى السلطة، فالتحدي (الإسرائيلي) خلق قابلية شعبية لعسكرة البلدان العربية لمواجهة (إسرائيل).

  • حركات الإسلام السياسي غير مسؤولة عن الخراب الهائل الذي طال البلدان العربية بل هي تحصد عواقب الفشل الجذري العميق لأداء الحركات العلمانية، لكن ذلك لا يعطيها صكاً مفتوحاً للحكم، ولا يعفيها من مجابهة الأسئلة العميقة التي طرحتها الحركات العلمانية وفشلت في الإجابة عليها. سيما أن الشعوب العربية تنتظر حلولاً واقعية وحقيقية لا تجيب عليها الشعارات والعناوين العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *