العدد 383 -

السنة الثالثة والثلاثون، ذو الحجة 1439هـ،، آب 2018م

«ترامب المارق، أزمة صُنعت في الولايات المتحدة، وفي أميركا يجب أن تُصحح»

«ترامب المارق، أزمة صُنعت في الولايات المتحدة، وفي أميركا يجب أن تُصحح»

انعقدت قمة هلسنكي في بين ترامب وبوتين، في 16/07/2018م. وكانت، بالنسبة إلى أميركا ودول أوروبا، على مستوى ترامب في الأداء السيئ. وكانت، في إحدى جولاتها، قمة انفرادية حيث لم يحضر سوى الرئيسين والمترجمين، ولم يعرف أحد ما الذي قاله الرئيسان في جلستهما المغلقة التي أبعد عنها أقرب المستشارين بمن فيهم جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض، وكأن ورطة تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية لمصلحة ترامب كانت تحتاج إلى مثل هذا الاجتماع الانفرادي لينسقا بينهما بما يخرجهما من هذه الورطة.

وقد تناولت وسائل الإعلام الأميركية التي يحاربها وتحاربه، كذلك والأوروبية، هذه القمة وأداء ترامب فيها بعناوين جمعت بين السخرية منه والقلق. فمن حيث السخرية ذكرت تحت عنوان: «ترامب وبوتين وخيانة أميركا» أن أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي كان «مخجلًا«، مضيفة أن المؤتمر الصحفي لترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون من اللحظات التي لن تُنسى في فترة رئاسته. فقد أعلن ترامب، مخالفًا وكالة الاستخبارات الأميركية، ومؤكدًا ما قاله بوتين، أنه لا يوجد ما يدعو روسيا للتدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016م. وأردفت الصحيفة أن هذا النوع من التصريحات عندما يُعلن عنه على أرض أجنبية، فإن ذلك يُعد خيانة للمصلحة الوطنية الأميركية. ورأت الصحيفة أن ترامب قلَّل من شأن بلاده. وذكرت أنه بدا وكأنه كان خائفًا من ارتكاب الأخطاء» أو إثبات أنه سرق الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأن يظهر للناس بأنه «مخادع» وختم بالقول إن «ترامب المارق، أزمة صُنعت في الولايات المتحدة، وفي أميركا يجب أن تُصحح، فالعالم يراقب».

أما من حيث القلق، فقد أوضحت وسائل الإعلام هذه أن القمة أثارت العديد من الأسئلة المقلقة بشأن مستقبل السياسة الخارجية الأميركية، وأن الدول الغربية قلقة من محاولة ترامب أداء دور في الاتفاقات الدولية “يمنح من خلاله الشرعية» للرئيس بوتين، وسياسته “الخارجية العدوانية» فهو، أي بوتين، على الرغم من اجتياحه جورجيا، وضم شبه جزيرة القرم، وإسقاط الطائرة الماليزية، والتدخل في سياسات الاتحاد الأوروبي والسياسات الأميركية والهجوم بمادة نوفوتشيك السامة، فقد حصل على التقارب الذي كان يبحث عنه وبشروطه، ورأت أن الرئيس الأميركي بهذا التصرف يكافئ الكرملين على سلوكه السيئ. وتعتقد وسائل الإعلام هذه أن مصافحة ترامب جائزة تكتيكية لبوتين توجه موسكو من خلالها رسالة للعالم كله بأنه ليس ممكنًا الدخول في مباحثات أو اتفاقات مهما كان نوعها دون إشراك روسيا.

الوعي: أميركا تقود دول العالم، وهذه يقودها رجل مجنون، والحقيقة إن العالم اليوم لا يراقب تصحيح أزمة وجود ترامب في الحكم، بل يرقب سقوط حضارة، يعتبر ترامب أحد معالمها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *